بقلم : سامي جواد كاظم
يقال الاصول ولو شكليا من باب المجاملة تعزية الشرقية على مصابها ولانني والله يشهد لا اجامل بل اتالم الى كل انسان ينتهي مصيره بهذه الصورة البشعة مهما كان مبدأه او قوميته كما وان الالم والتعزية هو لزملائه في الشرقية وليس لقناة الشرقية المتمثلة برئيسها الاداري او رئيسها الفعلي وهي جهة التمويل . مع هذه الماساة نراها كثيرا ما تشطح بعيدا عن جادة الصواب ، ولان المالكي رئيس وزراء العراق والعراقيين فانه ملزم باداء مراسم التعزية وتقديم اقصى جهد في سبيل تخفيف الالم عن ذوي الشهداء ومن ضمن ذلك هو التحري والبحث عن الجناة .ولكن الماخذ على الشرقية انها اذاعت الخبر المتعلق بالمالكي اخير خبر في نشرتها الاخبارية وهذا لا يدل على الكياسة والادب .
الامر الثاني اللافت للنظر ان الذين قدموا التعازي للشرقية واعلنت عنهم هي هم الكتلة العراقية بزعامة علاوي ( رفيق الدرب للبزاز ) والتيار الصدري والشيخ ( اية الله ) قاسم الطائي ، والاغرب من هذا ان علاوي يطالب الحكومة بكشف الجريمة ومن هو ورائها وكأن المالكي كان بانتظار هذا الطلب ( ياسبحان الله القلوب سواقي).الامر الاخر وهو الذي يعاب على الشرقية فانها تدعي الحيادية ومواكبة الحدث وكانت دائما مواكبتها للحدث من خلال البحث على تكذيب أي خبر تدعيه الحكومة فانها مثلا دائما تؤكد على وجود اغتيالات وتفجيرات في منطقة معينة تعلن الحكومة العراقية عن تحقق الامن فيها وهذا مرارا وتكرارا ما تعمل عليه الشرقية .
وبالامس مع فاجعتها فان القوات العراقية ادعت انها حققت تقدم امني في الموصل ولم تدعي غير ذلك الا ان مع الاسف خبث القناة جعلها تذيع خبر الاغتيال بالشكل الاتي (ان منطقة الزناجيلي التي حصلت فيها الجريمة هي منطقة امنة ومنزوعة السلاح وهي تحت سيطرة القوات العراقية ) بالله عليكم الى ماذا توحي هذه العبارة ؟لماذا هذا الاسلوب الرخيص في دس السم بالعسل وهي طرقة معاوية المعلومة ، ولا اتجنى اذا قلت ان الوزر الاكبر يتحمله البزاز واسياده نتيجة سلوكه هذا الدرب الاعلامي المعوج في مقتل الاخوة العاملين في قناته.
فلو كانت الجريمة حصلت في منطقة شيعية فالمتهم معلوم وجاهز ولا يستحق العناء وهو المليشيات الشيعية العاملة مع الحكومة او المخابرات الايرانية او فرق الموت الا ان الحادثة حصلت في منطقة سنية فكيف الالتفاف على الحقيقة وتعليقها في شماعة الحكومة فكانت صياغة الخبر كما جاء اعلاه .بعد هذا هل تتعظ الشرقية من مصابها هذا ؟ اشك في ذلك .
https://telegram.me/buratha