المقالات

بين الثورة الايرانية وحرب حزب الله


بقلم: مروان توفيق

عند قيام الثورة الاسلامية في ايران ضج العالم بذلك الزلزال القوي غير المتوقع وكانت امريكا واسرائيل من اول الدول التي تباكت على حليفها الشاه وعلى نظامه الذي امن المنطقة لزمن طويل من صحوة المارد الاسلامي . و بعد تاريخ طويل ونضال مرير انتصرت قوى الخير في ايران لتعصف بامال الكثير من الدول التي ظنت ان الثورة ما هي الا انتفاضة سيقضى عليها, لكن الثورة انتصرت لتقيم نظاما جديدا انشأ قوى ثالثة في الحرب بين المعسكر الغربي والمعسكر الشيوعي, نظاما أسرى قوة جديدة غيرت كثير من المفاهيم لدى شعوب المنطقة بل في العالم اجمع وازاحت الثورة الغبار عن مذهب جهلته جموع غفيرة من الناس ومن المسلمين لتضمحل افكارا مشوهة عن الاسلام عامة وعن المذهب الشيعى خاصة, افكارا كانت معشعشة في عقول اجيال , سرت تلك الافكار والمفاهيم الجديدة كنهار يبدد ظلمة مئات السنين من الاجحاف بحق مذهب الثورة. ونتيجة لذلك انتبه كثير من الناس الى حقائق كانت مطموسة عن عامة المسلمين فتغير الكثير ممن كان يبحث عن الحقيقة فسقطت مذاهب واحزاب لتنبري الحقيقة الناصعة لترشد من ضل في بحثه عن مصدر النور. لاقت الثورة في بداياتها وحتى يومنا هذا الكثير من المحاولات لتدميرها والقضاء عليها وكان من اكبرها الحرب التي شنها نظام البعث المقبور في العراق ولاقت تلك الحرب العدوانية الكثير من المساعدات من انظمة العرب الخاوية التي خشيت من سريان عدوى الثورة الجديدة لشعوبها. فاغدقت تلك الانظمة الخاوية على اعداء الثورة العطايا على من حارب الجمهورية الفتية . وانبرى المتعصوبون من اليمين واليسار بنقد الثورة وحربها بالدعايات المغرضة وبالادبيات الرنانة فاليسار اتهمها بالرجعية والتخلف واليمين اتهمها بالمروق من خط الدين ومذهب السلف. وبدا للعوام ان الثورة لا تحتكم للمنطق والسياسة فهي في حربها مع الغرب الرأسمالي تكيل لليسار الشيوعي الاتهامات والانتقادات وكأنها تحارب العالم لوحدها دون سياسة أو حنكة وفات الكثير ان الثورة لا تحتكم الى القوانين والنظم المعهودة وهي اذن على شفا حفرة من انهيار قادم سيعصف بها وبعنجهيتها غير المفهومة. ولكن تمضي الايام لتقف الثورة على قدميها محاربة العالم كله لتزيدها الضربات الموجعة قوة وتصميما. ولاول مرة في التاريخ الحديث تنزوي القوى الكبرى في تقهقرها امام هذا المارد العجيب وتصيب اللوثة الكثير من قادة الدولة المتجبرة وتنتهي روسيا متفتتة بعيد سنين قلائل من التحدي الفكري للدولة الفتية وتتخبط القوة الرأسمالية الكبرى لتخسر حلفائها في افغانستان بعد ان كانت تأمل في عدوان جديد على ايران في غربها ثم لا تلبث ان تأتي للحفاظ على حليفها في العراق لتجهز على نظامه في ورطة فادحة. اليوم الحرب في لبنان لها عين الحالة, الكل يتهم هذا الحزب الذي هاجم اقوى دولة في المنطقة بالرعونة ونفسها الدول المسلمة الخاوية تنظر لهذا الحزب الفتي نظرة المقت التي نظرتها من قبل لايران الاسلامية وتحاول بشتى الاساليب ضعضعة هذه الحرب التي تبدو غير متكافئة, منتقدة هذا الحزب الذي نكد العيش الرغيد لاصحاب الملايين من ملوك وحكام العرب . فماذا ستكون النتيجة يا ترى, اصحاب اليسار الذين تباكوا على شيوعيتهم التي ماتت يكيليون الانتقادات الى رعونة الحزب ويتهمونه بولاءه لايران عدوهم الرجعي المتخلف, واهل اليمين يخافون من نهار جديد سيفضح ظلماتهم فيستعينون بفن السياسة وفذلكة الكلمات ويطعموها بعدم الرمي في التهلكة وان كانوا هم في اسفل التهلكة, انظمة خاوية متهالكة تنام على ذهب العالم لكنها ويا للتعاسة تعيش على جرعات المساعدات من الدولة المتكبرة وترتمي في احضانها خوفا على العيش الرغيد المخادع. حرب لبنان بل حرب حزب الله في لبنان زلزال اخر سيفضح المزيفين وستوقد ثورته النار في نفوس الحيارى الضائعين المتمسكين بدين يقدس اطاعة ولي الامر وان كان ظالما ما اقام الصلاة ويرضى بالخنوع من اجل حب السلامة والعيش الهنيئ. حرب الجنوب هذه ستقلب مفاهيم هذا الجيل كما قلبت ثورة الامام في ايران الافا مؤلفة من الناس. الحريصون على انتصار الجنوب في لبنان يتأسفون على التضحية الكبيرة من اجل الاحزاب العربية في الارض المحتلة تلك الاحزاب التي تظهر الولاء وتخفي المقت لهذا الحزب ومذهبه الشيعي , أقول لهؤلاء الطيبين الغيارى لا تضيعوا صبركم فالثورة لها غايات بعيدة ابعد من هذا الكسب الاني , فهذه الزلزلة ستصدع البناء وستهدم الهيكل كله كما صنعت الثورة في ايران وفي هذه الزلزلة سيصحو الكثير من الشعوب على صوت الحق وسيدركوا خطأ ولائهم وبهذا الادراك سيأتي النصر حثيثا, و الله غالب على امره ولو كره الكافرون.29-7-2006
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك