( بقلم : بديع السعيدي )
الاغتراب والابتعاد عن الوطن كل سنوات الغربه والتي تقدر باكثر من سبعة عشر عاما عشتها وانا بعيد عن وطني واهلي واصدقائي ففكرت بان اقوم بزيارة قصيرة الى وطني ومنطقتي وانا حامل بمخيلتي بانني سوف اجد العراق من بعد ان ازيح عنه طاغية العصر بانهم بابهى حال وانني سوف اشاهد تعميرا ما بعده تعمير وانني سوف اشاهد مشاريع تنموية طويلة الامد او قصيرة الامد قد استكمل بعضها والبعض الاخر لم يكتمل وانني سوف اشاهد قريبا شوارع نظيفة وعريضة وكلها مبلطه وساحات عامة بين الاحياء يتواجد بها بعض المراجيح ووسائل ترفيهيه لاطفال هذا الحي او المنطقه وتمتاز بنظافتها ومزروعة بالحشيش كبساط اخضر خصوصا واننا نملك المياه الكافيه لامتلاكنا لنهرين خالدين دجلة والفرات كنت افكر اثناء الرحلة بانني سوف ازور قرية بني سعيد في ناحية الكرمة وسوف ارى المياه تعانق ضفاف نهر الفرات وهي جارية ونخيل قريتي يظلل ماء النهر لكي يحجب عنه ضوء الشمس ولهيبها ليزداد برودة ويطفئ ظما الصائمين في شهر الغفران كل هذه الامور كانت تدور بمخيلتي خلال رحلتي وانا في الطائرة الى الكويت كنت في شغف مستمر واتمنى ان اصل لكي اشاهد ما يدور بمخيلتي حقيقة وليس خيال –
وصلت الى معبر سفوان الحدودي وقمت باجراءات الدخول والتفتيش وانا على نفس المنهاج والتخيل خصوصا بانني وجدت اجراءات الدخول عبر سفوان تمتاز بالكرم والاخلاق من قبل المسؤولين الذي اجلسونا في دوائرهم باحترام ولياقة ما وجدت لها مثيل وهذه حقيقة يجب ان اذكرها وبعد الانتهاء من الاجراءات المتعارف عليها عند نقاط الحدود بين الدول واستكمال اوراقنا سمح لنا ان نغادر سفوان والدخول الى ارض الوطن وانا احمل في مخيلتي نفس الانطباع السابق مدعوما بما شاهدته من حسن كرم واخلاق وتسهيلات في معبر سفوان كما ذكرت –غادرت سفوان متوجها الى الناصريه عبر السريع وانني كل ما امر على مكان او بيت شهق بناءه اتساءل يقولون لي هذا قد بني بالحواسم في منتصف الطريق وجدت نهرا متجها صوب الصحراء وعندما قمت بالاستفسار هذا النهرتبين لي الامر بانه هدية صدام الى اهالي عباده الذين تضرروا من تنشيف الاهوار وفقدان اراضيهم لا اريد ان اطول بالحديث الى ان وصلت الى محافظة ذي قار فوجدت عجبا –
لقد وجدت شوارعا مبلطة بالنفايات التي ترميها الناس في الشوارع وجدت شوارعا ممتلئة بالماء الاسن الذي سببه المجاري التي ليس لها مثيل حتى بافقر الدول فقلت في قرارة نفسي هذا ليس دليل عساني ان اشاهد مناطق احسن واجمل مما شاهدته الان سالت عن تجمعات سكنيه مبنية حديثا قسم منها من الطابوق والقسم الاخر من الطين فقالوا لي كل هذه البيوت تجاوزات فكل شخص يبحث عن قطعة ارض فارغة يبني بها هكذا لا قانون ولا هم يحزنون الى ان وصلت الى حي التضحية الحي الذي يعيش به الاهل بعد ان تحولوا من الكرمة اليه - هنا وجدت الطامة الكبرى حي به كل نفايات العالم متواجدة انني وجدت بحيرات من المياه الثقيلة والاسنه فلم اشاهدها بحياتي كلها وجدت كل شوارعها ترابيه واصبحت مستودعا للنفايات والمياه القذرة الاتيه من البيوت فعندما سالت الا من مسؤول في المحافظة ينتشل اطفالنا من هذه الاماكن ويقوم بمعالجة الامر فقيل لي ان الدولة عندها الان حي التضحيه من الاماكن المنجزة وكل شئ على ما يرام فقلت كيف قالوا بسبب المقاولات المزيفة التي يقوم بها بعض المسؤولين باتفاقهم مع مقاول مقابل حصولهم على مبلغ من المال وهم بدورهم يتساهلون معه ايضا ونتيجة لهذه الامور اصبح حي التضحية منجز عند الدولة وفي ملفاتها بينما في حقيقة الامر لم يتم المباشرة به لا من قريب ولا من بعيد فمن هو المسؤول عن هذه التداعيات وللحديث بقية
https://telegram.me/buratha
