بقلم : سامي جواد كاظم
لن اقرأ في يوم ما او اشاهد برنامج يتناول مقال سياسي او ادعاء امريكي تبثه وسائلها الاعلامية يُنتقد او يُكذب من قبل وسائل اعلام دول العالم الثالث ، بل العكس ارى ان وسائلنا الاعلامية غالبا ما تستشهد به من غير القدح وطالما ان السياسة الاعلامية الامريكية نابعة من سياسة البيت الابيض فان طبيعتها التمويه والكذب كما هو الحال في البيت الابيض نعم تستخدم خبر سلبي يؤثر عليهم في الامد القريب فيطبل له من يتربص بهكذا نائبة في البيت الابيض وهذه ردود الافعال تصب في صالح الادارة الامريكية في تحليلها لدراسة المقابل اكثلر مما تخدشها .وليس هذا معناه ان كل ما يبثه الاعلام الامريكي هو كذب بل فيه الصحيح وعلى الاعلامي والسياسي المحنك ان يستشف الصحيح دون الخطأ ويبني على اساسه ما يصل اليه من استنتاجات تكون علامة في سجله المهني .الوسائل الامريكية هي بعينها تحدثت عن الاسباب التي دعتها لشن الحرب على العراق بعد ما كان الصراع قائم ومشتد بين الخارجية والدفاع في الحكومة الامريكية ، ولما عجزت امريكا من اثبات وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق او انها اخفت الحقيقة وهذا ما اعتقده فانها احتاجت الى مبرر لحربها وخصوصا بعد ما اقالت سفيرها المعتمد اصلا في العراق وهو جي كارنر التابع للدفاع واستبدل ببريمر التابع للخارجية فكان كبش الفداء للدفاع في التملص من كذبة الاسلحة الكيمياوية هو الدكتور احمد الجلبي صاحب العلاقة الوطيدة بالدفاع الامريكي ( رامسفلد ) وكتبت الصحف الامريكية عن هذا الموضوع وتناولته بالتحليل والتنكيل لشخص الجلبي والتي تعد مفخرة للجلبي الذي استطاع ان ( يقشمر ) البيت الابيض ان صح الخبر.
وهنا في العراق هنالك رقاب مشرأبة لمثل هكذا اخبار تنال من الدكتور الجلبي فانهالت بالانتقادات اللاذعة مستخدمة كل المفردات المحظورة خلقيا ودبلوماسيا واعلاميا ، ولم يلتفتوا ولو لدقيقة واحدة هل ما قالته الصحف الامريكية هو الصحيح ؟!!. طبعا هنالك عدة محاور تتحدث عنها وسائل الاعلام الامريكية يطبل لها الطفيليون في الاعلام وتحديدا العراقي
منها مثلا قضية فرق الموت التي حبك كذبتها زلماي خليل وروجت لها اذاعة الـ بي بي سي ومن السهولة اثباتها على الساحة العراقية طالما ان نزيف الدم يجري حيث استخدمت هذه الاكذوبة تزامنا مع النجاحات الامنية التي حققها باقر الزبيدي وزير الداخلية في حينها والذي يؤكد هذا في لقاء تلفزيوني للسيد الزبيدي عندما اختطفت شقيقته والتي كانت لها صفقات خفية فذكر الاضبارة التي اعطاها لزلماي تحدد مكان الصحفية الامريكية المختطفة في حينها وهي كاروول ومراسلي قناة السومرية و شقيقته فما كان من المختطفين الا اطلاق سراح شقيقة الزبيدي وكارول من غير ثمن فجعلت من زلماي ان ياتي بهذه الاكذوبة عله يستطيع ان يحصل على ما يعتقده ان هنالك معلومات خطيرة تدينهم اجراميا في العراق وهي بحوزة الزبيدي.
عادت الصحف الامريكية وقنواتها الى بث اكذوبة اخرى الا وهي ان السيد محمد باقر الحكيم هو مصدر معلومات وجود اسلحة التدمير الشامل في العراق . وهذا خبر دسم اسال له لعاب من لايروق له الحكيم فكتبوا وهرجوا وصرخوا مع المانشيتات الكبيرة والعريضة لهذا الخبر الامريكي ... الحكيم سبب الحرب ... الحكيم باع الوطن ... الحكيم يقتل العراقيين ... وبعد برهة من الزمن هدأت النفوس وهذه غريزة شاء الله ان يجعلها في الحيوان عكس الانسان فالانسان عندما يجوع يكون خامل واذا ما اكل يستعيد نشاطه اما الحيوان يكون في قمة هياجه اذا جاع وعندما يشبع يخمل .
اليوم طلّت علينا الصحافة الامريكية بخبر تازة عن الذي زود الادارة الامريكية بالاخبار الكيمياوية العراقية ونص الخبر هو (قالت شبكــــة «سي.أن.أن» الأمريكيـــــة ان الشاهد الرئيسي الذي اعتمدت عليـــه إدارة الرئيس جورج بوش في «معلوماتها» حول امتلاك النظام العراقي السابق أسلحـــــة للدمار الشامل هو رافد احمد علوان الجنابي الذي يعيش متخفيا حاليا في ألمانيا. وقالت في تقرير لها من ألمانيا ان الجنابي الذي استند إليـــــه الرئيس بوش في خطاب حالة الاتحاد عام 2003 وأيضا شهادة وزير الخارجية السابق كولن باول أمام مجلس الأمن الدولي قبل ايام من الحرب غادر العراق إلى ألمانيا عام 1999 وأبلغ المخابرات الألمانية بامتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل ومختبرات متنقلة في هذا المجال وهي المعلومات التي نقلتها المخابرات الألمانية إلى نظيرتها الأمريكية وكانت سببا رئيسيا في إثارة حرب العراق لاحقا ) ، فجاءت صدمة لمن يتربصون بهكذا اخبار فعلى اي تيار يحسب فاشي الاسرار؟! .
فما كان من وسائل الاعلام الا تناقل هذا الخبر من غير الاسهاب والاطناب في التعليق بل ولم يذيّلوا الخبر كما هو ديدنهم وكتابة ويذكر ان الادارة الامريكية سبق لها وان اتهمت الجلبي والحكيم سابقا بل طبق الشفاه مع بعضها افضل جواب . لاحظتم في الخبر ان الجنابي رجل الخارجية الامريكية وضمن معية بريمر والتي شهرت بالدفاع من خلال مزودها الجلبي التي ما ردت اي الدفاع على الخارجية بذكر اسم الجنابي فاما تجهله او تعلمه والسياسة تقتضي ذلك والامران لايصبان واقعا في الجانب الامريكي .
https://telegram.me/buratha