( بقلم : كاظم شلتاغ )
احمد ابو الغيط وزير خارجية مصر الحالي ، من متطرفي المحافظين المصريين ، تتميز شخصيته بالاندفاع وعدم قدرته النفسية على ضبط انفعالاته الروحية ، صاحب علاقة شخصية مع رئيس جمهورية مصر حسني مبارك ، ومن اقرب المقربين له ولعائلته ، صعيدي اخذ من قرويته السذاجة والبساطة ولكنّ مع لؤم الفلاحين ومكرهم ، عُرف مؤخرا بتصريحاته الناريه ضد جمهورية ايران الاسلامية ، حالته الصحية غير مستقرة !.احمد ابو الغيط زار العراق مؤخرا ، وحسب تصريحاته هي زيارة لبلد عربي شقيق بحاجة الى مساعدة من اشقائه العرب ، ووعد بفتح سفارة لدولة مصر قريبا !.قيل في زيارته انها نتيجة لضغوط امريكية !.وقيل فيها غير ذالك الكثير في الاعلام العربي ، ولكنّ ما لم يُقل عن زيارة ابو الغيط انها :
اولا : انها زيارة استطلاعية وعن قرب لاحمد ابو الغيط تؤشر الى ان الساسة بمصر وصلوا الى مرحلة اليأس من عملية تغيير العراق الجديد بمعادلاته الصعبة اليوم بعد الاطاحة بنظام صدام حسين البائد ، مما اضطر الادارة السياسية بمصر لبعث وزير خارجيتها شخصيا للتعرف على الوضع العراقي عن قرب واستكشاف الصورة العراقية الجديدة بعيدا عن تزوير الاعلام العربي لها ، ولهذا استدعى الامر حضور ثعلب الغيط المصري بنفسه وزير خارجية مصر لتلمس الساحة العراقية عن قرب ، وللتعامل هذه المرّة مع العراق الجديد بواقعية وجديّة باعتباره عراقا تحول بعد اندحار الارهاب الى كيان قائم وسائر في طريق بناءه للدولة ، ولهذا لاحاجة بعدُ لارسال ارهابي للتعامل مع الارهابيين في العراق كما حصل سابقا في سفير مصر المغدور ، وانما الحاجة لسفير مصري سياسي بالعراق يتعامل مع الدولة العراقية وهذا ماسوف يدرس في القاهرة لاحقا !.
ثانيا : لاريب ان زيارة ابو الغيط للعراق ترى اليوم في العراق اكثر من كونه بلدا عربيا غنيا ، هو كذالك بلدا اقليميا لجمهورية ايران الاسلامية الصاعدة في المنطقة ، وللدولة العراقية الجديدة في قاموس الساسة المصريين اليوم علاقات مؤثرة ومتأثرة بشكل كبير جدا بين العراق وايران ، فالعراق بامكانه التاثير على ايران سياسيا واقتصاديا وامنيا وكذا عاطفيا ، وكذالك لايران الاسلام نفس هذه المواصفات على العراق الجديد ، ومن هذا كان للعراق قدرة على فتح قنوات حوار لايمكن لها ان تقوم بين دولة كأيران واخرى كالولايات المتحدة لولا وجود العراق الجديد اليوم وبهذه التركيبة المؤثرة والمتأثرة في السياسة الايرانية ، وعلى هذا ترى جمهورية مصر العربية في العراق الجديد بعد ان بدأ بالتعافي والاعتماد على نفسه شيئا فشيئا انه نافذة بالامكان الاطلال منها على القلب والنوايا الايرانية السياسية تجاه مصر ، لاسيما ان الاشكالية المصرية الايرانية من التعقيد بحيث انه لايمكن لغير العراق الجديد ان يكون منصة انطلاق حوار ايراني مصري غير الارض العراقية كما حصل في الحوار الايراني الامريكي بالفعل ، وعليه ايضا فعلى الساسة العراقيين ايضا ان يفهموا زيارة ابو الغيط للعراق على اساس انها محاولة ايجاد نافذة عربية يطلّ من خلالها الساسة في مصر على الفضاء الايراني المليئ بالمفاجآت بالنسبة للساسة بمصر ، وليس هناك في الحقيقة لمصر قاعدة بالامكان ان تكون طاولة لحوار يأتي بالايرانيين ويؤثر عليهم غير العراق الجديد الذي تعتبره ايران الاسلام عراقا صديقا ويمكن الثقة به والاطمئنان لتوجهاته السلمية تجاه ايران !.
ثالثا : وهل كانت زيارة ابو الغيط تجارية ايضا ؟.نعم تجارية سياسية دبلوماسية وكذالك مايقال عن تواجد عربي بمقابل التواجد الايراني والاخر الاسرائيلي والاخر العالمي ، ولكن في رأينا ان مايتناقله الاعلام عن تواجد عربي بمقابل التواجد الايراني ماهو الا ملهاة او غطاء او ستار للاسباب الحقيقية التي تدفع دول كمصر وسوريا والاردن للمجيئ للعراق ، فهو كسبب حفظ ماء الوجه العربي الذي بدأت ترتبط مصالحه يوما بعد يوم بالعراق الجديد ، ليشعر انه بحاجة الى العراق والتواجد فيه بقوة لكون القراءة المستقبلية لمثل هذا العراق تقول بنهوظه بشكل كبير ، وعليه فالتواجد العربي اكبر بكثير من مجرد تواجد لهوية قومية عربية ، بل هو تواجد يمثل الاعتراف الصريح بنجاح عراق مابعد سقوط نظامه السابق واندحار مؤامرة الارهاب الاقليمية والعربية والدولية عليه !.
https://telegram.me/buratha