( بقلم : جودي المحنه )
المعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا بسبب غياب إمدادات الطاقة الكهربائية باتت مزمنة وتمخضت عن مضاعفات ضاره طالت كل مفاصل الحياة والقطاعات الحيوية في هيكلية الدولة العراقية فقد تأثر الاقتصاد الوطني والبيئة والصحة والتعليم ومنشآت الصناعة والزراعة والخدمات , إضافة إلى هدر المال العام على مستوى الدولة والفرد المواطن .
وشعبنا الذي تحلى بالصبر وأذعن لكل التبريرات وعانى الأمرين طيلة السنوات المنصرمة من عمر العملية التغيرية لم يعد يتقبل تبريرات جديدة او أعذار وحججاً غير واقعية , فقد أسقطت كل الذرائع السابقة بعد استتباب الأمن في ربوع البلاد وسيطرة الدولة على كل المحاور طولاً وعرضاً وتوفرت التخصيصات المالية بشكل يفي بالغرض ولا زال الأداء المهني والفني والخدمي لوزارة الكهرباء لا يتناسب وحجم معاناة شعبنا والمسؤولية الوطنية بعد ان استنزفت أمولاً طائلة واستهلكت تصريحات مذهلة وتحققت سفرات سعيدة على متون طائرات البوينك وباحات فنادق الفيايف أستار طيلة السنوات الخمس المنصرمة وعلى الحساب المفتوح لشعب العراق .
ولكن دون جدوى أو نتيجة تذكر فقد ظلت الكهرباء في تدهور مستمر نحو الأسوأ مع مرور الأيام والشهور والسنين وظلت البنية التحتية متهالكة مدمرة إلا من عمليات ترقيع سرعان ما تنهار وذلك نتيجة التعاقد مع شركات وسطية ليس لها القدرة والكفاءة على الأداء الفني ناهيك عن ضعف السيطرة على الإنتاج اليسير المتوفر من قبل المركز الوطني للتوزيع حيث تتصارع المحافظات للاستحواذ على حصص بعضها دون حساب . لقد اندفعت قطاعات واسعة من أبناء شعبنا في بغداد وبعض المحافظات في الأيام القريبة الماضية إلى الشوارع بشكل عفوي للتعبير عن استيائها واستنكارها ماآلت إليه الأمور في هذا القطاع الحيوي والذي يشكل اليوم عصب الحياة الفاعل ولعل تظاهرة منتسبي وزارة الكهرباء أنفسهم اصدق تعبير عن التذمر وفقدان الصبر وعمق المعاناة والذين طالبوا بإقالة وزيرهم وكل الكادر القيادي في وزارته متهمين إياهم بعرقلة الجهود وبعثرتها في مجال المعالجة وحرمان المنتسبين من استحقاقاتهم مما يؤشر بان هناك اطرافاًعابثة لا تريد لهذا القطاع الحيوي أن ينهض ويساهم في استقرار الحياة في هذا البلد .
نظم صوتنا إلى أبناء شعبنا ونناشد السيد رئيس الوزراء بالعمل على فلترة وتنقية وزارة الكهرباء من كل العناصر الفاشلة والتي انتهجت نهجا بيروقراطيا في سلوكها وتعاملها في الإدارة والعمل وسعت إلى عرقلة الجهود والحيلولة دون معالجة البنية التحتية للكهرباء الوطنية معالجة جادة ومسئولة لأمر في نفس يعقوب .كما نناشد معاليه بان تكون التعاقدات الجديدة مع الشركات العالمية سيمز وجنرال الكترك وهو نداي جادة وحاسمة وسريعة لوضع واقع الكهرباء على الطريق السليم والله من وراء القصد..
https://telegram.me/buratha