المقالات

تاريخ العراق يصنعه الكرماء صاحب الحكيم في سجل النضال الحديث


( بقلم : محمود الربيعي: كاتب وباحث عراقي )

تاريخ الشعوب يصنعه العظماء، والعظماء هم طبقة الانبياء والرسل والحكماء والعلماء والشجعان والكرماء وهكذا سطر التاريخ في سجلاته نوح وابراهيم وموسى وعيسى وداود وسليمان ومحمد وبقية الانبياء والرسل صوات الله عليهم اجمعين، كما سطر للاوصياء يوشع وهارون وعلي عليهم السلام، ومجد لقمان ومؤمن ال فرعون والخضر عليهم السلام، كا سجل التاريج مجد مريم واسية بنت مزاحم امراة فرعون، وفاطمة الزهراء بنت محمد صلوات الله عليهم اجمعين، وهكذا فالتاريخ لاينسى علماء الامة وشجعانها واصحاب المروءة كالحسين عليه السلام يوم الطف وهو يواجه الطغاة الظالمين، وكعنترة العبسي، وحاتم الطائي وبقية الخالدين والرموز الذين نذكرهم في كل باب من ابواب الحياة في العلم والفن والادب والتراث وبقية الابواب.وفي تاريخ العراق الحديث وفي زمن حكم صدام حسين في العراق بالذات وقعت جرائم كبيرة ذات طبيعة دموية حمراء تشبه في اشكالها عنف الجبابرة والطغاة الذين حكموا الناس بكل انواع الظلم والقسوة التي لم تميز بين طفل ورجل، وبين امراة ورجل، وبين شيخ وشاب لم تعرف الرحمة في حياتها، ووقف الى جانب هذا الحاكم جمهور عريض طائع يعذب شعبه بيديه، ويهتف للجبار!في ظل هذه اللوحة السوداء تحرك صاحب الحكيم ليلقي الضوء على اكبر الجرائم التاريخية التي طالت 4000 الاف امراة في بلد المقابر الجماعية في العراق وكتب تقريرا موثقا عن حالات الاغتصاب والقتل والتعذيب والاعتقال في بلد يرفع شعار (الحرية!) ضمن ثلاثية وحدة حرية اشتراكية.لقد انجز السيد صاحب الحكيم هذا التقرير في مدة 12 سنة يتحرك فيها بنشاط وهو يجمع المعلومات والاحصائيات الدقيقة ويسجل انتهاكات حقوق الانسان التي لم تستثني امراة، او صديقا للحاكم ورفاقه، ولم يسلم حتى الاطفال من جرائم الحاكم المستبد الذي استخدم ابشع وسائل التعذيب في حق ابناء شعبنا الكريم، ولم يكن الظلم داخل العراق فقط بل تعداه الى ملاحقة العراقيين خارج البلاد، وكان يوزع حقده على جميع الناس وينشر الفساد في الارض كما كان يفعل فرعون، وكان يساعده في ذلك حرس خاص وجنود عسكريون ومدنيون، وكان التعذيب يطال الابرياء بدون دليل في دولة لاتعرف الا كتاب سري للغاية، وحرس ضاق الناس من تصرفاتهم، وامتلئت زنزانات الحاكم الظلوم بسجناء الراي وبالابرياء.لقد اصبح الشعب العراقي شاهدا بكل عوائله على جرائم النظام الحاكم الذي لم يرع حرمة لكل الاعراف والتقاليد والاديان والمبادئ، واستخدم ابشع وسائل التعذيب اللاانسانية، وللاسف الشديد سايره في ذلك قادته وجيشه العقائدي؟! ولم يسلم الاطباء ولا المهندسين ولا العلماء ولاالمثقفين والمفكرين، وكان هذا النظام يتلذذ بارتكاب جرائمه ضد ابناءه بدون خجل او استحياء.كما تميز النظام العنصري الحاكم المستبد بالتمثيل بالجثث والاجساد سواء داخل السجون او في حروب الابادة الجماعية كما فعل في الشمال والجنوب باستخدام الاسلحة الكيمياوية، او تسميم المعتقلين بالثاليوم.وبعد فترة قصيرة من زوال حكم الحاكم المستبد ظهرت العديد من المقابر الجماعية التي تحكي عن ولع النظام بالقتل الجماعي في مختلف مدن العراق الشمالية والوسطى والجنوبية سواء كانت تلك المقابر لعرب شيعة او لاكراد او تركمان.لقد عاش العراق وشعبه سنين سوداء عجاف مليئة بالاحزان والالام اصطبغت بانهار من الدماء التي كانت تسفك كل يوم بسبب الحروب الخارجية والداخلية السخيفة التي استهوتها صناعة الامجاد المختلقة، وكم تركت هذه الممارسات من معوقين فقدوا اعضاء مهمة من اجسامهم، وكم هجر النظام القسري من الناس الذين يعيشون في الاهوار وفي الشمال، وكم من الناس سفروا على شكل موجات بشرية.ولم يطل القتل العراقيين فقط بل تعداه الى الجيران كافة، وكانت العجلات تنقل جثث الناس امام الناس كل يوم، وتتناقل الالسن قصص المفقودين والمعدومين والمختطفين والمسجونين في سجون الفضيلية وابوغريب ونكرة السلمان والاستخبارات العسكرية وفي مختلف مناطق العراق ضمن حملات الاعتقال الجماعي التي تقدر احيانا بالالاف، وكذلك في سجون بعض الدول المساندة للنظام في الخارج. لقد كان العراقي يسجن بسبب كلمة او حالة حزن او بسبب صداقة لشخص متهم باتجاه سياسي معارض كما يصفون!لقد اردت في هذه المقالة ان الخص ماجاء في تقرير الاخ الصديق العزيز الدكتور السيد صاحب الحكيم الذي بذل جهدا متميزا ليسجل احد صفحات تاريخ العراق الحديث الذي يحكي فيه عن اكبر الحلقات المظلمة التي عاشها الشعب العراقي النبيل، وارجو ان اكون قد وفقت في سرد ماجاء في التقرير الذي اطلعت عليه لاعبر عن خالص تقديري للاوفياء من ابناء بلدنا الذين دافعوا عن حقوق الانسان في العراق واولهم فضيلة الدكتور صاحب الحكيم الذي ارجو ان يكون جهده هذا منارا لبقية العراقيين الذين ناضلوا من اجل الحق والعدل والسعادة التي نرجوها لكل الناس.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام
2008-10-16
الدكتور صاحب الحكيم رجل عظيم وما هذا الكتاب الذي تحدثت عنه أخي إلا محطة واحدة من إنجازاته الكبيرة والكثيرة هناك أشخاص يعظمون ويبجلون في طول وعرض العالم العربي لم يأتوا بمعشار ماجاء به د . صاحب الحكيم ولكن شخصاً كهذا لا تجد له ذكراً استغربت كثيراً من عدم حضوره مؤتمر المقابر الجماعية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك