( بقلم : جودي المحنة )
لاحت في الأفق خروقات أمنية خطيرة وبوادر عنف متعاقبة في العاصمة بغداد خلال الأيام القريبة الماضية تجسدت في أعمال قتل وإبادة من خلال تفجيرات بالأحزمة والمفخخات طالت العديد من الأبرياء من أبناء شعبنا .ولاشك أن وراء ذلك أسباب عديدة أدت إلى العودة إلى مشهد العنف والجريمة ، ونعتقد أن أول هذه الأسباب هو الركون إلى حالة الاسترخاء من قبل بعض الأجهزة المسؤولة والاستخفاف بالعدو المتربص لاغتنام أي فرصة للاختراق والانتقام بعد الضربات المفجعة التي طالت قواه الإرهابية المتعددة الوجوه والتشكيلات في البلد . أن ماتحقق من نتائج على مستو ى الأمن والاستقرار وهزيمة القوى الشريرة يجب أن يستمر بوتيرة متصاعدة مع تقادم الأيام وبنفس الهمة الوطنية والروح الجهادية المخلصة من اجل هزيمة نهائية لهذه القوى وتحقيق الأمن والرخاء إلى أبناء شعبنا المظلوم.. ويبدو أن هناك بصمات و مؤشرات في عمق المشهد الأمني لاتنفي ضلوع أوساط مشبوهة في الأحداث الأخيرة تريد فرض أجندتها وتحقيق أمانيها وأحلامها من خلال إرباك الحالة الأمنية واعادة مشاهد العنف لوضع الحكومة الوحدة الوطنية أمام الأمر الواقع للاستجابة إلى طروحاتها ذات النوايا المزدوجة.... أن ماتحقق من امن واستقرار واضح ليس بالقليل ولم يكن دون تضحيات جسام وان المحافظة على ماتحقق وحمايته والدفاع عنه أفضل بكثير من العودة إلى نقطة الصفر من جديد للبدء بمواجهة غير محسوبة وقد تكون قاسية التضحيات ومتواضعة النتائج إذا ما استفحلت تلك الخروقات بشكل مستمر..
لايمكن الركون إلى حالة الدعة والاسترخاء واستثمار الفوز بطريقة التفريط به كذلك لابد من التعامل المسؤول مع كل الجهات الضالعة في تعكير صفو الأمن والاستقرارو التي تحاول تفتيت هذا الفوز وإيجاد فرص الاختراق والاستنزاف ووضع المعرقلات في طريق العملية السياسية الجارية للحيلولة دون تحقيق الأمن والاستقرار والبناء وإرساء أسس دولة القانون والعودة إلى الفوضى وتعدد مراكز القوى للوصول بالدولة إلى نقطة الانهيار... لذا فان الأمر يتطلب إعادة قراءة المشهد الأمني من قبل الدوائر ذات الصلة وتصعيد مستوى المتابعة والمراقبة والحذر وتشديد إجراءات الردع بمستوى تطاول هذه القوى على أمن واستقرار الشعب وبالنمط الذي يحمى الانجازات الأمنية المتحققة وحالة الاستقرار المنجزة .
أن التسليم با لتبريرات الشائعة والتحليلات الطوبا ئية هذه الأيام بدعوى ان الإرهاب يترنح وانه عاجز عن تحقيق أهدافه وان فلوله ولت مندحرة وعبرت منافذ الحدود إلى دول أخرى أمر خطير يجعل الدولة وأجهزتها خارج دائرة التحسب والاستعداد وبالتالي تصبح هدف واهن أمام تلك العصابات وإذنابها التي تتربص المشروع الوطني والعملية السياسية التغيرية ليل نهار حيث دلت الأحداث الأخيرة انه لايمكن الركون إلى هذه التبريرات قط..حيث لازالت القوى الإرهابية تمتلك القدرة على المناورة والاختراق والفعل الإجرامي.. ولعل الورقة المراد إعادتها إلى طا ولة أللعبه الآن هي ورقة الطائفية لإيجاد شرخا في جدار الوحدة الوطنية الصلد ليكون منفذا إلى الفرقة والاقتتا ل والانهيار من جديد لتعطيل الحياة في بلدنا الحبيب مما يتطلب ألفطنه واليقظة والحذر والتحلي بالصبر واستخلاص الدروس السابقة وإعادة قراءة الماضي القريب من قبل كل الأطراف الوطنية والمكونات ذات المصلحة الحقيقية في عملية التغيير وبناء دولة القانون والمؤسسات قبل فوات الأوان...!!!.
https://telegram.me/buratha