بقلم : سامي جواد كاظم
لو كان للشيعة قوة عسكرية بعدتها وعددها لهان الامر على القرضاوي ومن يتبع او يؤيد القرضاوي ولكن سلاح الشيعة هو فكر ال البيت المنحدر من النبي محمد (ص) النازل من السماء الى البشرية ، وهذه هي الطامة الكبرى التي تواجه القرضاوي في وقف المد الشيعي الذي بات يؤرقهم من خلال تجاوزه كما يقول ( الخطوط الحمراء ) ، فالفكر يجابه بالفكر والمنتصر هو الفكر الاصيل المتطابق مع شريعة السماء والسبيل الى ذلك عسير بالنسبة لهم وهذا تطلب من القرضاوي هجومه الاخير على الشيعة .
والاكثر وضوحا والاطول تاملا هوالانفعال الذي كان عليه القرضاوي وهو يصدر بيانه الاخير في تبرير كلامه الذي تهجم فيه على الشيعة فاتضح ان عقدته الحسين عليه السلام والذي يعتبر من خلال ممارسة الشعائر الحسينية الاثر البالغ في سطوع نجم وفكر الشيعة بين الامم والمذاهب وخصوصا المجتمعات السنية التي بدات تنجرف كالسيلان نحو الفكر الشيعي وهذه مسالة دوخت القرضاوي الذي كثيرا ما طالب بوقف المد الشيعي حتى في مؤتمرات التقارب كما تسمى .وهذه فقرتان فقط من بيانه الاخير الذي اصدره الاربعاء 17/9 للرد على منتقديه بخصوص تهجمه على الشيعة
الفقرة الاولى (هناك خطوطا حمراء يجب أن ترعى ولا تتجاوز، منها: سب الصحابة، ومنها: نشر المذهب (الشيعي) في البلاد السنية الخالصة ).
الفقرة الثانية والتي تخص الحسين (ع) (وللشيعة بدع عملية مثل: تجديد مأساة الحسين كل عام ).مسالة سب الصحابة وما يرافقها من تبعات وتحليلات فقد كثر الحديث عنها لهذا سوف لا اتطرق اليها وسيكون لنا مقال عنها من جانب اخر لم يتطرق احد اليه حسب اطلاعي واما نشر المذهب الشيعي فهذا يستحق وقفة .ان الاساليب التي يتبعها الشيعة في نشر المذهب الشيعي حسب افتراءات القرضاوي هي التبشير وصرف المليارات من الدولارات في سبيل التغرير باهل السنة .اذاً هذا يعني ان الشيعة تستخدم اسلوبين في نشر المذهب الشيعي الحوار والمال ولناتي الى الاسلوب الاول وهو الحوار .
فاذا كان الحوار حوار افكار فمن الطبيعي الفكر الاصيل هو الذي يستحوذ على الفكر الاخر واذا كان القرضاوي متاكدا من اصالة فكره فالمفروض ان لايخشى من الحوار بل العكس يكون فرصة لهم لكسب الاخر واظهار ما تحمل افكارهم من اصالة وايجابيات اسلامية واما التنديد والخوف فهذا نابع من الثقة المهزوزة بافكارهم .في صلح الحديبية كان احد بنود الصلح اذا ما التحق مسلم بمعسكر المشركين فلا يحق لمحمد (ص) المطالبة به فوافق على ذلك الرسول (ص) حيث ان الذي لا يؤمن بافكار الاسلام الاسلام في غنى عنه .ولو اتخذت السنة والوهابية نفس الاسلوب في كسب الشيعي واقناعه بافكارهم وزحزحة ثقة الشيعي بمذهبه فهكذا شيعي الشيعة في غنى عنه ولان هذا الامر مستحيل الحصول والسبب هو دم الحسين (ع) وسياتي توضيح ذلك في الفقرة الثانية .
اما اسلوب المال فان الذي يبيع دينه بالمال لا خير فيه فالمفروض من السنة ان لا تتالم على شخص باع دينه بالمال لان هذه المتاجرة ستحصل ايضا لهذا البائع مع مذهب اخر ولو ان شيعي باع مذهبه بالمال وحصل مثل هذا خصوصا فترة الحصار في العراق خلال حكم الطاغية حيث انتشرت الوهابية في العراق وحتى في كربلاء والنجف من خلال جوامع اغتصبوها لهم لغرض توزيع الاموال على كل من ياتي للصلاة جماعة خلفهم فلو حصل ان شيعي باع مذهبه بالمال فلاخير فيه ولا الفكر الشيعي بحاجته وحجتنا بذلك دم الحسين (ع) ، فلماذا تتاسفون يا اهل السنة على من يبيع دينه بالمال ؟ .
الفقرة الثانية من بيانه هي الاهم والتي تتعلق بالحسين عليه السلام واحياء ذكراه من خلال الشعائر الحسينية التي باتت معروفة للعالم والتي خلفت القلق والارق لكل طوائف ومذاهب العالم الاسلامية والغير الاسلامية .بفضل هذه الشعائر واحياء ذكر الحسين جعل المذهب الشيعي يتالق من الق الى الق اليق واصبحت شهرة المذهب هي الطافحة فوق المذاهب الاخرى .
اما قول القرضاوي بان ذلك بدعة فان هذا ينم عن جهل او حقد والرد عليه هو كالاتي :من طبيعة البشر الفرح والحزن وهذه المشاعر قد تاتي من خلال موقف او ذكرى موقف ولا يمكن انكار ذلك ابداً ، واطلالة واحدة على مايجري في العالم سنجد الكثير ممن هم يلتزمون باصل الفكرة الحسينية لا الفكرة الحسينية ولناخذ عدة امثلة على ذلك ومن صميم واقعنا .قبل ايام مرت ذكرى احداث سبتمبر في امريكا فاحياها الامريكيون بالتوافد الى مكان الانفجار وايقاد الشموع وترتيل الانجيل في ذكراهم، هذه مشاعر لايمكن لهم ان يتغلبوا عليها .بعد تسعين عام لازال العرب يذكرون وينددون بوعد بلفور لماذا هذا التنديد وهذه الاستهجانات الم يكن حدث مرت عليه السنين ؟ ولكن لان اثاره على الارض الى اليوم .الالعاب الرياضية وعملية رحلة الشعلة الاولمبية والتي تسير عبر بلدان ودول لماذا هذه البدعة فيمكنهم استخدام ( الشخاطة والجولة او الكبريت والبتوكاز ) بدلا من هذه البدعة .ناهيك عن مهرجانات والعاب تصرف فيها الملايين من الدولارات او انها تؤدي بحياة ممارسيها مثلا مهرجان الطماطة في اسبانيا حيث تتلف الاف الاطنان من الطمامة تعبيرا عن فرحهم بهذا المهرجان ،والملاكمة والمصارعة والرياضة الوحشية في امريكا والتي تسمى بالمصارعة الحرة والتي كل شيء فيها مباح حتى القتل حيث لها موسم في كل سنة تقام فيها هذه اللعبة .
ولكن اصل انتقاد القرضاوي للشعائر الحسينية لانها صاحبة الحظ الاوفر في اصالة والحفاظ على هذه الاصالة في الفكر الشيعي ، وكم من مستبصر كان طريقه للمذهب الشيعي من خلال الشعائر الحسينية . فكل عام تقام فيها الشعائر الحسينية واقسم بالله قسما غليظا لو لم يكسب الذي احيا هذه الشعائر مكاسب روحية وحتى مادية لما اصر على تجديدها كل عام فالشعيرة التي تؤدي سلبا بصاحبها فانها تنقرض مع مرور الزمن لا ان تتجدد ويكثر روادها ومقيميها وهذا ما يظهر بصورة جلية وواضحة الازدياد المليوني للسائرين صوب ضريح الحسين عليه السلام .
وهنالك فقرة تطرق اليها القرضاوي في بيانه فان دلت على شيء فانما تدل على ضيق التفكير لديه وهي ( الشركيات عند المزارات والمقابر التي دُفن فيها آل البيت، والاستعانة بهم ودعاؤهم من دون الله.. من أجل ذلك نصفهم بالابتداع، ولا نحكم عليهم بالكفر البواح، أو الكفر الأكبر، المُخرِج من الملَّة).لا اعلم هل سمعتم بالكفر الاكبر والكفر الاصغر والبواح فاذا كان الانسان كما يدعي هو في بداية فقرته هذه الشركيات وتعني الشرك بالله عز وجل والعياذ بالله فهل هذا اكبر ام اصغر ومن اين له هذا التخبط ، وهل هنالك نص قراني او نبوي يقشم الكفر الى اكبر وبواح .والواضح ضيق عقل القرضاوي الذي لا يزال يعتقد ان الشيعة تتوسل باصحاب القبور دون الله عز وجل ؟ يالتعاسة تفكيرك ياقرضاوي
https://telegram.me/buratha