المقالات

فتوى قتل ميكي ماوس .. مقدمة لقتل الأطفال


( بقلم : عباس الياسري )

الفتوى لا تقف عند حدود الموضوع المستفتى علية ، ولا تخص الشخص الذي أستفتى وحدة ، او العالم الذي افتى ، بل تتعدى عند التطبيق الى مواضيع أخرى ، وتفاصيل وجزئيات عديدة تتفرع من الموضوع اساس الفتوى ، وربما تخرج الى مديات اوسع من ذلك ، ومثلما تتجاوز الفتوى الموضوع المحدد ، فانها تتجاوز الشخص المستفتي الى عامة جمهور المسلمين ، وتتجاوز ايضا العالم الذي افتى الى علماء ومشايخ اخرين ، ومن حق هؤلاء البناء عليها ، والقياس لاستباط احكام وفتاوى أخرى ، ما دام حق الافتاء متاح لكل من تمكن من كتب الفقه والاصول ،وهذا ينسحب على فتوى الشيخ محمد المنجد بقتل الفأر الكارتوني ميكي ماوس ، والتي اثارت جدل واسع وسخرية اوسع ، وفي نفس الوقت اثارت قلق وخوف الكثير من المهتمين والمراقبين ، بسبب تداعيات هذه الفتوى الخطيرة ، فالفتوى سوف لن تقف عند حدود ملاحقة الشخصية الكارتونية ميكي وانزال القصاص بها ، ولا الخوف من ان تشمل باثر رجعي شخصيات مثل توم وجيري وباربي وبباي اذا مازال حيا ، وغيرها من اللعب والشخصيات الكارتونية ، ولا احد يعرف اين ستتوقف تداعيات هذه الفتوى ، مع ملاحظة ان بعض الشركات ومعامل لعب الأطفال أنتجت لعب مستوحاة من هذه الشخصيات ، تحمل نفس الصور والأسماء لأرتباط الأطفال وحبهم لها، والان تعرض في الاسواق والمتاجر، وهؤلاء ستشملهم الفتوى عاجلآ ام اجلأ وبدون ادنى شك ستتلقف الجماعات الارهابية هذه الهدية الفتوى ، لتمارس هوايتها بقتل الناس ، والتضييق على حرياتهم ، لان هذه الجماعات لايهمها من اصدر الفتوى ، ولا التكذيب اللاحق او التوضيح الذي يصدر بعد استهزاء الناس ورفضهم الى هكذا نوع من الفتاوى ، بقدر ما يهمهم كم تدعم هكذا فتاوى من ايدلوجيتهم ، لذلك ستبدء هذه الجماعات بتهديد الشركات التي تنتج هذه اللعب ، والتجار الذين يستوردونها ، ثم تتحول الى الأطفال الذين يشاهدون هذه الافلام الكارتونية ، او الذين يحملون لعب تمثل احد هذه الشخصيات ، والاطفال الذين يلبسون ملابس عليها صور ميكي ماوس وغيرها من الشخصيات ، وهذه الفتوى شبية بفتاوى اخرى فضفاضة تترك دوائر الموت تتوسع ، وأن كانت تبدء دائما من الحلقة الأضعف ، فلا احد يستطيع قتل ميكي ماوس لانه ببساطة غير موجود ، ولا يستطيعون الوصول الى اصحاب المعامل والشركات لانهم في بلدان بعيدة ،

 والحلقة الأضعف هنا هم الأطفال وأصحاب المتاجر ، وهؤلاء صيد سهل للجماعات الأرهابية ، وهو نفس الحال الذي سينطبق على فتوى الشيخ صالح اللحيدان والذي افتى بقتل اصحاب الفضائيات ، وهو يعلم علم اليقين أن لا احد يستطيع ان يطالهم ، مثلما يعلم ان الجماعات الارهابية تكفر جميع الحكومات ، ولا تعترف بالقضاء حينما اراد تصحيح فتواه وايكال القتل الى القضاء ،وكالعادة ستكون البداية من الحلقة الاضعف ، وهم العاملين في هذه الفضائيات ، والذين لا حول ولا قوة لهم ، لذلك لابد من الوقوف بوجة هذه الفتاوى التي تناسلت هذه الايام تناسل الفئران التي يكرها الشيخ المنجد ، وتجنيب الناس مزيد من الموت والقتل ، وهنا لابد من تفعيل دور المواطن خاصة المتظرر منهم ، ومنظمات المجتمع المدني ، لملاحقة اصحاب الفتاوى الملغمة قضائيا وتحجيمهم ، قبل ان تتشظى هذه الفتوى وتتسع دوائرها ويقع المحظور باستهداف الاطفال الابرياء ، مثلما تشظت العديد من الفتاوى بداعي الجهاد والمقاومة ، وبالرجوع الى احدى الفتاوى الخاصة بالجهاد في العراق وافغانستان والصومال وغيرها من البلدان ،

 لنرى كيف بدءت هذه الفتاوى وكيف انتهت ، ان لم يكن بعضها مازال مستمرا ، وحجم الكارثة الذي تسببت به ، والعدد المرعب من الابرياء الذين بررت هذه الفتاوى قتلهم ، ترى كم مواطن عربي خرج ابنة بدون علمة بدعوى الجهاد في افغانستان والعراق والصومال ولم يعود ، وهل سأل احد الأباء نفسه ، كم قتل ابنه من الابرياء حينما نفذ عمليتة الانتحارية ..؟ ، ونطرح هنا سؤال غير بريء ، هل ارسل المشايخ ابناءهم للجهاد وتفجير انفسهم ..؟ ، لماذا لا تلاحق هذه العوائل هؤلاء المشايخ قضائيا وتطالبهم بدماء ابنائها ..؟ ،

الم يتراجع بعض هؤلاء المشايخ عن فتاويهم الجهادية ؟ ولكن متى بعد خراب مالطا طبعا، لماذا لا يحاسبهم من ذهب استنادا الى تلك الفتاوى ،او من قتل ابنة او احد اقربائه ، الم يتراجعوا عنها بعد ثبات مفاسدها لهم ، بعض السعوديين كانوا معتقلين في السجون الامريكية ، وتم الأفراج عنهم وتسليمهم الى بلدهم ، وهناك صرحوا للاعلام ان مشايخ القاعدة ودعاة المقاومة قد باعوهم للجيش الامريكي ، ترى هل سيطالب هؤلاء بحقوقهم ، ويلاحقون المشايخ الذين افتوا لهم بالذهاب ، انها فتاوى لا تقف عند حدود فلابد من ايقافها بكل الوسائل ، وانها ليس فتوى لقتل ميكي ماوس وانما دعوة لقتل أكبر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رجائى
2009-08-22
على اخر الاخبا ر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك