( بقلم : اسعد راشد )
عجيب امر هذا المدعوا القرضاوي والاعجب من ذلك مواقف اعلام العرب و'اعلاميوهم'!.. نبح القرضاوي بشيء واذا بالنباح ازداد ويزداد ! نعق المتسبب بالفتنة واذا بنعيق الناعقين قد طال ! وليس اخر النباح ما تقيأ به احد ابرز دعاة الفتنة المذهبية في الاعلام العربي الموالي للوهابيين هو ما كتبه بعد عن الرحمن الراشد المسئول الاعلامي في صحيفة الشرق الاوسط و مديراحد ايضا ابرز الفضائيات الطائفية والمحرضة على الفتنة والارهاب والتطرف الوهابي الظلامي وهي 'العربية' ..
يقول هذا 'الراشد' ان 'ايران استخدمت المتعاطفين مع قضيتها السياسية من مفكرين ورجال الدين' وووو..الى يصل الى هذه الجملات 'سخرتهم لمعاداة الانظمةالمعادية لايران والتحريض عليها'! وقال قبل ذلك بان 'القرضاوي محق'!!لانه 'اكتشف ان النظام الايراني استغل حركتهم لفتح الطرق الى وسط المجتمع الاخر ' ويقصد هذا 'الراشد' المجتمع السني‘ ويخلص بالتالي الى هذه النتيجة الحتمية في نظره والتي هي في قناعتنا هي 'بيت القصيد ' وهي 'التبشير الشيعي' ! وهو مصطلح تم تداوله وتكريسه في الاعلام العربي وتبناه بخبث وطائفية الاعلاميون المتذهبين وهذا 'الراشد' لاهداف وامور يطول الحديث عنها ونحن هنا سوف نحاول ان نضع بعض النقاط على الحروف لمعرفة حقيقة هذا التحريض الطائفي وهذا الحشر الظالم للشيعة في مثل هذه التجاذبات المشبوهة وغير البريئة ..
مراقبون وعدد من محليين سياسيين عراقيين واجانب اعتبروا ان نباح القرضاوي الهدف منه ليس ايران ولا ان المقصود في مثل هذا التدافع العربي الطائفي في التحريض على الشيعة هو وقف المد الشيعي الايراني لان ايران في حقيقة الامر لها علاقات طيبة وايجابية ديبلوماسيا وتجاريا مع الدول العربية وخاصة السعودية ودول الخليج رغم بعض المناكفات الاعلامية والمناطحات في الاعلام التي تحدث بين فترة واخرى ‘ فالهدف هو 'العراق' والنظام االجديد الذي نشأ بعد سقوط هبل المنطقة والطائفيين وهو صدام ‘ القرضاوي كان ومازال من المحرضين على الفتنة وخطابه منذ سقوط هبله الذي سماه بـ'شهيد الامة' لم يكن توحيديا بمعنى انه يدعوا الى الوحدة ولو بذرّة ومن يصدقه اما جاهل لا يجيد قراءة ما وراء السطور واما متحامل وشريك في مشروعه الذي يدعوا من خلاله الى تصعيد 'المقاومة ' في العراق ‘ هذا الخرف ركزفي خطاباته على الخروج الى العراق لمقاتلة النظام الجديد بحجة موالاته للكافر الاجنبي ودعى الى قتل واستهداف العراقيين بذريعة تعاونهم مع 'المحتلين' وقد دعا مرارا الى قتل الامريكان وقواتهم والمتعاونين معهم ـ وهو يقصد الشيعة وحكومة العراق ـ ومن يريد ان يعرف ذلك ما عليه الا بتحريك 'الغوغل' لاعادة ما كان ينبح به هذ الشيخ الخرف .
فالهدف اذن هو العراق وشيعته وليس ايران ومن يتابع كتابات ما يسمى الاعلاميين العرب لم يجد فيها غير هذ التوجه فقد لفت انتباهي وانا اتصفح مواقع الصحف العربية في الخليج مقال لكويتب صغير اسمه سخري 'مضحكي'! يتضامن بشدة مع حديث القرضاوي ويتهم علانية حكومة العراق بانها 'صفوية' ويؤكد ما جاء في مقاله على ما ذهب اليه المراقبين والسياسين العراقيين حول الهدف من هذا التصعيد الطائفي الذي يستهدف شيعة العراق ونظامه الديمقراطي .
وعندما ينبري شخص اعلامي بمستوى هذا 'الراشد' للدفاع عن القرضاوي والتضامن معه فان هذ ا يعني ان الحملة الجديدة التي دشنها القرضاوي عبر ذات الصحيفة التي يكتب فيها 'الراشد' هي في الاساس موجهة ضد عموم الشيعة وخاصة شيعة العراق‘ وحشر ايران لا طعم له سوى لخلط الحابل بالنابل والاستمرارفي مشروع القديم الجديد وهو تهميش الشيعة واعتبارهم امتداد للمد 'الصفوي' او الايراني في الوقت الذي يعلم الجميع ان ايران الشاه التي كانت مساندة للمشاريع المعادية للعرب والفلسطينيين لم تتهم في يوم من الايام بانها كانت 'صفوية' او ان الشيعة في العالم العربي كانوا امتداد لها ‘ فلماذا اذن اختلف الحديث حيث اليوم يتهمون بانهم امتداد للمد الصفوي لو لا وجود النظام الديمقراطي في العراق واندحار البعث ونظامهم العنصري الطائفي ؟؟
ترويج مصطلح 'التبشير الشيعي' والتحريض الاعلامي على الشيعة واتهامهم بانهم يغزون المعاقل السنية وانهم امتداد للمد 'الايراني' او 'الصفوي' يقابله وجه اخر للحقيقة الناصعة وهي 'التبشير الوهابي' السلفي المتضامن مع قوى التطرف الديني العربي الارهابي الذي تغافل عنه هؤلاء الاقزام وكثير من الاعلاميين العرب الطائفيين ‘ فمهما حاول الاعلام العربي الدعاية السلبية ضد الشيعة ومهما سعى لتشويه سمعة التشيع فان الشيعة حتى وان قاموا حسب زعمهم بالتبشير لمذهبهم فانهم لم يصلوا الى مستوى القتل والارهاب والاستخفاف بالدماء وحروب الفتاوي التي تحرض حتى على قتل الحيوانات وحرق الزهور وذبح الاطفال الذين يتابعون برامج 'ميكي ماوس' و'توم اند جوري' ! حري بالنابحين الاعلاميين العرب من امثال هذ ا 'الراشد' الذي يروج لمصطلح 'التبشير الشيعي' ويتضامن مع نباح القرضاوي ان يتسائل ‘ هل 'التبشير الشيعي ' ادى الى قتل الابرياء وهل كان له دور في تفجيرات الارهابيين وكارثة 11 سبتمر الارهابية وغيرها من الاحداث الجسام التي اودت بحياة الالوف من الابرياء ؟؟!!
لماذا لم يذكر هذا 'الراشد' التبشير الوهابي ودوره في اذكاء نار التطرف والارهاب والقتل فهل نفهم من اتهامه للشيعة بالتبشير وتضامنه مع مفتي قتل 'المتعاونين مع المحتلين' بانه سعي للتغطية على 'التبشير' الاخر الذي عادة ما يدشن بالدماء وقتل الابرياء ؟ فلماذا حديث القرضاوي حول 'الغزو الشيعي' دشن في صحيفة سعودية وتم نشره ابتداءا في الاوساط الوهابية داخل المملكة وتم التعامل معه بسياسة اعلامية خاصة وتصعيدية مذهبية ضد الشيعة اعتبره عدد كثير من المراقبين بانه رسالة واضحة للوهابيين والارهابيين للخروج الى العراق وان الهدف هو ضخ القتلة في ارض الرفدين بزخم جديد وكبير من الانتحاريين لتنفيذ اعمال الاجرام والارهاب بحق العراقيين .
انه من الغباء اذا صدقكم الغرب وحتى الامريكان بانكم دعاة'السلام' والاطمئنان وحتى الاستقرار في المنطقة والعالم فانتم عرفتتم وما زالتم معروفين بالتحريف الاعلامي وبالكذب والنفاق وبالدس والخديعة ‘ فالغبي من يصدق الحاضنين لجماعات الارهاب ولشيوخ فتاوي القتل والذبح بانهم ينطقون الحقيقة ‘ فالذي يهوّل من خطر 'المد الشيعي' الذي لم يمس جناح ذبابة ولن يمس ويتجاهل حقيقة التبشير الوهابي وفتاوي القتل والتكفير بل وكفر من يحمل حتى الزهور الى المستشفيات لعيادة المرضى وبث الفرحة في نفوسهم كما جاء فتوى احد كبار 'هيئة علماء' الوهابية الرسمية فانه مخادع وكذاب ومفتري لا يريد الحقيقة ولا يسعى الا للفتنة ولنشر التطرف من الوجه الاخر الذي اثبتت الاحداث بانه هو الوجه الحقيقي للارهاب وهو الذي يجب ان يكون العالم والانسانية في حذر من خطره ومن اراد ان يتأكد من ذلك ما عليه الا قراءة فتاوي علماءهم ومضاعفات تلك الفتاوي وصداها في الاحداث الجسام في العالم وليس اولها 11 سبتمر ولا اخرها عمليات الارهاب والقتل والتفجير المستمرة في مناطق مختلفة من ربوع الارض بل في استمرار رعاية واحتضان اصحاب الفتاوي الداعية لقتل البشر والهوام بالجملة !
اما والكلمة الاخرى وليست الاخيرة فان ما تسعون اليه هو شيئ واحد وهو تهميش الشيعة وعدم السماح لاي دور سياسي لهم وانكم تريدون بذلك رفض مشاركتهم في القرارات السياسية وابقاءئهم كفئة مغلوبة على امرها ومنبوذة الى ابد الابدين ولكن البشائر كل البشائر ان زمن التهميش قد ولى وان المارد الذي خرج من القمقم سوف لن يعود اليه ابدا وان خريف الانظمة القمعية وعروش الارهاب والدكتاتورية قد جاء وان بزوغ ربيع الحرية و عهد التعددية والديمقراطية الحقيقة قد اطل من ارض الرافدين وسوف تكون مهدا لنشر الامن والامان والاستقرار وحكم العدالة والقانون بعد ان يتم دفن رؤوس الارهاب والتطرف القاعدي الوهابي الاعمى و الظلام !
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha
