( بقلم : قاسم الخفاجي )
تمر هذه الايام الذكرى الخامسه والعشرون لانطلاقة بدر المليئه بالدروس والعبر والتضحيات . فبدر تاسس حين تاسس كحدث تاريخي وكضروره ردا على حالة الياس والاحباط التي دبت في نفوس البعض ممن ساورهم الشك في اسلوب الكفاح وزخمه وطبيعة التحديات والتضحيات بمواجهة نظام استبدادي فاق التصور في اساليبه الدمويه و الاجراميه . ولكن بدر انطلق في تلك الظروف التاريخيه العصيبه و البالغة الدقه و الحساسيه ليؤكد اصرار العراقيين كشعب على اسقاط الدكتاتوريه وعلى بناء عراق مختلف عراق تسوده العداله والحريه والمساواة كاهداف مركزيه لاتهاون في وجودها في ميدان التطبيق والحياة وكبديل حضاري لا بد منه . واذا كانت الامم والشعوب تستخلص العبر من خلال مسيرتها عبر الزمن فان تاريخ بدر ظل حافلا بكل تلكم المعاني المجيده والخالده وخلال السنوات الخمس والعشرين التي انقضت وطويت, وطويت معها ايضا الصفحه السوداء من حكم طاغوت البعث الذي تهاوى سلطانه ومؤسساته كتهاوى بيت العنكبوت ليتنفس العراقيون الصعداء بعد سنوات العبوديه والطغيان .واذا كان الكثيرون يعتقدون ان الدكتاتوريه لم تكن لتنهار دون العامل الخارجي المباشر فان المنطق والعقل يقران ايضا بانه لولا جهاد القوى الاسلاميه وتضحياتها وفي طليعتها قوات بدر الظافره والتي كان لها الدور الاساس في ايصال الطاغوت الى مرحلة الافول والانهيار ما كان النظام الارهابي الدموي في بغداد لينهار ويتلاشى . وكان النظام الصدامي بشهادة المحللين والمؤرخين قد وصل الى اشد الحالات ضعفا وافولا ولم يكن العامل الخارجي الا القشه التي قصمت ظهر البعير .
وهكذا اظهر البدريون وابانوا خلال سني الجهاد الحافله بالاشواك وبالتضحيات الجسام, الديناميكيه التي يتمتع بها شعب العراق كشعب حي يرفض الاستبداد والطغيان ولم يهدا حتى تحققت اهدافه وزال الكابوس الجاثم على صدر العراق كما اراد وعمل رواد الجهاد والثوره الاوائل وعلى راسهم الشهيد السعيد الامام محمد باقر الصدر والشهيد السعيد اية الله محمد باقر الحكيم . واليوم يحق لنا ان نقول الا فلتقر اعينكم ايها الشهداء الابرار يامن رسمتم للاجيال طريق الحريه ويامن بثثتم في الامه روح الثوره والمقاومه والاستشهاد وان الامه سائره في طريق احقاق الحق وتعبيد طريق الحريه والعداله .
واليوم اذ يحتفل البدريون باليوبيل الفضي لمسيرة جهادهم المضمخه بالدم وبالارواح الطاهره التي قدموها على مذبح حرية العراق وشعبه فانهم يعاهدون الله والشعب على السير بنفس الهمه والعزيمه لبناء العراق الجديد وتحقيق امال شعبه . واخيرا نقول سلام على بدر يوم تاسيسه وسلام على شهدائه في عليين وتحية اكبار لمجهاديه الصابرين وتحيه للمضحين من ابنائه البرره الميامين والى امام من نصر الى نصر حتى يتحقق العدل الالهي ويعم ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله انه نعم المولى ونعم النصير .
https://telegram.me/buratha