( بقلم : منى البغدادي )
لو لم اؤمن بنظرية المؤامرة بشكلها المفرط لاكدت ان مثال الآلوسي متواطئاً مع الايرانيين لتشويه خصومها والايحاء بان من يعادي ايران هو اسرائيلياً. ولأني لست من دعاة المؤامرة ولست من المولعات بها فاجزم ان هوس الالوسي وغباءه المركب اوقعه في افخاخ لا يحسد عليها.
يقول الالوسي للشرق الاوسط انا افضل ممن يذهبون الى طهران سراً للقاء قاسم سليماني لاني اذهب الى تل ابيب علناً ولا ادري ما جدية هذه المقارنة البائسة وهل وصل بالالوسي الامر الى انه فقد صوابه وبصيرته.نعتقد ان السفر الى تل أبيب لا يشرف احداً واذا استطاع الرئيس المصري السابق محمد انور السادات زيارة تل ابيب وتوقيع مذكرة الصلح مع زعمائها وكذلك الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فانهم لديهم مصالح تخص بلادهم ومشاكل جوهرية مع اسرائيل وقد يكون ذلك مبرراً امام شعوبهما ولكن ما يريد الالوسي هل يريد استرجاع الجولان وتقاسمها مع سوريا وهل يريد ان يحمي الاجواء العراقية من الطيران الاسرائيلي فماهي المصلحة الكبرى التي تجعل الالوسي يغامر بهذه الطريقة السافرة.
فماذا حقق غيره ممن زار اسرائيل سراً وعلانية حتى يستفيد الالوسي من زيارته لاغراض وطنية او شخصية.لماذا يكون ثمن المبادرة اكبر من استحقاقاتها ولماذا تكون ضريبتها اكبر فوائدها ان كانت ثمة فوائد منها؟ من الذي أجبر الالوسي على زيارة تل ابيب وهل وثيقة حسن السلوك امام اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية ستجعله الاوفر حظاً على اهتمام واشنطن به في العراق؟ لم أجد تفسيراً مقنعاً لهذه الزيارة وظروفها واهدافها المعلنة؟ وما هي ضروراتها فهل هي زيارة للاثبات بان الالوسي منفتحاً وصريحاً وافضل من الذين يزورون تل ابيب سراً؟ ومن قال انه افضل ممن يزروها سراً وهو كمن يحاول الايحاء بانه افضل ممن يزني سراً لانه يزني ظهراً وعلناً وامام الناس لانه عندما لا يخاف الله في فعلته فلا مبرر للخوف من الناس!
هكذا يفكر الالوسي وانا لا ادري على من احسده على صراحته الوقحة ام على غبائه المركب او على جرأته المتهورة ام على زيارته غير المبررة؟ ويفترض من ايران ان تقدم هدية ثمينة ومنحة كبرى للالوسي على ما أبداه من خدمة مجانية لهم عبر زج معارضيهم ومعانديهم في الخندق الصهيوني.
https://telegram.me/buratha
