بقلم : سامي جواد كاظم
كيف يكون المرء حياديا اتجاه موقف اجج وهيج ولا يستحق ذلك ، فلابد لكل من له حب الكتابة والاطلاع على قضايا الساعة العراقية ان تكون له وجهة نظر في هذه الاحداث .ومن خلال قراءة ردود الافعال التي كتبت على ماحدث في البرلمان العراقي عندما صوت على سحب الحصانة من السيد مثال الالوسي وما تبع ذلك من ردود افعال بين المؤيدة والمنتقدة مع التخمة في ذلك ، ولو تتبعنا الحدث بكل تفاصيله مع ردود افعاله نرى انه لا انسجام بين الحدث وردة فعله .هل الاشكال على اصل الزيارة ام على سحب الحصانة ؟ فلو كانت على اصل الزيارة فان هذه الزيارة فاشلة وغير موفقة من مكانها الى نتائجها وذلك لان :اولا هل يعتقد الاخوة المؤيدون للزيارة ان اسرائيل بلد يعمل على مكافحة الارهاب ؟ هل ان يد اسرائيل غير ملوثة باعمال اخس من الارهابية ؟ هل هنالك مصداقية من قبل قادة اسرائيل في التعامل مع القرارات الدولية ؟ فالقاسم المشترك لهذه الاسئلة هو اجابتها بـ ( كلا ) ومن يدعي العكس فالحقائق الناصحة والناصعة التي تعج بها كل وسائل الاعلام العربية والعالمية مضافة الى اقرار وسائلهم بما يقدمون عليه من اجرام بحق العرب عامة والاسلام خاصة فحدث ولا حرج في ذلك فهي تنفي الاجابة المعكوسة.هل تذكرون استهتار اسرائيل عندما ضربت المفاعل النووي العراقي عام1981 فانها اتخذت القرار ومن غير احترام الاعراف الدولية بل ومن غير الخشية من الامم المتحدة ، اضف الى ذلك انتهاكها السيادة السورية واللبنانية من خلال طلعاتها الجوية ، اما اعمالها ومجازرها من صبرا وشاتيلا الى الحرم الابراهيمي مع جنين وحصارها الاخير لغزة واهانة كل مواطن عربي ، واعمال اخرى لاتستوعبها موسوعات فان ذلك دليل على عكس ادعاء مؤتمرهم المزعوم ، ولعل تصريح رئيس وزرائهم اولمرت الاخير بصعوبة تحقيق دولة اسرائيل الكبرى لهو خير دليل على ارهابية هذه الدولة .اما الاكادمية التي عقد فيها المؤتمر فهي اكادمية هرتسليا والتي تكرس كل بحوثها من اجل خدمة الدولة العبرية فكان اخر مؤتمراتها هذا الذي حضره الالوسي . بعد هذا فان حضور اجتماعات من هكذا صنف يعد خاص بالسياسي الغير ناجح .ثانيا ان الذين حضروا المؤتمر هم ممثلون لدول اسلامية وعربية وباحثون ومفكرون وسياسيون ، والمفروض ان هذه الشخصيات التي حضرت يكون لها تاثير اذا ما توصلت الى نتائج في الحد من الارهاب في بلدانها ، فهل الالوسي من المفكرين ام الباحثين ام السياسيين الذين لهم تاثير على القرار العراقي ؟ لا اعتقد ان احد هذه الصفات تنطبق عليه .
ومن ثم هل يعتقد الالوسي ان حضوره ودعوته المؤتمر جاءت لاهداف المؤتمر ام لاسباب اخرى اعلامية تستفيد منها الدولة العبرية كما وان السيد الالوسي الذي ادعى انه يزورها علنا وليس سرا كما يفعل غيره اقول له لماذا يجعلونها سرا غيره ؟ هل لان شعوبهم متاخرة واسرائيل متحضرة ام ان الفكرة السلبية التي تتمتع بها اسرائيل لدى اغلب المسلمين والعرب والتي رسمتها اعمالهم الارهابية في المنطقة هي التي جعلت السرية للزيارة ؟.هذه الاكادمية تقدم دراسة في كيفية الحد من النمو السكاني الفلسطيني في اسرائيل الا يسمى هذا ارهاب ؟اما ان اسرائيل دولة لقيطة ويجب محاربتها وحتى اقطع التخرصات التي قد يدعيها من يريد الرد على مقالي فانا لا ادعو الى ذلك فان اسرائيل دولة غاصبة وقوتها من تخاذل حكام العرب وانها موجودة في المنطقة كما وانها اغتصبت ارض ةالاتعس عندنا فان هنالك حكام عرب اغتصبوا ارض وسلطة وشعب ، ويجب التعامل مع حقيقة وجود اسرائيل اما ان اتبنى علاقات معها فان طبيعة هذه العلاقة التي لا اعتقد ان هنالك ضروريات لها تعد سلبية للطرف الاخر .
احد الذين تشنجوا من عملية رفع الحصانة على الالوسي هو موقع كتابات وبما ان مكامن النفس تبان من فلتات اللسان فان كثيرا ما كتب في انتقاد موقع الزاملي على اعتبار ان الزاملي هو الذي يتبنى هذه الافكار ولكن الرد الجاهز ان للكاتب حرية الكتابة وطالما ان صفحة المقالات خصصت للكتّاب فماذا نسمي العناوين والقصيدة التي اسقطتني على ظهري من الضحك التي وضعها في اعلى الصفحة خارج كتابات كتابه الا يعني ان هذا رايه الذي لم يفصح عنه وهاهي فلتات لسانه بانت. والامر المهم الاخر ان هنالك كتّاب في كتابات مجدوا الزاملي والعروبة وها هنا اصطدموا بالواقع وغابت اقلامهم عن هذا الحدث ولو قمتم بتسجيل الحضور لعلمتم من هو الغائب .
وهنا سؤال اوجهه للزاملي ولكتابه بالله عليكم لو كان الخبر معكوس وسمعتم ان الحكيم او ابنه قام بزيارة اسرائيل كيف سيكون الرد ؟ اعتقد الرد هو اشبه بذات الوجهين . لو نظرتم الى اللقطة التي تظهر الالوسي وهو يتهجم بصوته العالي مع جاهزية التهم في العمالة لايران ويظهر على الجانب الاخر من اللقطة المشهداني الغارق في الضحك فان دل على شيء هذا فانما يدل على الشماتة بالطرفين المتنازعين الائتلاف والالوسي الذي كثيرا ما انتقد هذا الاخير كتلة المشهداني في اجرامها وارهابها فهل جاء بخطوات من اسرائيل لمكافحة ارهاب من له علاقة بالدليمي ، هنا لنتوقف عند الدليمي ونعاتب الائتلاف والبرلمان .
ولا اتحدث عن جديد او اطرح سؤال غريب فان الكل ردد هذا السؤال وهو لماذا الالوسي دون الدليمي .من هذا الباب يستحق العتب كل من صوت على رفع الحصانة عن الالوسي وان كان يستحقها وبجدارة ولكن الاجدر منه برفع الحصانة هو الدليمي . اضف الى ذلك اعتقد ان هذه الجلسة البرلمانية سيكون لها تبعات ودراسات لدى الكونغرس الامريكي على اعتبار ان امريكا جاءت للمنطقة من اجل اسرائيل فكيف يكون هذا الموقف مع من يذهب الى اسرائيل ؟ ولرب ضارة نافعة فان الدلالة الواضحة التي افرزتها هذه الاحداث لجمت افواه من يقول بعمالة الحكومة او الائتلاف او الحكيم للاحتلال فالعميل لا يقدم على ما اقدم عليه الائتلاف ضد الالوسي .
اما المشادة الكلامية التي حصلت في البرلمان فانها نقطة يؤاخذ عليها كل الاطراف المتنازعة سواء الالوسي او العنزي وانها نقطة سلبية تسجل عليهم بالرغم من تجاوز الالوسي على السيد محمد صادق الصدر والذي له جماهيرية في الوسط العراقي وبغض النظر عن ماهية هذه الجماهير المهم انها موجودة .
https://telegram.me/buratha