( بقلم : صباح رحيمة كاتب ومخرج تلفزيوني )
الفرقة المسرحية التي شكلتها في ثانوية الشعب المسائية في مدينة الحرية ببغداد عام 1970 صارت مثل شلة اصدقاء لاتشاهد احدا منهم يمشي او يجلس الا مع احد او اكثر من اعضاء الفرقة وصرنا ننظم سفرات خاصة بنا ايام العطل الى المناطق السياحية وهناك نقوم بالتدريب على احدى المسرحيات التي ننوي تقديمها في هذا الموسم . وكانت لنا سفرات الى آثار بابل والثرثاروبحيرة الحبانية ولنا مع ملوية سامراء هذه القصة الطريفة .ونحن نقوم بالتمرين والعرض معا على قاعدة الملويةوعلى مسرحية ( محروس ) وسط فرحة وبهجة الحضور من السياح المتواجدين يوم ذاك من العراقيين والاجانب وقد تجمهروا واقفين يتابعون العرض مصفقين ومشجعين ونحن نؤدي ادوارنا بنشوة وزهو اقترب مني شاب يرتدي دشداشة زادت من بهاء شكله مبتسما وبعد سلم علي باحترام وبصوت خافت اردف قائلا : لماذا لاتقدمن عرضكم في قاعتنا .التفت اليه لاتطلع الى وجهه جيدا وقلت : اية قاعة ؟فاشار لي الى بناية لم يظهر منها غير اعلاها من مكاننا قائلا :في هذه الثانويةفسألته : ومن يشاهدها ؟ اجابني على الفور : اهالي المدينة تعجبت لهذا الرأي وقلت له : اليوم جمعة وكيف لنا ان نقدم لهم دون موعد مسبق او تهياة فأجابني على : فقط وافق والباقي على الشباب . واشار الى من وقف الى جانبنا من شباب يتابعون العرض فرحين واردف : انكم فرقة من بغداد وهذه فرصة لنا
كان كلامه هذا دافعا قويا لي لكي اوافق ولكن لابد من اخذ رأي الباقين وبعد انتهاء الفصل الاول جمعتهم واخذت رأيهم والمفاجأة ان اغلبهم قفز فرحا لهذا الخبر واخرون ترددوا في ان العرض لايمكن ان يتم لعدم حضور الجمهور اللازم وعدم توفر مستلزمات العرض ولكن كلمتي اخذت منهم ماخذ وهي ان نلبي طلب هؤلاء الاصدقاء والهواة مثلنا ومحبي الفن وبالتالي اهالي هذه المدينة العريقة . وكان الشباب ينتظرون الرد بلهفة . اشرت اليهم من مكاني على القاعدة بالموافقة لينطلق الشباب ركضا وعلى الدراجات الهوائية باتجاه المدرسة .
وبعد ساعة تقريبا جاءنا الرسول يدعونا للتحرك باتجاه المدرسة القريبة للملوية وما رأيناه عجبا فقد احتشد جمعا كبير في القاعة من كل الاعمار من مسؤولين ووجهاء واهالي من رجال ونساء وراح البعض يجر الرحلات من الصفوف ليصفها داخل القاعة لعدم وجود مكان وهذا ما دفعنا لان نستغني عن الديكورات والمستلزمات الخاصة بالمسرحية لنقدم لهم مسرحية (بطاقة شعب )التي كتبها واخرجها الفنان قاسم وعل (شافاه الله) وساعدته في الاخراج وقمت ببطولتها وسط تصفيق وتشجيع واستقبال حافل لجمهور لم نكن نتوقع ان يكون بذلك الحشد وبتلك اللهفة بذوق رفيع وتعامل جميل ودعونا بعد ان دعونا لان نزورهم ونكرر الزيارة ( وحصلت بعد 15 سنة ولكن بشكل آخر سنستلها من الذاكرة في حلقة قادمة ) .نلتقي في حلقة اخرى
كاتب ومخرج تلفزيوني
https://telegram.me/buratha