( بقلم : احمد عبد الرحمن )
من خلال نظرة سريعة وتقييم موضوعي ودقيق، يمكن القول ان تحولات مهمة للغاية حصلت خلال البضعة شهور المنصرمة في سياسة العراق الخارجية على الصعيد العربي ،والاقليمي، والدولي، وهذه التحولات تعد واحدة من مظاهر وسمات الدولة العراقية الجديدة(المعاصرة).
مع المحيط العربي، والمحيط الاقليمي، والمجتمع الدولي، شهدنا حراكا سياسيا متميزا برزت نتائجه ومعطياته الايجابية بوضوح، عبر استئناف التمثيل والحضور الدبلوماسي لعدد من الدول العربية كالامارات العربية المتحدة والكويت والاردن وسوريا والبحرين ومصر فضلا عن جامعة الدول العربية، على اعلى المستويات، وكذلك عبر زيارات لزعماء سياسيين عرب وغير عرب للعراق، كالملك الاردني عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردوغان، والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وغيرهم، في مقابل زيارات وجولات لكبار الساسة العراقيين لبلدان عربية واقليمية وعالمية. وكذلك عبر توجه جاد وسريع من قبل حكومات وشركات ومؤسسات اقتصادية واستثمارية كبرى للدخول في مشاريع استثمارية في العراق بعد حصول تحسن كبير وملموس في الاوضاع الامنية.
ولاشك انه كان للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي وكبار قياداته دور كبير وفاعل ومؤثر في احداث مثل ذلك الحراك في السياسة الخارجية للبلد، ولعل الزيارات التي قام بها نائب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم خلال الشهور القلائل الماضية لدول عربية مثل الامارات العربية المتحدة ومصر وسوريا والكويت، وقبلها الاردن، ومن ثم تحركه بأتجاه اوربا، ساهم الى حد كبير في حلحلة الكثير من العقد، وازالة قدر كبير من سوء الفهم، وتصحيح جزءا غير قليل من التصورات الخاطئة والافتراضات والاستنتاجات غير الصحيحة حول الوضع العراقي بعد سقوط نظام صدام، وايجاد ارضيات واجواء ومناخات ملائمة لتعزيز العلاقات بمختلف الصعد والمستويات على اساس المصالح المتبادلة والقواسم المشتركة، واحترام الخصوصيات، ونبذ السياسات العدوانية، والنأي عن منهج التامر والايذاء وخلط الاوراق.
https://telegram.me/buratha
