( بقلم : سيد رياض المولى )
هناك مسؤولية شرعية وأخلاقية لكشف الدوافع ألحقيقية لجريمة الهجمات الحاقدة على مواقع الانترنيت السائرة بمنهاج و فكر أهل البيت (ع) والتي ارتكبت خلال الأيام القليلة الماضية , لذلك لابد من وقفة لدراسة وتحليل هذه الخطوة الدنيئة بغية تحديد أسبابها والوقوف على نتائجها والجهات التي تقف ورائها , بدءا وبقين ثابت أقول أن البحث في هذه القضية لايحتاج إلى جهد كبير ولا يتطلب عناء صعب للوصول إلى الأهداف المطلوبة من هذا البحث فالقضية واضحة المعالم جلية التفاصيل حيث يعلم كل من يرتبط برابطة المودة والولاء لأهل البيت (ع ) من هو رأس الحربة في العداء لأهل البيت ع وفكرهم وتراثهم وكل ما يرتبط بهم وبمحبيهم والسائرين على نهجهم الشريف واقصد بذلك الحركة الوهابية الظلامية ومن يقف ورائها ويدعمها في مواجهة الإسلام الحقيقي متمثلا بمذهب أهل البيت (ع) الجريمة ليست جديدة بمضمونها وهدفها وان اختلف أداة وطريقة التنفيذ فالجاني واحد والدافع نفسه دائما وهو العداء والبغض لأهل بيت النبوة الأطهار وأتباعهم وقد تنوعت أساليب هذا العداء على امتداد تاريخ الوهابية الملطخ بالجريمة والعدوان اذا ابتدأت بالغزو في بدايات ظهور الدعوة الوهابية المقيتة عند منتصف القرن الثامن عشر متمثلة بمحاولات الاعتداء على المراقد المقدسة لائمة الهدى عليهم السلام كما جرى من تجاوز على حرمة مراقد أئمة أهل البيت ع في بقيع المدينة المنورة والمحاولات الفاشلة للاعتداء على المراقد المقدسة في كربلاء والنجف الاشرف خلال نفس الفترة من التاريخ الوهابي الأسود ثم ما تلا ذلك من أساليب مقيتة لتشويه فكر أهل البيت ومحاولات بائسة لزعزعة إيمان أتباع مذهب أهل البيت (ع) بعقيدتهم الراسخة خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي عبر نشر وتوزيع المنشورات والكتب المحشوة بتافهات شيوخ الوهابية المنغلقين والمتحجرين التي تتحدث بلغة البادية المتحجرة ومنطق العصور الوسطى وبأسلوب يثير السخرية والغثيان أو عبر توزيع أموال البترودولار الوهابية لشراء ذمم وضمائر من لادين وعقيدة لديه .. ولعل اخطر ما قامت به مؤسسة الضلال والشر الوهابية ضمن سلسلة الحقد والكراهية لأهل البيت وأتباعهم هو محاولة الإبادة الجماعية والعرقية للشيعة وأتباع أهل البيت ع عبر الدور الذي نفذته القاعدة لقيطة الوهابية وبمساندة أتباعها في العراق حيث نفذت القاعدة دور مرسوم ومخطط بدقة لإبادة الشيعة في العراق عبرالارهاب وأعمال القتل الجماعي بالعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة المفخخة وبشكل يومي على امتداد السنوات الخمس الماضية التي تلت سقوط النظام البعثي حيث اكدت جميع التقارير ان النسبة الاعظم من ضحايا العنف في العراق هم من الشيعة لان اعمال التفجير والإرهاب كانت تستهدف مدنهم وتجماعتهم السكانية وأماكن عبادتهم بشكل مركز أضف إلى ذلك جرائم التهجير ألقسري للشيعة من أماكن سكنهم في المناطق التي يكون الآخرين أغلبية سكانية فيها ..وكانت جريمة تفجير مقام الإمامين العسكريين (ع) في سامراء واحدة من أهم حلقات ودلائل هذا المسلسل الإجرامي البغيض بحق أهل البيت (ع) ومذهبهم الشريف كل ذلك بمباركة وتأييد علني من شيوخ الوهابية ومعزز بفتاوى حاخاماتهم في السعودية ودول الخليج .
أن منطق العقل ودلائل الحق تشير بقين ثابت وفخر كبير بان كل ما خططوا ودبروا ومكروا عبر تاريخهم المظلم قد خاب وذهب أدراج الرياح وعلى الرغم بشاعة جرائمهم وقسوتها ولكنها جعلت المومنين بفكر أهل البيت أكثر إيماننا بإسلامهم وأكثر تمسكا بمذهبهم الحق وأعظم ولاءا لائمتهم عليهم السلام بل ان خط أهل البيت الفكري في الإسلام أصبح منارا للحائرين واللذين التبس عليهم الحق من المسلمين وغيرهم فالتجئوا إليه مستبصرين بمنهج النورالالهي و طريق الإسلام الرسالي الصحيح الوراد عن منابع الحق سلسلة الذهب أئمة الهدى عليهم السلام , وقد شهدت السنوات الأخيرة ظاهرة مميزة في توجه إعداد غير قليلة من المسلمين من مختلف البلاد الإسلامية ممن كانوا يتبعون مدارس فقهية أخرى إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام ...
وقد أثارت هذه القضية رعب وقلق شيوخ الوهابية ودعاتها وإذنابها مثل القرضاوي وغيره حيث تم اعتبار ذلك وخرق خطير لمجتمعاتهم يجب التصدي له ولأنهم لايملكون أدوات المنطق السليم والحجج العقلية الصحيحة للجدل والنقاش العقلي في العقيدة وفي الأصول لأنهم رعاع لايعرفون أدب الحوار ولامنطق العلماء فقد التجئوا إلى اساليب اللصوص و المجرمين الرخيصة وهذا ما سجله تاريخ علاقتهم الأسود مع مذهب أهل البيت (ع ) وقد تكون جريمتهم المنكرة في التجاوز على المواقع التي تعمل على نشر فكر أهل البيت (ع) احدث حلقة في مسلسل جرائهم المخزية وهي حملة متقنة ومخطط لها بعناية ويبدو للمراقب المتخصص إنها أيضا ذات ميزانية مالية كبيرة لاتقدر على دفعها إلا دول موسسات ذات إمكانيات مالية كبيرة حيث تشير تقارير الخبراء الاولية ان المركز التقني المنفذ لهذه الجريمة يقع في دولة الإمارات , هذه الحملة البائسة لاتخرج عن مسلسل الجرائم الذي تقوده الوهابية ودعاتها ضد أهل البيت (ع) ومهما عظمت خطورة هذه الحملة فإنها ليست بأكبر خطورة ما ارتكبته أيديهم من جرائم سابقة فضحهم الله فيها وافشل أهدافهم .
ضمن هذا الإطار لابد من بيان الثوابت التالية للقارئ الكريم :-
1. من المعلوم لدينا بان ظاهرة القرصنة المعلوماتية هي ظاهرة شائعة ومعروفة في عالم الانترنيت وربما تعرضت لها الكثير من المواقع الإستراتيجية والأمنية الخطيرة والمهمة مثلما تعرضت في السابق مواقع البنتاغون أو المخابرات الأمريكية للقرصنة من الهاكرز رغم حصانتها الدفاعية الكبيرة .
2. على الرغم من خطورة هذه الجريمة الجبانة التي أقدم عليها الوهابيون الكفرة فإنها لأتشكل أزمة خطيرة بالمعنى التقني للكلمة ففي عالم تقنيات المعلومات والانترنيت كل مشكلة ولها خيارات متعددة من الحلول , ويوجد بفضل الله وببركة الولاء لأهل البيت (ع ) أعداد كبيرة من المهندسين والتقنيين البارعين في مجال تقنية المعلومات والكومبيوتر ومعالجة القرصنة وخصوصا هنا في أوربا لديهم القدرة والاستعداد على تقديم خدماتهم التقنية في هذا المجال
في ضوء ما جرى يمكننا استخلاص النتائج المستنبطة التالية:-
1.وهي ان فكر أهل البيت قد سطع نوره وأصبح منارا للتائهين الباحثين عن دين الحق ومنابعه الصافية الأصيلة وهذا ما اعمى ابصار الظالمين وافقدهم بصيرتهم حيث خابت كل جرائمهم السابقة في حجب هذا النور السماوي المقدس فلم يقع بيدهم غير هذا الفعل الخسيس الخائب ولكنهم بسبب حماقتهم لم يدركوا إن الشمس لايحجب نورها بغربال .
2. يتوجب على القائمين على مواقعنا الشريفة اتخاذ التدابير والإجراءات الفنية العاجلة لمعالجة الموضوع بأسرع فرصة ممكنة لتفويت الفرصة على منفذي هذه الفعلة الجبانة في تحيق غاياتهم الآنية . ثانيا تغير وتقوية أنظمة الدفاع والحصانة الأمنية لمواقعنا الشريفة حين كان من المتوقع ومنذ فترة طويلة باحتمال تعرضها لهذه الأفعال الوهابية القذرة
المهندسسيد رياض المولىالسويد20 رمضان 1429
https://telegram.me/buratha