( بقلم : د.واثق الزبيدي )
لابد من ان اجراءات الحكومة الاخيرة في استبدال القادة والمدراء المجاهدون بالبعثيين لهو الخرق الكبير الذي اصاب الدولة فالمصالحة وحسب قول الخط الاول في الدولة لايعني مصالحة القتلة والمجرمين لكن يبدو ان هذا الكلام كان تخديرا حكوميا فقد قامت الوزارات كافة بارجاع البعثيين فوزارة التعليم العالي اليوم قبلت ايدي البعثيين لعودتهم لمناصبهم كما قامت وزارة الداخلية والدفاع وغيرها من الوزارات باعادة البعثيين تحت شعاريين وهميين الاول المصالحة والثاني الكفاءة
فقد خرج علينا وزير التعليم العالي وهو يقول ان الاساتذة المهاجرين هم علماء العراق ولكن التطبيق يؤكد ان الاساتذة او مايسمون بالاساتذة الذين عادوا هم البعثيون الصداميون فقط وكلنا يعرف ان تدني التعليم وتفشي الفساد في الدوائر العلمية يعود الى هؤلاء الاساتذة الذين عاصرناهم جيدا ورأينا كيف ينزعون اغلفة الدفاتر الامتحانية ليغيروا نتائج الطلبة كما كنا نعطيهم الرشوة ايام سطوتهم فكيف صاروا اليوم كفوئين كما ان الفساد ولد وتربى في احضان وزارة الداخلية والدفاع اي في المؤسسة الامنية الصدامية وحتى شرطي المرور كان يسرق الناس عنوة في الشارع فهل تاب هؤلاء الضباط الكبار البعثيين الذين خدموا صدام والبعث بما يستطيعون .
اعتقد ان الدولة مخترقة وان عام القضاء على الفساد كان شعارا لن يتحقق لان الحكومة وببركات السيد المالكي اعادت البعثيين واخرجت المجاهدين بل ان اكبر المسؤولين اليوم صاروا يستنكفون من ان يطالبوا للمسجونيين وعوائل الشهداء بحقوقهم وصار الحديث عن السجناء ومحروميتهم والشهداء ومظلوميتهم نغمة لايحب السادة المسؤولين سماعها ويعتبرونها نغمة نشاز تقف مرة في طريق المصالحة واخرى في طريق الكفاءة او المهنية الوظيفية وان استبدال الذي هو ادنى بالذي هو خير جاء على يد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي فقد شغل المالكي نفسه بانتاج الشعارات الرنانة فيما راح الهاشمي يغير وبمساعدة الامريكان حلفائه ورشوة الوزراء كل موظفين الدولة ومن لايطوله الفصل فان عمليات الاغتيال تطوله
فقد قتل لحد الان اكثر من مئتي استاذ جامعي شيعي كما قتل او تعرض اكثر من 100 مدير عام الى الاغتيال او التعويق من قبل مليشيات الحزب الاسلامي ولعل المتابع لقوانين الدولة يجد اليوم ان القانون الذي يعيد للمظلومين والسجناء حقوقهم يعرقل ولاينفذ ابدا اما القرارات والقوانين الخاصة باعادة حقوق البعثيين فانها تنفذ باسرع وقت وان السجناء وعوائل الشهداء لم يحصلوا لحد الان على حقوقهم فيما اعيدت رواتب القتلة من ضباط الجيش والامن والمخابرات واعضاء حزب البعث المجرم بل تقوم الحكومة اليوم بارسال رواتبهم الى سوريا والاردن لكي يحاربو فيها الدولة العراقية من هناك كما ان من اقرب شواهد سيطرة البعثيين على الحكومة هو ما يقوم به البعثيون من تصفيات واعتقالات تطال هيئة اجتثاث البعث فقد قتل لحد الان اكثر من 21موظفا من موظفيها واعتقل الامريكان اكثر من خمسة بحجة انتمائهم للمجموعات الخاصة او اعتقلتهم وزارة الداخلية او الدفاع بحجج غير قانونية واعتقد ان الخطوط البعثية في جميع الوزارات تعمل اليوم بحريتها دون رقيب بل وبمباركة وزراء الامن العراقي النائمون في العسل والتي عن قريب ستطالهم انقلابات البعثيين ان لم يقتلوا الافعى البعثية .
https://telegram.me/buratha