( بقلم : د.صباح حسين )
من المؤسف ان رجلا يدعي انه الحاج يتفنن في تسطير الاكاذيب واستخراج ما كان في جعبة البعثيين والطائفيين الموتورين من اعداء الشيعة والمرجعية في العراق ليرددها اليوم تحت دوافع معروفة ,حيث من المؤكد بان صالح الكرعاوي هو اما بعثي قديم معجب بنظريات عفلق في انهاء المرجعية ودورها في العراق والقضاء على الاسلام فيه بشكل نهائي او انه قد كان ضابطا في احد اجهزة الامن السابقة وهو ينتمي الان فكريا وعقائديا الى احد الاحزاب الفلينية الموجودة عن الساحة وتتصور نفسها بانها قادرة من خلال الاساءة الى الرموز والمراجع الدينية الكبيرة يمكن ان تحقق اهدافها .
لقد ذكر صالح الكرعاوي في مقالته معلومات ليس لها اي وجود على ارض الواقع مثل رواية سمعها من احد الاشخاص الثقاة برأيه ولاندري ماهي المعايير التي اعتمدها الكرعاوي في تقييمه والذي يؤسس لمقياس جديد للثقة يمكن ان نطلق عليه (مقياس الكرعاوي للاكاذيب)وزعمه بان مرجعية الحكيم لها ارتباط بنظام الشاه وهو في الواقع ترديد وتكرار للاتهامات والاكاذيب التي روجها نظام البعث المقبور للنيل من مرجعية السيد محسن الحكيم واضعاف موقف الشيعة في العراق المرتبط بها ,فضلا عن محاولة تبرئة الحكام الطائفيين والحاقدين على الشيعة في العراق امثال عبد السلام عارف والذي حاول هو الاخر ضرب مرجعية السيد محسن الحكيم واضعافها عبر تبني شخصيات تافهة امثال علي كاشف الغطاء والخالصي لتكون بديلا عن مرجعيته ,حيث من المعروف ان مشروع عبد السلام عارف لضرب الشيعة واضعاف دور المرجعية في العراق هو قديم وقد كان جزءا من مخطط واسع لتمرير عدة قرارات كان ابرزها عمليات تاميم القطاع الخاص العراقي الذي كان شيعيا في غالبيته ,
بل عمل هذا الرئيس الخبيث على تحويل ملكية المعامل المصادرة الى تجار من اقاربه ليديروها لحسابهم الخاص امثال (البنيه) و(الخربيط)و(بيت ارحيم) بالاضافة الى محاولته الحصول على فتاوي شرعية من رجال الدين السنة والشيعة لشن حرب الابادة ضد الاكراد ؟.لقد كان السيد محسن الحكيم وحده من تصدى لمشاريع عبد السلام عارف القومية والطائفية كما تصدى لاحقا لخطط البعث الاجرامية ودفع الثمن غاليا من صحته ,بل وتعرض ابناؤه لاحقا الى عمليات الاضطهاد والاغتيال والتشريد والقتل .
لقد ذكر الكرعاوي مثالا عن ارتباط السيد محسن الحكيم بالشاه الايراني عندما زعم بوجود شخص اسمه ابراهيم اليزدي (ابو خليل )مبعوثا من الشاه خصيصا لمراقبة محسن الحكيم ورفع التقارير الاستخبارية بشأنه وانه رفض حدوث تقارب بين شيعة العراق والحكومة المصرية لان الشاه يكره العرب والمسلمين وان هذا اليزدي قد اهان محسن الحكيم وقام بسبه وشتمه كما يزعم ؟ .
هذا الكلام الذي ردده الكرعاوي هو في الواقع من نسج خياله بدليل هذا التناقض الواضح في روايته والتي سمعها من شخص كان مقربا من الحكيم وخائفا على حياته ؟,حيث يحاول الكرعاوي الاساءة الى السيد محسن الحكيم باية صورة كانت من خلال الايهام بوجود ارتباط كبير بينه وبين الشاه وهو محض افتراء فالعلاقة بين السيد محسن الحكيم والشاه الايراني قد كانت على درجة كبيرة من السوء نتيجة لمواقف السيد محسن الحكيم الرافضة لتصرفات الشاه ضد المراجع والعلماء في ايران وبرقيات الاحتجاج التي كان يرسلها الى الشاه ضد هذه التصرفات .كما ان السيد محسن الحكيم احتضن الامام الخميني بعد نفيه من قبل نظام الشاه الى العراق وقدم له كافة اشكال الدعم والمساندة ,فهل من المعقول ان يقدم على مثل هذا العمل الذي يثير غضب الشاه لو كان على ارتباط به ,
ثم انه مادخل مندوب الشاه المزعوم والموجود فقط في ذهن الكرعاوي وخياله بالتقارب المذهبي مع الازهر والتي تكذبها حقيقة واضحة وموثقة وهي ان علاقات دبلوماسية كبيرة قد نشأت بين شاه ايران وجمال عبد الناصر وان هذا التطور في العلاقة قد شجع على اقامة مركز للتقريب بين المذاهب الاسلامية في كل من ايران ومصر كان يرأسه السيد محمود القمي والشيخ شلتوت فهل يقبل الشاه اقامة علاقات مباشرة مع جمال عبد الناصر ويرفضها عندما تكون عن طريق السيد محسن الحكيم ولقد زار الكاتب المصري محمد حسنين هيكل ايران خلال تلك الفترة ووثق العديد من التفاصيل بشأن هذه العلاقات في كتابه الشهير (زيارة جديدة الى التاريخ) .
كما هناك دليل اخر على كذب الكرعاوي وحديثه المزعوم عن اهانة السيد محسن الحكيم من قبل الجاسوس الايراني الذي ليس هو على درجة كبيرة من الغباء حين يجازف بهذا العمل دون تقدير عواقبه الوخيمة وامكانية الفتك به من قبل المقربين من الحكيم او من افراد عائلته ان لم يكن قتله .ولم يكتف الكرعاوي بتناقضاته واكاذيبه تجاه السيد محسن الحكيم ,بل نقلها باتجاه باقي افراد عائلته ,حين نقل روايات كاذبة عن قيام عمار الحكيم بمنع 40 الف مسلح من الدخول الى الارض العراقية لاسقاط النظام ولانعلم من اين جاء الكرعاوي بهذا العدد الكبير الذي ليس موجودا الافي خياله وهو يعلم جيدا اسباب فشل الانتفاضة ولا دخل لعمار الحكيم او غيره بذلك .
كما ذكر الكرعاوي رواية خيالية اخرة عن دخول عمار الحكيم الى صفوان مناديابأعلى صوته ( من كان نجفياً فليصعد معنا في الباصات ) أما من كان من مدن الجنوب فيبقى في المكان .والحقيقة ان عمار الحكيم قد كان وقت سقوط النظام موجودا مع والده وعمه في ايران ودخل الى العراق بعد أربعة اشهر ولم تكن معه الباصات في صفوان كما يزعم الكرعاوي الذي كان اكرعا في كل شيء بدءا من تسطير الاكاذيب والروايات الخيالية التي تصلح لافلام الكارتون فقط
https://telegram.me/buratha
