( بقلم : كاظم شلتاغ )
جدل المقالات شيئ ليس بالسيئ على اي حال ، بل هو ربما يخلق حالة من الابداع الابتدائي الذي يحتاجه بلدنا العراق اليوم ، بشرط ان تكون هذه الكتابات وتلك المقالات طارحة لشيئ فيه معنى ، سواء كان معنا وطنيا او اخر فكريا ثقافيا ، وهكذا ان كان فنيا او سياسيا او اجتماعيا ، وهذا مانحن نعتقده عندما نكتب في اي شأن عراقي مجتهدين على أمل اصابة الحقيقة !.
كتب الرفيق سمير أسطيفوا شبلا ردّا على مقالنا صاحب الاثارات الساخطة من قبل اخوتنا المسيحيين والذي طالبنا فيه بضرورة تنحية الكاردينال مار عمانوئيل دلّي من قمة القيادة الروحية لمسيحيي العراق ، وتوجيه تهمة الخيانة الوطنية له عبر مجلس النواب بسبب اهانته للدولة والشعب العراقي عندما نقل ملفات العراق الداخلية بمشاكلها المحلية بعد الاطاحة بالمادة 50 من الانتخابات المحلية للمحافظات لقوى خارجية طائفية كالفاتيكان ومخابراتية كسفارات الدول الاستعمارية التي لاتضمر الخير للعراق وشعبه ، فهب ثلة من انصار الكردينال بسياساته المثيرة للجدل العراقي للدفاع عنه منهم الاخ زيد ميشو المحترم وكذا الرفيق المناضل سمير سطيفو شبلا ، وغيرهم كثير جدا عبر الايميل ، ولكن مايهمنا اليوم قراءته ومناقشته وجدليته هو ماطرح من قبل الرفيق سطيفو بمقاله المرسوم بأسم :( كاظم شلتاغ / الكاردينال وطني قبل تاريخك ) لا لنناقش المقال فحسب ، بل ونبين وندافع ونهجم وننتقد ونرمم وفي النهاية أما ان نتوافق او نتافر حسب ردّة الفعل الجدلية ، ولنبدأ اولا بهذه الملاحظة العامة عن ماورد في مقدمة مقال الرفيق سطيفو شبلا !.
* يذكر الرفيق سمير انه لم يدرك ماكتبناه بمقال مختصر جدا ماهية مثل هذه الكتابات ، وهل هي مقال أم شبه مقال ؟. أم هو تقرير حزبي مرفوع للرفيق ميشيل عفلق او لعضو القيادة القطرية طارق عزيز ؟. أم انه تقرير أمني أم مذكرة مخابراتية كالتي كانت ترفع للجنرال وفيق السامرائي في المخابرات العسكرية ؟. أم انه من بقايا تقارير الامن العامة المنسية في ادراج ناظم كزار المنسية ؟.
والحقيقة ياسيد سمير الا ترى معي ان لغة التآمر الامنية التي تتحدث بها ذهبت وانتهت صلاحياتها في العراق الجديد ، حتى ان المتمسك بالحديث بادواتها يكاد يتهم هو نفسه بانه من حملة فيروس الادمان الحزبي والامني الذي مارسه ابّان حكم المقبور صدام حصين الذي حوّل العراق كله لرجل أمن ومشتبه به !.والا ترى معي انه لو فرضنا صدقك فيما ادعيت على كاظم شلتاغ بانه كاتب تقارير امنية ، فالامر يجب ان يعكس بالمقلوب وليس بهذه الصيغة ؟. فكّتاب التقارير الامنيين في السابق تحولوا بمصالحهم النفعية من كتابة التقارير لادوات نظام البعث العفلقي المجتث بالامس ، الى كتّاب تقارير لقوى الاحتلال الامريكي اليوم ، باعتبار ان الاحتلال حلّ بالقوة مكان النظام السابق ، وعليه من يريد ان يكتب التقارير الامنية الخسيسة اليوم في العراق فما عليه الا ان يكتب عن عملاء ايران من الملالي وعملاء القاعدة من الارهاب السعودي ... وهكذا تقارير تكتب ضد اعداء الادارة الامريكية ومصالحها التي تقترب من القلب الامريكي المستعمر ، أما ان جاء كاظم شلتاغ بتقريره المطالب بعزل المار عمانوئيل دلي الفتى المدلل للفاتيكان والصديق الحميم للسفارة الامريكية ، فهل تعتقد ان مثل هذه التقارير مرحب بها امريكيا ؟.أم انها ستكون وبالا على كاظم وابوه شلتاغ في سجن بوكا الامريكي ؟.
واذا كانت تقارير شلتاغ غير مرحب بها اساسا لافي العراق الديمقراطي الجديد بحكامه ، ولاعند قوى الاحتلال الامريكي ، فالى اي جهة يكتب شلتاغ تقاريره عن المار دلّي ؟.هذا مايتعلق بالتقاريرالامنية التي لم تزل تسيطر على دماغ الرفيق سمير سطيفوا حتى بعد خروجه من العراق وامتهان الاعمال الحرّة بمساعدة الكنيسة الكاثوليكية .....، أما مايتعلق بكتاباتنا وهل هي مقال او شبه مقال ، فلافرق كبير ياخي في عالم الكتابة اليوم ، وخصوصا الكتابة الانترنيتية التي وضعت قواعد خاصة بها ، والمهم ايصال الفكرة بأوجز عبارة وهذا من فن البديع في اللغة العربية الايجاز والاعجاز كسهل ممتنع ظاهرة البساطة وباطنه العمق والشطارة !.* ثانيا ذكر الاخ الرفيق سطيفو الكثير من الاسألة ، واعقبها بمجموعة من الاجوبة التأريخية التي تعود الى تأريخ ادم ابو البشر لالشيئ الا ليؤكد بجملته اللطيفة :( نحن اصحاب الارض ) ثم وبعد هذه الجملة المحشوة بالتحجّر التاريخي يخاطبنا نحن العراقيون اليوم وبصيغة جماعية بهذه الجملة الغير مثقفة :( انت او غيرك غرباء عن ارضنا ان كنت عربيا او كرديا او مستعربا او مستكردا ) !.
الواقع اني قبل ايام قرأت في موقع صوت العراق مقالا غاية في الابداع الفكري حول مصطلح المواطنه لكاتبه حميد الشاكر اسمه ( المواطنة وخطيئة مصطلح السكان الاصليين ) فيه الكثير من الوعي لمفهوم المواطنة في العصر الحديث ، وكيف يكون الانسان العراقي مواطنا ومن هو المواطن ..... الى غير ذالك من افكار اختصارها ان مايتحدث به الاخوة المسيحيين اليوم عن تاريخهم المجيد والعتيد ، لايباع ولايشرى ولاحتى بسوق العبيد ، لالأنه حديث غير صالح في الزمن الحاضر فحسب ، ولا لانه حديث خرافة فقط ، ولا لانه يثير النعرات ويخلق المشكلات ومن ثم يدمّر وحدة الوطن وتماسكه الاجتماعي لاغير .... ليس لهذه الاسباب فقط ، ولكن لسبب اصيل هو ان العصر الحديث اقيمت فيه الدول على شرعية المواطنة التي لغت ورفعت ونسخت واطاحة بشرعية القومية والاخرى الدينية والثالثة العنصرية والرابعة التاريخية ... والى اخره ، مما يعني ان المواطنة اصبحت هي المدار لكل الحقوق والواجبات للافراد في العصر الحديث ، واي حديث عن سكان اصليين واخرين طارئين كالذي يذكره لنا الرفيق سمير سطيفو في مقاله من انهم اصحاب الارض الحقيقيين ، مثل هذا الكلام يعتبر في عصر المواطنة جريمة تستهدف كيان الدولة الحديثة القائمة ووحدة مجتمعها المتماسك ، بل ويعتدي مثل هذا الكلام على حقوق المواطنة بصورة مباشرة ، والتي هي نفس الحقوق والواجبات التي اقيمت عليها حقوق الانسان في شرعة الامم المتحدة الحديثة اليوم !.
والان هل فهمت يارفيقي اسطيفوا ماذا تعني مقولاتكم المتكررة بانكم ابناء الوطن الاصليين صنع اليابان وكاظم شلتاغ وكاكا جلال من ابناء الوطن الطارئين ومن صنع تايوان !.لااعتقد انك تستطيع فهم حقيقة هذا العصر وماتعنيه فلسفة المواطنة في قانون النظم العصرية الحديثة ، لانك وبكل بساطة وامثالك كثيرون لم يزالو يعيشون في قرون اصبحت من التراث الميت والنائم تحت الارض ، بل ومن البشرية التي تعتقد ان التاريخ لم يزل هو صاحب الشرعية القانونية لمفهوم المواطنة ، وهذا نفس فكرة الكيان الصهيوني المجرم ، اذا لم تكن فكرتهم تلك قد رّوجت لعقولكم التوراتية لتؤمنوا بها ، وليكون التاريخ حتى هذه اللحظة مرتبط بالمواطنة عندكم ، بل الاغرب انها نفس فكرة القومجية العرب والبعثيين الصداميين الحقراء الذي ابادوا العراقيين عربا وكردا تحت مسمى ابناء الوطن الاصليين تاريخيا وابناء الخايبة من كرد وجنوبيين !.
لا يارفيقي شبلا اليوم في القرن الواحد والعشرين الميلادي في ظل العولمة والانفتاح الاممي شرعة ونظام المواطنة هي الوطن بكل من يسكن فيه من عرب وكرد وتركمان وباقي قوميات وطوائف العراق بما فيهم انتم ، لانقول في مؤخرة القافلة ولكن على التساوي مع باقي العراقيين بلا هويات اصلي ومزيف ، وهذا ماتتمتع به انت وغيرك اليوم في الدول الديمقراطية عندما تمنح هوية المواطن وتصبح مواطن لمجرد سكناك في الوطن لفترة بسيطة تتمتع فيها فيما بعد بكافة الحقوق والواجبات الوطنية ، فهل فهمت الان يامن تنادي بالقانونية ماذا تعني الوطنية العصرية قانونيا في العراق الجديد !.
* ثالثا ذكرت رفيقي في مقالك الذي اوله مثل اخره لايعرف له وجه من قفى ، انه : من انت ياكاظم شلتاغ حتى تلاحق الاب الروحي للكلدان المسيحيين بالملاحظة والرقابة لتجمع عليه النقط السلبية ومن ثم لتطالب بمحاكمته اخلاقيا في مجلس النواب ؟.
والحقيقة وجوابا على هذا السؤال اقول انا كاظم شلتاغ ، لااكتب حتى اراقب والاحظ واجمع المعلومات ، واعتبر ان من واجبي وواجب كل العراقيين وخصوصا المثقفين منهم ان يراقبوا ويلاحظو كل من له ادنى مسؤولية في الشأن العراقي لينتقدوه ان اخطأ وليرفعوا من شأنه ان احسن !.اي ان سؤالكم يارفيقي سمير أسطيفوا هو الغريب حقا ، وليس مراقبتي ككاتب وملاحقتي كعراقي وانتباهي كمثقف وملاحظتي كصاحب قلم للاب الروحي الكردينال دلّي هي مثار الاستغراب والسؤال !. ونعم ربما وحسب نمطية عقلك يارفيقي سمير تتجه العقارب عندما تقرأ كلماتي وهي تقول ( اللاحظ اراقب ارصد ) الى الجهة الامنية والاخرى الحزبية القذرة التي كانت متداولة بينكم كثيرا في دوائر الاجرام والخدمة في القصور الجمهورية ، لكن بالنسبة لاي كاتب او اخر باحث او ثالث يتعلم الثقافة ، ماهي الا ادوات بحث علمية تحاول خدمة المجتمع بنقد الظواهر السلبية الاجتماعية او السياسية او الفكرية ، وعليه ماهو ذنب كاظم شلتاغ ان كنت يارفيقي أسطيفوا لاترى الملاحظة والمراقبة الا من جانبها الامني ؟.وماذنب البحث العلمي على العموم ان كانت الملاحظة احد ادواته الفكرية ، بينما تكون الملاحظة في عرفك وعقلك مجرد مراقبة امنية وحزبية كنتم تمتهنونها بشكل فج وقبيح ؟.
* ثم يارفيقي سمير شبلا ماهذه التواريخ التي ذكرتها لتاريخكم المجيد ، لتذكرنا نحن من خرج من فطر الارض باصولكم الملكية الحمورابية او الاشورية او الكلدانية الابراهيمية قبل الاف السنين لتقول : ( انظر حضارتنا القديمة بابل واشور وحمورابي ) ثم تسألني :( اين كنت ايها المحترم في هذه الفترة )؟.وبغض النظر ان مثل هذه الاسألة تدلل على تمييز عنصري ولاوطنية بالمطلق بها ، ولاتنم عن اي شعور وطني يجمعكم بمجموع المكون العراقي الاخر ، بغض النظر عن ذالك اسأل هل يعي امثالك ماذا يعني مثل هذه التصورات والافكار التي يحملها الكلدانيين والاخرين من الاقليات العراقية ؟.وهل تعتقد انه وبهذه الافكار والتصورات الميتة انتم ككلدان تخدمون انفسكم وتؤكدون على وطنيتكم العراقية بمثل هذه التصورات التاريخية اللاوطنية ؟.يارفيقي انتم تقتلون انفسكم بايديكم بمثل هذه التصورات المتحجرة ، لابل واكثر من ذالك تعزلون انفسكم في سجن اسمه التاريخ ليكون التاريخ هو وطنكم وليس الارض والناس هي الوطن ؟.فهل تعوون ما اقوله أم ان العادة والوراثة والهيام بالتاريخ التليد يسيطر على ادمغتكم الى حد عدم الاعتراف بمواطنيكم من العراقيين الاخرين انهم ابناء البلد الاصليين ايضا ؟.وعلى اي حال وجوابا على سؤالكم اقول اننا كنا معكم منذ ادم حتى هذه اللحظة ، ولكن ولسوء طالعنا اننا كنا دائما في الجهة الشريرة بينما انتم دائما بجهة الخير والحبّ !!!.قابيل الشرير والدنا كان بينما كان هابيل الخيّر والدكم ايها الكلدو اشوريين !.ثم كنا ابناء نوح الشريرين بينما كنتم من ذريته الخيرين ، وحصل الطوفان وصعد نوح للسفينة ليتخلص منّا فتحولنا الى حمار صعد مع نوح على امل الاحتفاظ بنوع الحمير على الارض وهو لايعلم اننا ابناءه الشريرين ونجونا من كارثة الطوفان ، وبعد سنين كنتم انتم من اتباع ابراهيم الخليل الخيّر وكنا نحن من اوقد النار لحرقكم مع ابراهيم لنتخلص من الخير ولكن الله انجاكم ، وبعد سنين خرجتم من ذرية موسى الخيرين وكنا نحن جماعة السامري الشرير فأغوينا الناس بعبادة العجل ، وبعدها جاء عيسى فكنتم انتم تلامذته الابرار وكنا نحن جنود الملك الروماني الذي حكم على عيسى بالاعدام ........... وهكذا حتى هذه اللحظة ايها الرفيق سمير شبلا كنتم دائما في الجهة الخيرة وكنا دائما في الجهة الشريرة ، فهل هذا التاريخ لنّا كاف لارضاء غرور التضحية وعقدة الاستضعاف اليسوعية لديكم !.وعلى فكرة دائما الخيّرين من امثالكم يقعون ضحايا للخبثاء من امثالنا ، والدليل على ذالك اننا نحن الامبراطورية الرومانية من اعدم الرب يسوع المسيح ، ولكن بنفس الوقت نحن اليوم مرجعيتكم الدينية في الفاتيكان الروماني ، فهل رايت سذاجة وبراءة اكثر من ذالك ؟.نفس الامبراطورية التي ارادت ابادة الخيرين من امثالكم هي اليوم من ترفع الشعار للدفاع عنكم ، وبنما كنا اول من قتل الرب يسوع المسيح نحن اليوم اخر من يدعوا له بالحب : فهل رايت المعجزة ؟!.
* اخيرا رفيقي سمير أسطيفو شبلا : ان كل ماذكرته في مقالك ماهو الا نفايات بالنسبة لي لاتستند لا على عقل ولاعلى دليل ولاعلى قانون ومنطق ، فمن بداية مقالك حتى نهايته هو ادانه لعقلك البسيط ، والا ماذا يعني ان تقول لشلتاغ : انك بمقالاتك هذه ربما تريد الشهرة ؟.وهل هناك عاقل يستطيع ان يعتقد ان انسانا اسم ابيه شلتاغ يصبح مشهورا ؟.فما الشيئ الذي تركته لرامي وسمير ونها ... اذا كان شلتاغ مشهورا !.وهل سمعت بعالم بالطاقة النووية اسمه شلتاغ ؟.الحقيقة انا نفسي لااعلم ماذا يعني اسم ابي شلتاغ ، فكيف ادركت انه صاحب تطلع للشهرة ؟.
https://telegram.me/buratha
