( بقلم : قاسم الخفاجي )
لم تكن صيحة القرضاوي الا اعترافا صريحا بفشل المذاهب السنيه في معايشة الحياة والاستجابه لضروراتها المتجدده في الوقت الذي اثبت الفقه الشيعي قدرة فائقه على التكيف والتجدد والاستجابه لمستجدات الحياة ومتطلباتها .
فقد شهد العالم الاسلامي خلال القرون والعقود التي مضت فشل المذاهب السنيه في بناء دوله تتعايش مع العالم حضاريا ولو بالحد الادنى واخرها كانت محاولات فاشله من طالبان في افغانستان والسودان والصومال اما في السعوديه فحلت القبيله وشيخها محل الحاكميه الاسلاميه مما عد في نظر الكثيرين عودة الى العصر القبلي الجاهلي مع فوارق طفيفه لا تستحق الذكر .في نفس الوقت اقام الفقهاء الشيعه دولة عصرية في ايران بدستور حديث تمت مزاوجته بين الفقه الاسلامي الشيعي وروح الدوله الحديثه وحاجاتها المتجدده من انتخابات ومؤسسات دوله وحق المراه في الانتخاب والترشح وتولى المناصب العامه.وتزامن كل ذلك مع نجاح منقطع النظير للتجربه الجديده في ايران وامتلاكها قوه اقتصاديه وعسكريه هائله تحسب لها الحسابات شرقا وغربا ويحترم جانبها ويخشى الاصطدام بها حتى من القوى العظمى .
كل ذلك ادخل الالم والياس الى قلوب من يمكن تسميتهم زعامات التسنن التي رات ان نجاح الشيعه في اقامة الدوله يعني نجاحا لمذهبهم في نفس الوقت الذي لا يمتلكون هم اي مشروع او دوله تبرز التطبيق العملي للمذهب السني . يضاف الى ذلك ما ادته الثوره المعلوماتيه الهائله من خدمه لنقل الحقائق الشيعيه الى اتباع الفقه السني الذي يجهل ولحد الان حقائق ساطعه ما ان سمع بها عوام الناس فضلا عن النخب حتى راوا انهم كانوا مخدوعين وانهم لو كانوا يعرفونها ما استمروا في هذه المذاهب العبثيه التي اخذت تبتدع زواجات ليست من الشرع بشئ في حين ان الله ورسوله شرع زواج المتعه او الزواج المؤقت لانقاذ المجتمع من مشكلة الزنا وحل مشاكل الشباب حلا شرعيا مرضيا .
ومثال اخر ان الغالبيه العظمى من اهل السنه لم تكن تعرف ان ابا بكر وعمر وعثمان قد بايعوا عليا في خطبة الغدير النبويه الشهيره وتوليته عليا على الامه من بعده وصافحوه وكل واحد منهم يقول له بخا بخا لك يا ابن ابي طالب لقد اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنه , لكنهم انقلبوا على وصية رسولهم بمجرد ان ارتحل الى ربه وهي المخالفه العظمى والخيانه التي ما بعدها خيانه لله ولرسوله . الا ان الميزه التي امتاز بها مذهب اهل البيت هي تلك الميزه التي خص بها الله الاسلام دون غيره وهي التي يشعر بها كل منتم الى هذا المذهب وهي عدم التمييز بين القوميات وان التقوى هي الميزه الاساسيه للمسلم وهذه الميزه الانسانيه الخالصه لم توجد في اي مذهب او دين على الارض ففي التشيع فقط وفيه دون سواه ينصهر المنتمون جميعا في انتماء واحد سواسيه لا فرق بين عربي واعجمي .
وهذه الميزه هي التي البت العرب واثارت نقمتهم وعظيم حقدهم ضد الشيعه وجعلت الشيعه مكروهين بنظر العرب فالاسلام السني يقول بافضلية العربي وان لم يصرح بهذا الامر علانية . ومن الادله على ذلك اعتزاز اهل السنه بمعاويه لعروبته وانه كان يطلق المراة العربيه من زوجها ان كان غير عربي ويقول له( اعلج يتزوج حره والله انها لطالق الساعه ثم يامر بجلد الزوج ونفيه) و كتب التاريخ شاهده على ذلك وكل شئ موثق . ومن اراد التزود والاسهاب فليرجع الى كتاب الغدير للعلامه الاميني وهو من احد عشر مجلدا وفيه تفصيل وحقائق اخرى كثيره لمن يرغب علما ان مصادره هي امهات كتب مذاهب السنه وصحاحهم .
https://telegram.me/buratha