بقلم : سامي جواد كاظم
عندما تكون هنالك دعوة للتشيع عندها يطرح هذا السؤال وتدرس ابعاد رد الفعل للمدعو وليس الى طبيعة الدعوة وافكارها لانها معلومة للملآ ولكن لنعود الى الوراء ونقلب كل ما له علاقة بهذا السؤال .يقول الدكتور احمد جميل عزم في مقاله الذي عنوانه نفس عنوان المقال والمنشور في جريدة الغد الاردنية وموقع العربية وانا اخترته بالذات لاجل تصحيح الافكار التي طرحها في مقاله يقول الكاتب (هو ما المشكلة في أن يدعو طرف ما إلى دين أو مذهب ديني أو فلسفي محدد؟ وإذا كان المسلمون، أو أتباع أيّة ملّة أو مذهب، يعتبرون أن نشر الدعوة الإسلامية واجب عليهم فكيف يمكن أن يمنعوا الآخرين من الدعوة لدينهم ومذهبهم؟ وإذا كانت الدعوة للدين الإسلامي تتضمن بالضرورة الحوار والجدال "بالتي هي أحسن"، فإنّ من المنطقي أنك أثناء الحوار ستطرح ما لديك من مبررات لدعوة الآخر للدين، ومن حق الآخر أن يدعوك وأن يقدم مبرراته وأطروحاته المضادة، وبالتالي لا يمكن مصادرة حق أحد في الدعوة أو الدفاع عن مذهبه ) .هذا الكلام منطقي ولكن ليعلم هو ومن لا يعلم ان الشيعة لم تمارس ابدا الدعوة الى التشيع منذ نشأتها في زمن الرسول الى اليوم ولكن المناظرات والاتهامات والقمع الذي يتعرض له الشيعة تجعل هذا افضل دعوة مجانية للشيعة يقوم بها الخصم ضد نفسه وفكره .واقسم بالله الواحد الاحد لو تعرضت السلفية الى 10% مما تعرض له الفكر الامامي على مد العصور لكانت السلفية في خبر كان .ونحن الشيعة لنا اساليبنا في الرد على كل فكر ملحد او مخل بالشريعة الاسلامية ولأضرب مثلا للدكتور والقراء .الكل يعلم بالمد الشيوعي الذي اجتاح العالم الاسلامي بل انه وجد له مكانا حتى في النجف الاشرف بؤرة ومعقل الشيعة فماذا كان رد فقهاء الشيعة ؟ كان قمة رد الشيعة هو ما تعرض له السيد الشهيد محمد باقر الصدر من خلال كتابيه فلسفتنا واقتصادنا والذي زحزح كل عروش الشيوعية ويكفيه فخرا وتبجيلا ان الفكر الوهابي يستنجد بكتب الشيعة للرد على الشيوعية التي تهاوت من المجتمعات الاسلامية بسبب فكر السيد الصدر .نحن هكذا نجابه الافكار التي لا تتفق والفقه الاسلامي لا ان نحرض ونعربد ونقول خطوط حمراء يا سيد عزم .والمشكلة التي يعاني منها الدكتور احمد هو رسمه لصورة جاسوسية للفكر الشيعي وادخالها ضمن فقرات الاعدام والملاحقة القانونية والتي تظهر الى كل جاهل نظريا ان الرد القرضاوي صحيح .يقول الكاتب (في واقع الأمر إنّ الإجابة الدقيقة عن هذا السؤال تأتي من خلال الإجابة عن سؤال ثاني، هو "من الذي يدعو لهذا التشيّع؟"، وبالإجابة عن هذا السؤال يتضح أنّ الجدل الراهن السائد حول مسألة نشر التشيّع يقع في خطأ من حيث التوصيف، فنحن لا نتحدث عن باكستاني أو لبناني أو أفغاني أو عراقي دفعته قناعاته المذهبية، وحبه لصلاح البشرية – من وجهة نظره هو – إلى نقاش الآخرين ودعوتهم، بل نتحدث عن تحركات ونشاطات ترتبط، وبغض النظر عن جنسيّة القائمين عليها بالنظام الإيراني في طهران، وتحديدا أجهزة استخباراتية وأمنيّة إيرانية. وبذلك يستخدم المذهب والدين لأغراض سياسية وقومية ترتبط بالعقيدة السياسية الإيرانية المرتبطة بالقومية الفارسية، والمرتبطة بأجندة معينة للنظام الإيراني) .انا لا ادافع عن ايران ولكن الملاحظ على الكتاب ورجال السياسة جعلوا ايران وحزب الله مطية لهم للطعن بالفكر الشيعي وغير ذلك يستلزم كلام اخر .فالذي يعتقد ان هنالك اجندة ايرانية تعمل لاغراض سياسية في هذا البلد او ذاك فالافضل لكاتب المقال والمشايخ السلفية ورجال السياسة ان يعرضوا على الملآ هذه الاجندة التي يعتقدونها موجودة افضل من التهجمات الجوفاء ومن غير ادلة .هنا لابد من سؤال وكيف لي انا ان احكم بعدم وجود هذه الاجندة ؟ اجيب انا لا احكم ولكن طالما لا دليل اذن يبقى الوضع على ما هو عليه لحين الحصول على الادلة .اما الاجابة العقلية على تهجم الكاتب ان في مصر جمعية تسمى باهل البيت وهذا الاسم لوحده يستفز حكومة مصر دون شعبها اذن لابد من القاء القبض عليها وفعلا تم القاء القبض على القائمين عليها ولكن لا يستطيعون ان يقولوا ان التهمة هو اسم اهل البيت فكانت التهمة حاضرة كما هي فحوى مقال الاخ عزم بان هنالك اجندة ايرانية وبعد ستة اشهر من المحاكمات التي تناقلتها الصحف المصرية اتضح بطلان ما ادعته الاجهزة الامنية المصرية وفي نفس الوقت مارست هذه الاجهزة الدعوة الى التشيع من حيث لا تعلم .ويقول الكاتب (وفي شهر حزيران الفائت، دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إلى نشر أفكار الإمام الخميني في جميع أنحاء العالم دون إبطاء.) وانا اسال الكاتب ان الذي لديه اجندة سرية تعمل على نشر او تصدير الثورة الايرانية هل من الذكاء ان يعلن على الملا ما اعلنه نجاد ؟هنا لنتوقف عند هذه العبارة التي قالها احمد عزم ونستخلص منها الغث عن السمين يقول (بهذا فإنّنا نتحدث عن تغلغل إيراني باسم المذهب الشيعي، وبالتالي الأصح أن نتحدث عن "التغلغل الإيراني"، وأن نتحدث عن قضية أمنيّة سياسية وليس عن دعوة دينية، فإذا كنا نتحدث عن أشخاص يرتبطون بأجهزة أمنية أو استخباراتية أو حتى إعلامية فيجب محاكمتهم بتهم الاتصال مع دول وجماعات أجنبية، وعلى من يدّعي أن هناك مخططات وأموال إيرانية لنشر التشيع أن يقدم الأدلة على ذلك، لتستخدم وفق قواعد القانون ودون الكثير من الجدل المذهبي ) .اصحح الجملة الاولى للكاتب وعليه فالصحيح (يجب ان نتحدث تهجم على الشيعة باسم التغلغل الايراني) ، هذا الغث اما السمين الذي ذكره وهو في نفس الوقت يفند ما ادعاه من اقاويل في مقاله وهو انه اذا ما ثبت ذلك لابد من جمع الادلة وتقديم المتهمين بذلك الى الاجهزة الامنية حتى تتم محاكمتهم دون الجدل المذهبي ولعمري انك صدقت في هذا فكان الافضل ان تضع هذه العبارة في صدر مقالك حتى تغنيك تعب الكتابة عن سفاسف حشوت بها مقالك .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha