بقلم : سامي جواد كاظم
عن ماذا تبحث الاقليات ؟ ولماذا دائما تعيش القلق من الاكثرية ؟ فهل تبحث عن قانون يضمن لها حقوقها، ام عن قوة عسكرية تحتضنها لتدافع عنها من الذي يحاول ابتلاعها ؟هذا المصطلح الذي قد يستغل سياسيا من جهة ويكون دليل اجرام من جهة اخرى من خلال ممارسة الابادة بحقهم وكم من اقلية تم فنائها من الوجود .والاسلوب الامثل الذي اعتقده اذا ما اتبعه الحاكم والمحكوم فانه سيلغي مصطلح الاقلية من الوجود وهذا الاسلوب هو احترام الانسان من غير الالتفات الى اية معايير اخرى بل النظر الى انسانيته .فهل فكرة احترام الانسان هي وليدة الساعة ام ان الاقلية كانت مشكلة قديمة ؟ اعتقد لا هذا ولاذاك فان احترام الانسان هي فكرة الاسلام وابتكار مصطاح الاقلية هو ابتكار حدي استحدثته منظمات تعمل على زرع الفتنة بين بني الانسان .فالذي يمثل الاقلية في اي برلمان ماذا ستكون مسؤوليته في البرلمان ؟ هل المطالبة بحقوق مغتصبة من قبل الحاكم وان كان ذلك فهل يستطيع من يمثلهم استرداد الحقوق المغتصبة اذا كان الحاكم ظالم ؟ . الانسان يبحث عن العدالة واحترام الكرامة فاينما تكون هاتان الخصلتان يرحل اليهما الانسان اذا ما تمكن من ذلك والشواهد كثيرة اليوم على ذلك فكل اسباب الهجرة والتغرب اطلاقا للبحث عن الكرامة والعدالة .فالحكومات التي تمارس العدالة وصون الكرامة تجعل الانسان لايفكر ابدا باقليته بل يرى نفسه هو الاكثرية .للحق وجه واحد ولاينظر الى وجه صاحبه ولكن اليوم بفعل السياسية اللعينة جعل للحق عدة وجوه ومن هذا فان الاقلية تخشى لان لا يكون لها وجه من وجوه الحقوق التي يتمتع بها غيرها .يستحيل لان تكون القومية او المذهبية السبب المباشر في اعلاء شان الانسان فكم من انسان لايقر لا بقومية ولابمذهبية ويحمل مواهب او افكار تخدم البشرية نجد البقية تنقاد له وتمتثل لكل ما يصدر عنه خدمة لهم فلا اعتبارات للاقلية .صحيح ان التداعيات السياسية التي يعيشها العراق تجعل المرء لايثق بالمستقبل لهذا يحاول اثبات وجوده من خلال تمثيل اقليته في المحافل الحكومية والرسمية بل وحتى الدولية وعدم الثقة تجلت هذه من خلال المطالبة باعادة الفقرة 50 التي الغيت من قانون الانتخابات الذي اقره وصادق عليه البرلمان والرئاسة . لله درك يامولاي ياامير المؤمنين عليه السلام عندما قال ( لو أعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، على أن أسلب نملة جلب شعيرة لما فعلت ) ، فالامام ينظر الى النملة على ان لايسلبها جلب شعيرة فكيف بالذي يسلب حق انسان .
الاقلية ابتكارات العصر الذي استطاعت الدول الاستعمارية العزف على اوتارها ، فالمشكلة ليست بالغاء الفقرة (50 ) من قانون الانتخابات المشكلة تكمن بهضم الحقوق التي اعتاد عليها الانسان .الاكثرية في بعض البلدان مضطهدة فكيف بالاقلية فالمبدأ الاساسي الذي يجب ان ينظر له بالاعتبار هو احترام الانسان وعدم سلبه حقوقه لا على اساس اقليته او اكثريته .
https://telegram.me/buratha
