( بقلم : ميثم المبرقع )
اثبتت المرجعية الدينية في النجف الاشرف خلال ادائها ومواقفها طيلة الفترة الماضية التي أعقبت سقوط الطاغية صدام المقبور بانها الراعية والحامية لمصالح جميع العراقيين دون استثناء ولم تبادر الا لحقن الدماء ووحدة الصف واحترام كل المكونات العراقية. حكمة المرجعية وعقلانيتها وحرصها على تاكيد كل ما هوصحيح وشرعي اضفى على مواقفها قدراً كبيراً من المصداقية والواقعية والثقة من جميع الاطراف والاطياف وجميع من تشرف في لقاء الامام السيستاني لن يخرج الا بانطباع واحد مشترك وهو العقلية الفذة والبصيرة المتوقدة والرؤية المعقمة لكل التصورات والمواقف والقضايا العليا في البلاد.
رئيس الجمهورية ونائباه ورئيس الوزراء ونائباه وكل المسؤولين وقيادات العراق الجديد لا يترددون لحظة من اطلاع المرجعية على كل القرارات الخطيرة لكي تعطي موقفها وتوجيهاتها وهم يفخرون بلقائها ويتشرفون بالاصغاء الى ارشادتها. ولا اريد المقارنة بين مواقف مرجعيتنا الدينية الرشيدة وبين ما هم محسوبون على العلم والفقه من علماء السلاطين الذين يحرضون على القتل ويؤسسون لمنهج تكفيري وفقه الكراهية والعنف ولكن هذا الفارق يعكس المنهج الصحيح بين منهج الوعي والاعتدال والفقاهة وبين منهج التكفير والكراهية والعنف.
والمستغرب في هذا السياق ان ثمة اصواتاً نشازاً تحاول الاساءة الى علاقتنا الوطيدة مع المرجعية الدينية ودفاعنا الدائم عنها وهي علاقة دفعنا ثمنها في أقبية التحقيق وزنزانات البعث عندما كان التقليد والدفاع عن المرجعية الدينية تهمة كبرى في غرف ما يسمى مكافحة الرجعية الدينية والنعرات الطائفية في الامن العامة في العهد البائد.فهؤلاء يريدون ان ندفع الثمن بسبب المرجعية الدينية في العهد السابق ويشوشون على علاقتنا معها في العهد اللاحق.
ومفارقة خطيرة جديرة بالاشارة العابرة وهي ان دور العبادة التي تكون محطة للتثقيف للوعي الانتخابي وتوعية الجماهير للمشاركة والحضور في الانتخابات تكون محظورة علينا لتأكيد الوعي الانتخابي وتعميق المشاركة السياسية وتوجيه مسارات الامة باتجاه الحوار والتسامح والاعتدال بينما المساجد ودور العبادة التي تتحول الى اوكار للذبح والخطف وخزن العبوات الناسفة لم يتطرق اليها الاخرون ولم يحظروها او يحذروا منها.
https://telegram.me/buratha