المقالات

عندما يكذب الاعلام


( بقلم : علي الخياط )

ما كشف عنه مدير العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية علاء الطائي لوسائل اعلام محلية عن سلوك غير قويم مارسته مؤسسة اعلامية او اشخاص لاغراض لا تتصل بالمهنية، ولا مواثيق الشرف الاعلامية. يدفع الى القلق والتكهن بتباشير مستقبل قاتم ربما يعيشه الوسط الاعلامي.

الرجل تحدث عن ثبوت افتعال العاملين في مبنى نقابة الصحفيين لحادث تفجير عبوة ناسفة عند المبنى القديم في الوزيرية، ثم قيامهم بتصوير الانفجار على انه حادث متعمد، وان حالة النقيب صعبة بعد اصابته في انحاء من جسمه، ثم حصول تخثر في الدم، وتحالفهم مع قناة الشرقية الفضائية ووسائل اعلام مغرضة اخرى للترويج للحادث وان الصحافة مستهدفة من خلال (رأس النقابة) حسب تعبير الشرقية، وهي القناة التي روجت لاكذوبة (ضياء الكواز) الصحفي الذي ادعى ان جماعة مسلحة (مدعومة حكومياً) قتلت جميع افراد اسرته في حي الشعب، ثم قيام هيئة علماء المسلمين (الارهابية) بنصب عزاء في عمان (الاردن) وصرف عليه الاف الدولارات، ثم كشفت تحقيقات مرصد الحريات الصحفية، وقناة الحرة، ووزارة الداخلية، ان الحادث كان مجرد اكذوبة من ضياء الكواز لاغراض دعائية ومصلحية.

للاسف، فان تحقيقات الداخلية كشفت عن تلاعب في التصريحات والادعاءات حيث ظهر ان احد رجال الدين من اقرباء نقيب الصحفيين كان في زيارة الى مبنى النقابة، وان عبوة لاصقة كانت موضوعة اصلاً في مكان ما من جسم السيارة التي كان يستقلها برفقة اشخاص اخرين، وانها تجاوزت المدة المحددة لها لتنفجر، والذي انفجر هو الفتيل الخاص بها، وان النقيب كان في الداخل والعبوة كانت تستهدف شخص الشيخ وليس شخص النقيب.

هذه الادعاءات تدل على غياب وازع الاخلاق المهنية والتقاليد الصحفية المحترمة عبر عقود واجيال، وتدفع باتجاه فقدان الثقة من قبل الاجهزة الامنية التي تتهم دائماً بالتقصير عن حماية الصحفيين ثم هي تكتشف انهم يكذبون في كثير مما يدعونه من انتهاك واعتداء يطالهم وسيكون مثلهم مثل ذلك الولد الذي كان يسبح في النهر، وصار يصيح على رفقائه... اغيثوني من الغرق، وحين يهرعون لنجدته كان يقابلهم بالضحك والسخرية، وتعودوا ذلك منه، وفي يوم اخر كان ان يغرق بالفعل ونادى عليهم فلم يسعفوه، لكن احدهم رأى انه يغرق بالفعل وانقذوه قبل ان يدركه الغرق، ثم تاسف لهم لانه كذب عليهم فما عادوا يثقون به.

ان الصحفيين والاعلاميين اشخاص محترمون وهم النخبة الرائدة في المجتمع والبلاد التي تفتقد الصحافة الحرة لايمكن ان تعيش حرة، فاذا مارس الصحفيون الكذب كان مدعاة لانهيار القيم الاعلامية وانتفاء الحاجة الى مواثيق الشرف المهني .ولو علم الزملاء الصحفيون بعدد من يتصلون يوميا في مرصد الحريات الصحفية من اجل الابلاغ عن استهدافهم وتهديدهم من جهات مختلفة تستهدف حياتهم (لعملهم الاعلامي)ولكن بعد التدقيق والتحميص يتضح ان لاوجود لذلك ،وانما يتجه الزملاء لافتعال الازمات والحوادث من اجل دوافع شخصية ومصالح الله وحده يعلم بها،فحذار ايها الصحفيون، ولا تحولوا هذه المهنة الرائعة الى مجرد وسيلة للارتزاق والكسب المادي والدعائي، لانها رسالة انسانية عالية قبل كل شيء، واخشى ان تتكرر الحوادث التي تكون مجرد ادعاءات ثم نفقد مكانتنا في المجتمع وعند طبقات مختلفة منه، سياسية، وثقافية، وفكرية، وحينها سيكون الندم اخر المشاعر التي ننتفع منها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك