بقلم : سامي جواد كاظم
من قبح المرء هو الاصرار على الخطأ بالرغم من نصائح اهله وذويه له ، بل والاقبح هو جعل ناصحيه مع اعدائه ،ولكن ولو لوهلة قصيرة ورشقة تفكر طفيفة ونظرة لما حواليه مع التأني لاصاب اهداف ما لاحت امام عينه ولكن بالتعقل والتصبر والتبصر تتجلى امام بصيرته قبل بصره .نعم هنالك الكثير الكثير من اخواننا من اهل السنة الذين يتمسكون بمذهبهم بقوة وبمقدار هذه القوة نفسها فانهم متمسكون بعدم الخدش باي معتقد مخالف لهم مع احترام الجميع ، ومن هذا الصنف اذا ما قال احدهم كلمة حق هي ليست مدحا للشيعة بقدر ما هي نصيحة اخوية تخدم الدين الاسلامي وتقوّم المتهجم علّه يعود لرشده .من هذه المصادمات الكلامية التي حصلت في الاونة الاخيرة والتي اوقد فتيلها وبشرف القرضاوي الذي ارى من التناقض ان اكنيه واصفه بما هو عليه من المنزلة والعلم مع ما بدر منه ، وكلما هدأت النار اراه يعاود اشعالها بكلمات اغرب من الاولى .ولاجديد في الحديث عنه الا ما تطرق اليه هو من كلام جديد يرد به على نفسه مع محاولة من يواليه من الوهابية ترقيع هذه الردود الا ان الرياح جاءت بما لاتشتهي السفن .اخر تداعيات هجومه المؤسف له وعليه على الشيعة جاء من زميل العمل والعمر كما يصفه القرضاوي وهوالدكتور احمد كمال ابو المجد وزير الاعلام السابق في مصر مع تدخل الصحف السعودية لاضافة بعض الرتوش من اجمل تجميل رد ابو المجد ولكن لقبحها مافادها التجميل .وعن فحوى رسالة ابو المجد العتابية والتأنيبية الموجه للقرضاوي لا اتحدث ولكن الحديث يكون عن عتب القرضاوي له من خلال رسالة طويلة وجهها الاخير للدكتور ابو المجد معاتبا اياه على عتبه له لهذا سانتقي منها بعض الفقرات التي اعتقدها ذات مدلول وبعد كبير .عتاب القرضاوي جاء بعبارته هذه (والذي أدهشني في الرسالة: أنك تخاطبني وكأنك لا تعرفني، ولا تعرف اتجاهي، ولا مواقفي ولا تاريخي الفكري والدعوي) , اقول للقرضاوي انك وانكم لا تامنون بالعصمة للرسول الكريم (ص) فهل ما ادعيت من صفات تعصمك من الخطأ ؟ وليس من الصحيح والخلق ان تقيم انت نفسك فيما اخطأت او لم تخطأ .وفقرة تمجيدية اخرى يقولها القرضاوي بحقه ولايعلم من مدح نفسه ذمها يقول القرضاوي (أنا النذير لقومي يا دكتور, والنذير لا يجلس في غرفة مغلقة ويصيح، وسيعلم المخالفون من قومي من قريب أني أنا المصيب وهم المخطئون, ولا أحبُّ أن أتمثَّل بقول الشاعر: أمرتهمو أمري بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد! .. . إن الرائد لا يكذب أهله، والأمين لا يخون قومه، ولا يسع امرءا يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يغمض العين على ما يجري من حوله من تشييع المجتمع السني، وهو ساكت.كأنك تريدني يا دكتور، أن أخون ديني ورسالتي، وأن أضلِّل قومي وأمتي، وأن أنقض الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم ليبيّن للناس الحقَّ ولا يكتمونه، وأن أكون شيطانا أخرس، حيث أرى بلاد السنة تنتقص أطرافها أمام الغزو الشيعي، وأقف ساكتا، لأن السكوت من ذهب !إن المناداة بإغلاق الملف فرار من المواجهة مع الواقع، والواجب في مثل هذه الحال هو المواجهة والتصدِّي ولكن بالحكمة والاعتدال) .اقول للقرضاوي اخر كلمتين من كلامه هذا اين (الحكمة والاعتدال ) في كلامك هذا ؟!! وماقلت قبله من تهجم خاوي وخالي من اي ادلة تثبت ما تقول واعتقد ان شاهدك الوحيد بادعائك هذا هو ابنك وهذا لا يصب في صالحك اذا طالبته بالشهادة .كثيرا ما يمجد القرضاوي نفسه وهذه معيبة كبيرة بحقه من نفسه ويتوضح ذلك من خلال عباراته (.. انا النذير .....اني انا المصيب ... إن الرائد لا يكذب أهله .... والأمين لا يخون قومه .... وأن أنقض الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم ) .ومن جهة اخرى تظهر افرازات غريبة قبيحة تخرج من كوامن نفسه لا اعلم كيف يكون هو الداعي للتقريب مع الشيعة وقد افصح عن كلام خطير فقوله (، أن أخون ديني ورسالتي ..... وأن أضلِّل قومي وأمتي ... وأن أكون شيطانا أخرس .... أمام الغزو الشيعي، وأقف ساكتا ) فهل هو اجدر بحمل راية التقارب ؟تاملوا الافصاحات التي تترا من خلال رسالته هذه المهمة جدا واحداها هي (وأخيرا كنتُ أودُّ من د. أبو المجد أن يوجِّه رسالته هذه -أو رسالة مثلها على الأقل- إلى المفتونين بإيران وحزب الله من قومنا، بل من أصدقائه وأصدقائي، الذين يعز عليَّ أن أراهم في موقف يفتقد الشرعية، والذين لم تحدِّثهم أنفسهم بكلمة نقد يوجِّهونها للذين أسفُّوا في خصومتهم معي، وافترَوا علي بالباطل، فخذلوني حيث تجب النصرة ) ، فان كان اصدقائك جانبوك واعتبرتها غير شرعية كان الاجدر بك التحدث اليهم فيما هم عليه افضل من رمي مساوءك على الشيعة وها انت باقرارك انهم خذلوك ولكن الحق انهم علموا اين الحق فاتبعوه .واخر نكسة في رسالته قالها وهو يهجر (ألا يوجد في المجتمع الشيعي كاتب واحد ينتصر لموقفي، أي لأهل السنة، في إيران أو العراق أو لبنان أو الخليج! على حين نفر من رجال السنة من هنا وهناك -ولا سيما في مصر بلد الأزهر- مَن ركب جواده، وامتشق سلاحه، دفاعا عن الشيعة المظاليم!) .اقول لك ياقرضاوي لماذا لا تراجع كلامك ؟ لماذا هذه الاستدلالات الغريبة ؟ لماذا هذا التهجم على ابناء ملتك ؟ لماذا لا تقول انا اخطأت حتى تريح نفسك وغيرك وتبقى كما انت في الصورة التي يحتفظ بها مريديك ؟اما رتوش جريدة الوطن فيما يخص تصريحات وزير الاعلام السابق احمد كمال فقد كتبت على لسان الوزير (أن مواقع الاتفاق بين السنة والشيعة هائلة، ومواقع الاختلاف قليلة، ولأن ذلك كذلك فإن الانشغال بغيرها خطأ وخطيئة), ويقول (أقطع قطع العارف أن هناك من يهمه تفتيت الأمة في هذا الظرف).شتان بين هذا الكلام الجميل وكلام زميله القرضاوي العليل ، فهل يحق للاخير ان ينفعل من هكذا عبارات ؟!!وأضاف أبوالمجد قائلاً: إذا أردنا استمرار مثل هذا الحوار وفي قضايا أخرى أكبر من موضوعه فعلينا جميعاً أن نلتزم التزاماً صارماً بآداب الحوار ما يتعلق منها بأطرافه وما يتعلق بالمنهج العلمي المنضبط في إدارة ذلك الحوار. اللهم اشهد ان السيد احمد كمال ابو المجد قد نطق صدقا وقال حقا ولمن رده سحقا فالكلام الموزون لا يرفضه الا من كان تصرفه غير موزون .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha