( بقلم : كريم النوري )
العراق الجديد تميز عن النظام السابق والانظمة السياسية بطبيعة صنع القرار بطريقة المشاركة والتوافقية السياسية بين كل مكوناته واطيافه السياسية الفاعلة. ولم يعد ثمة مجال للانفراد او الاستبداد بالقرار والحكم وان تعدد قواه الثلاث واستقلاليتها مظهر مهم على مغادرة المعادلة الظالمة والمظلمة التي تحكمت بالعراقيين طيلة العقود الماضية.
ثقافة الحزب الواحد او الزعيم الاوحد اصبحت من الماضي ولن تجد له محلاً في عراقنا الجديد الاتحادي التعددي ومن يريد اعادة عقارب الساعة للوراء فهو على وهم كبير.ان القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية وحتى القوى التي تحفظت على الدخول فيها لم تمتلك ألية للتفاهم والانسجام الا عبر الحوار والتفاوض ولم يكن في بالها وخيالها منطق اخر كالسياقات التي كانت سائدة في الانظمة السابقة في العراق.التلويح بالعصا الغليظة مع الشركاء والفرقاء السياسيين قضية لا يمكن قبولها مطلقاً في العراق الجديد ولن نتسامح معها حتى بمجرد ايحاءاتها وايماءاتها.وهذا لا يعني عدم استخدام القوة ضد الاخرين ممن لا يفقهون سوى منطق القوة والارهاب والتهديد كالقوى الارهابية والعصابات الخارجة على القانون.
ان اية محاولة لعسكرة الحلول والخيارات المتاحة في خلافاتنا هي محاولة خائبة وخاسرة ولن تحصد اصحابها سوى الخيبة والخسران والهزيمة.وازمة خانقين وكركوك وغيرهما هي ازمات سياسية ولن تكون حلولها الا وفق الخيار التفاوضي الحواري وان اسلوب اخر تلويحي او تلميحي باختيار غير الحوار والتفاوض ستكون نتائجه عكسية وخطيرة ولن تنفع أي طرف من اطراف الخلاف. واللاءات القادمة هي لا انفال ثانية ولا حلبجة قادمة ولا قادسية جديدة ولا مهيب ولا رقيب فالعراق غادر عسكرة الحلول والى الابد.
https://telegram.me/buratha