المقالات

يالها من طامّة، الفيليّون محجوزون سياسيون وليسوا سجناء سياسيين

1525 18:33:00 2008-09-13

( بقلم : سليم سوزه )

انها واحدة من المظالم وليس آخرها بحق الكورد الفيليين العراقيين في عراق العجائب والغرائب، ولأنها مُحزنة ومُثيرة ومؤثرة في النفوس الانسانية، ارتأيت ان انشرها للرأي العام، كي يعرف حجم ما اصاب هذا المكوّن من ويلات ومآسي، لم يستطع العهد الجديد محوها من ذاكرتهم، بل لربما كان هذا العهد سبباً في اضافة المزيد من هذه المآسي لهم.

القصة تبدأ من عائلة قريبة، التقيت بها قبل ايام في احدى بيوتات الفيليين، وهم على علم بأني هاوي كتابة مقالات، وناشر لها في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية .. ليُطلعوني على مرارة احساسهم بالغبن والتمييز بينهم وبين آخرين .. فقد سجن البعثيون هذه العائلة برجالها ونسائها واطفالها في نكرة سلمان، مدة سبع سنوات لكونهم لا يمتلكون شهادة جنسية البعث، تؤيد عراقيتهم، رغم انهم من حملة الجنسية العراقية قبل ان تلد (صبحة) بطل حواسم الحفر والمغارات .. حتى اُطلِق سراحهم عام 1989بقرار رئاسي، وقد جُرّدوا حينها من كل اوراقهم الثبوتية، ليكون كل ما في جعبتهم ورقة صغيرة، مُثبّت عليها هاتف ضابط استخبارات، يتصلون به في حال طلبت اي دورية عسكرية او امنية هوية ً شخصية لهم آنئذ.

الغريب ان افراد العائلة وبعد خروجهم من سجن (النكرة) سيء الصيت، قد اُجبروا على دخول الجيش حينها، واكملوا خدمتهم الالزامية، لكن ذلك لم يشفع لهم في نظر السلطة ولم يجعل منهم عراقيين من الدرجة الاولى .. فقد ظلّ شبح التابعية الايرانية يطاردهم حتى في منامهم وظلّت قوات الامن ترسل في طلبهم وتعتقلهم كلما تذكّرتهم .. ولم تنتهِ هذه الحالة حتى عام 2003 اي عام سقوط ابن العوجة وجوقة طبّاليه، حيث تنفسوا ومعهم عموم العراقيين الصعداء بذلك السقوط واستبشروا مع الشرفاء خيراً بالعهد الجديد عسى ان يعوّضهم عن ما قاسوه ويُعيد لهم كرامتهم المُستباحة.

المُحزن في الامر، بأن اللجنة التي شكّلها السيد رئيس الوزراء نوري المالكي والمؤلّفة من عدد من المستشارين مع قضاة وممثلين لمؤسسة السجناء السياسيين، لم تعتبر هذه العائلة المنكوبة بزلزال الارهاب الصدامي وبمقياس 9 حسب ريختر البعث، من السجناء السياسيين، بل سمّتهم (محجوزين سياسيين)، لانهم حسب ما تقول اللجنة اُوقِفوا بالحجز ولم يُسجَنوا سجناً كما البقية، وهذا يعني بانهم لا يستطيعون العودة الى دوائرهم تحت هذا العنوان، وليس لهم الحق بالمُطالبة بحقوقهم وامتيازاتهم، لانهم وحسب اللجنة (محجوزون سياسيون) وليسوا (سجناء سياسيين).

لقد قرأت الدين والفلسفة والمنطق والادب والشعر، كما قرأت القصص والروايات والمسرحيات، ناهيك عن انني وبكل فخر استطعت فك شفرة خطابات صدام العبثية وفهم عباراته المتلعثمة ضمن القلة الذين كانت لديهم المقدرة على معرفة ما كان يريده (خبل العوجة) في عباراته المُمّلة. لكني اعترف باني فشلت في فهم تلك السفسطة التي تدّعي بان هناك فرق بين (محجوز او موقوف سياسي) و (سجين سياسي). المشكلة التي عرضناها لا تخص العائلة المذكورة فحسب، بل انها مشكلة المئات من العوائل الفيلية الآن، حيث تعتبر اللجنة مَن حُجز في سجن نكرة سلمان وهم الفيليون، ليسوا (بسجناء) سياسيين، بل هم (محجوزون) سياسيون، لا تشملهم حقوق وامتيازات السجناء السياسيين.

أَمن العدل ان تُحتسب الحقوق والامتيازات لمَن سُجن شهراً واحداً او اقل، في حين لا يُشمل بها مَن حُجز سبع سنين او اكثر!!!

ثم هل كل مَن اُعيد للخدمة وحصل على حقوقه، كان مصداقاً حقيقياً للسجين السياسي؟ ام كان من بينهم مَن لم يكن حتى سجيناً سياسياً، بل منهم مَن سرق علبة سكائر من (جنبر) مجاور وشاءت الظروف ان يكون كذلك، ليعود الى وظيفته مُعزّزاً مُكرّماً؟ ومثلهم الكثير بدون تجنّي او افتراء، لكن لا نريد مُحاكمة التجربة وموقف الحكومة الاصيل في انصاف الابناء، رغم علمنا بما شابها من اختراقات وتجاوزات .. بقدر ما نريد انصاف الفيليين واعتبارهم سجناء سياسيين وهم كذلك، من اجل تعويضهم عن سنوات المحن والقهر والظلم.

اضع اليوم هذه القضية امام الرأي العام فهو خير مُنصف وخير حَكَم يُمكن له ان يُقرّر حجم الظلم الذي لحق بالفيليين، واسأل كل مَن لديه السلطة والقرار في العراق الجديد ان يُجيب هؤلاء العوائل باسرع وقت ممكن وان يُعيد لهم حقوقهم المسلوبة.

اين صديقي الائتلافي العزيز عامر ثامر علي، اين الكردستانية الغالية سامية عزيز، اين الاعضاء الفيليون الشرفاء في مجلس النواب، اين الائتلاف واين الكردستاني واين التوافق واين العراقية وبقية الكتل السياسية، اين رئيس جمهوريتنا الفاضل واين رئيس وزرائنا الشريف، واين رئيس برلماننا الطيب، اين ابن الشهداء الاشاوس عبد العزيز الحكيم واين احرارنا وكتابنا، اين كاتبنا الغيور احمد مهدي الياسري، فابناء بلده الفيليون محجوزون سياسيون داخل اوطانهم، وليسوا بأحسن حال من سجنائنا المظلومين في سجون الحقد الوهابي، اين البرلمان الكردي الفيلي العراقي، اين سيدي ومولاي المُضطر الذي يُجاب اذا دعا.

فقضية هؤلاء المئات من العوائل الفيلية، قضية عادلة لمواطنين ابتلوا العيش في وطن، لم يعترف بمواطنتهم .. ولا ادري ان كان سيستمر هذا الوطن بنكرانهم، ام سيأتي اليوم الذي يُنصفهم فيه.

سليم سوزه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد حسن
2008-09-18
أخي الكريم أن ألأكراد الفيلية وكل مايسميهم صدام تبعية هم في حقيقة ألأمر عراقيين أكثر أصالة من صدام نفسه فكل أبائهم وأجدادهم وأباء أجدادهم مولودون ومدفونون في العراق وأنا أتحدى جماعة صدام أن يثبتوا أين ولد ودفن جد صدام وقد قرأت في التاريخ الحديث أن أحد شقاوات بغداد ويسمى أبن عنتكة هو من ألأكراد الفيلية وذلك قبل 300 سنة ولكن المشكلة الرئيسية هي أن الفيلية ألتهوا باللطم وصدام أستلم الحكم أما ألأن فأن حكومتنا هي بين مؤيد لأيران يداعي بحق الفلسطينيين ولايداعي بحق العراقيين وبين بعثي حاقدحقير .
mazin
2008-09-17
السلام عليكم الى الاخ صاحب التعليق رقم 1 متى كان لصدام المقبور محاكم قانونية يحكم بها بمواد القانون الكل يعرف ان اكثر فئة او شريحة قد تاذت من العراقيين هم الاكراد الفيليين وانا واحد منهم وكلنا يحس اننا لم ننصف لحد الان لا من الكراد بتحالفهم ولا من الشيعة باتلافهم وحتى بيوت المسفرين لم ترجع لحد الان بدل ما يقولو للذى اشترى بيوت المسفرين وهو يعرف انها لمسفرين اخرج من البيت واذهب الى المحاكم وطالب بحقك.لا بل يجازونه ببقائه فى البيت وعلى المسفر ان يذهب الى المحاكم لاثبات حقه.واخيرا هم ليسو سجناء
محمدهاشم التميمي
2008-09-14
السلام عليكم ..؟أتعجب من السيد الكاتب هل الكتابه هواية لديه ام امانه لويضح العدل والحق ..؟نعم هم ليسوا سجناء .؟السجناء لهم خصوصيه ولهم تعريف بمصطلحات الدوله واللغويين ..؟اسأل الكاتب .؟هل المعنين محكومين ضمن ماده قانونية ؟ام محجوزين ؟ارجوا منكم التدقيق بالمفردات وعدم خلط الاوراق ؟لان مظلومية الساده الكرد الفيليون واضحه لاغبار عليها ؟والاجدر به مطالبة الحكومة باصدار قانون خاص بهم حتى لاتضيع حقوقهم ..؟؟!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك