( بقلم : بديع السعيدي )
متابعة لمقالي الاول الذي كتبته حول زيارتي للعراق البلد الذي نهشت بجسده كل كلاب الارض واهله نيام في غفلة او يعلمون ذلك وهم مؤيدون او ساكتون على تلك الاوضاع الماساويه التي هم فيها . نعم لقد وصلت الى حي التضحية وقيل لي بانه منجز عند الحكومة وفي ملفاتها بينما لم يتم المباشرة به لا من قريب ولا من بعيد هذا كله بسبب الرشاوي والمقاولات المزيفة التي نخرت بجسد العراق رايت بيتا يشبه احد القصور التي بناها صدام وانني في بادئ الامر توقعت ذلك ولكنني فوجئت بان هذا البيت لمواطن عراقي بسيط كان لايملك شيئا ولكنه الان يملك ملايين الدولارات فاستغربت حقيقة وقلت من اين حصل على هكذا اموال كانت الاجابه انه اشتغل مقاول وكل مقاولة مهما يكن نوعها ترسي عليه هو وحده لاغير لوجود احد معارفه في مركز القرار التابع للمحافظه وطبعا مقابل بعض المال يدفعه الى ذلك المسؤول والاثنان مستفادان بينما لاتوجد اية مقاولات ولاهم يحزنون وجودها على الورق فقط وان وجد بعضها فانه لايرتقي الى مستوى الملايين التي دفعت من اجلها- شاهدت قطيع من الاغنام يسير في شوارع الحي ومعه صاحبه فسالت ايوجد بعض البدو قريبين من هنا فقال لي بان جار لنا يمتلك هذه الاغنام فقلت اين الحشيش انها منطقة قفراء لاعشب بها ولا ماء تبين لي بان كل هذه الاغنام تعتاش على المزابل المتراكمة هنا وهناك في الشوارع وفي الساحات العامه.
في اليوم التالي فكرت ان اذهب الى دائرة النفوس لاستخراج جنسية لي ولاطفالي في ناحية الكرمة لان دائرة نفوسنا هناك وعندما وصلت الى سوق الشيوخ وجدت سياج مهدم وقطعة مكتوب عليها نادي الفرات الرياضي فقلت هذا نادي رياضي الا من مسؤول يرمم السياج المهدم هذا فقيل لي بان هذا السياج تم بناءه حديثا جدا من قبل مقاول وقبل ثلاثة ايام تم استلامه على اساس بانه منجز ولكن البارحه اتت عاصفة(عجة) فهدمته فقلت في قرارة نفسي والله لو كنت انا المسؤول لوضعت هذا المقاول تحت السياج وبنيت فوقه لكي يكون عبرة لغيره واستكملت الرحلة الى ان وصلت الى دائرة النفوس وجدت موظفين قسم بزي مدني والقسم الاخر بزي الشرطة الوطنيه وبرتب متفاوته من نقيب الى ملازم اول شرطه فقلت هذه دائرة نفوس ما دخل الشرطه بالنفوس فقد كان موظف واحد مسؤول على النفوس فقط فقيل لي بان اكثرية هؤلاء ضباط الشرطه برتب جهاديه اي اعطيت لهم على اساس ذلك ما عدا نقيب فلان خريج كلية الشرطه اما البقية فهم لايملكون حتى الابتدائيه وقد تم زجهم بهذه الدائرة لغرض التوظيف فقط فقلت بقرارة نفسي رتب جهاديه امنت بالله الا توجد وسائل اخرى للتكريم مثلا اعطاءهم رواتب تقاعديه بدلا من زجهم بدوائر وهم لايملكون خبرة ومهارة بها خصوصا وان بعضها كدائرة النفوس تتطلب دراسات جامعيه او معاهد .
فقلت لدي صديق اسمه ابو حيدر (ناجي ناصر حاذور) لابد ان امر عليه خصوصا وهو من ابناء الانتفاضه في الواحد والتسعين وقد اصيب بفخذه الايسر عندما كان يقاتل الجيش الصدامي في الناصريه وقد ذهب لاجئا معي الى السعوديه في الارطاويه وفي رفحاء ثم رجع للعراق فقلت في قرارة نفسي ما دامت الامور رتب جهاديه فانني سوف ارى صاحبي على الاقل برتبة ملازم اول شرطه تثمينا لجهوده الجباره فعند وصولي اليه وجدته لايملك بيتا ولا عملا وحالته الماديه متدهورة الى ابعد ما يتصوره المرء فقلت عجبا رتب جهاديه اعطيت اذن .اذا هذا هو المجاهد الحقيقي لم يحصل شيئا منهم فيجب علي ان اتابع وعند متابعتي للامور وعن كثب اكتشفت بان الذي تم تعيينهم واعني غالبيتهم لم يكونوا مجاهدين في يوم من الايام بل اكثرهم ممن ساعدوا ضباط الامن والبعثيين وايواءهم في بيوتهم فمسالة حميد ابو الامن في الكرمة معروفة ومعروف من الذي اواه وتستر عليه وللاسف وجدت بان من تستر على هؤلاء في الكرمة الان ابنهم في مكان مرموق ورئيس دائرة الهجرة والمهجرين في ذي قار ولحد الان لم يفعلوا شيئا لا للمهاجرين ولا للمهجرين ما عدا الوعود تلو الوعود –اسال من الله العلي القدير ان يحفظ العراق والعراقيين من شر هؤلاء المتلونين كالحرباء في كل يوم لهم لون وانني اسفت كثيرا على رحلتي هذه لالغاءها لافكار جميلة كانت تدور بمخيلتي حول العراق ولكنني بمشاهدتي للواقع كتبت على بلدي السلام وعلى عدالته الف سلام
https://telegram.me/buratha