( بقلم : حسن هاني زاده )
تحدث الشيخ يوسف القرضاوي بلغة تتسم بالنفاق والدجل وتنبع عن افکار تحمل الطابع الطائفي محذرا المسلمين من تنامي المد الشيعي. وقال القرضاوي الذي کان يتحدث لصحيفة مصرية ان "خطر الشيعة يکمن في محاولتهم غزو المجتمع السني وهم مهيأون لذلك بما لديهم من ثروات بالمليارات وکوادر مدربة على التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية".
هذا الکلام وما شابهه سبق وان جاء على لسان حاخامات اليهود الذين کانوا ومازالوا يحذرون العالم من خطر المد الشيعي واستبصار المجتمعات العربية لان الخسائر التي تعرض لها الجيش الاسرائيلي في حرب تموز عام 2006 جاءت على يد ابناء الطائفة الشيعية في لبنان دون غيرها. تحذير القرضاوي من خطر الشيعة وملياراتهم وکوادرهم المتدربة وخوفه من استبصار شباب السنة لم يأت بشکل اعتباطي ، بل تکمن خلفه دوافع سياسية وطائفية الهدف منها بث الفرقة بين المسلمين واثارة النعرات الطائفية في المجتمعات الاسلامية المتهالکة اصلا.فاذا بات المذهب الشيعي يلقى تجاوبا لدى الشعوب المسلمة الواقعة تحت الظلم والاضطهاد فهذا مدعاة للفخر والسرور ويعتبر معجزة من معجزات آل بيت رسول الله "ص" لان الشعوب المسلمة وجدت ضالتها في هذا المذهب الاسلامي الانساني حيث ان الشيعة قدمت نموذجا رائعا من الحکم الاسلامي لم يکن متوفرا بعد حکم النبي "ص" وحکم امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام.
فالشيخ القرضاوي لم يتحدث عن بطولات ابناء الشيعة في جنوب لبنان الذين هزموا اعتى عدو للامتين الاسلامية والعربية بعد سلسلة من النکسات والهزائم المتتالية التي تعرضت لها الامة العربية طيلة 6 عقود من الزمن.فمما لا شك فيه ان الشيخ القرضاوي عاصر احداث نکسة حزيران التي احتل اثناءها الجيش الصهيوني ما يقارب 8 اضعاف مساحة لبنان الحالية وهزم الجيوش العربية في ساعات معدودة. ولا شك ايضا بان الشيخ القرضاوي يستذکر تماما انه خلال نکسة حزيران کان جنرالات العرب في العريش وشرم الشيخ وسيناء قد هربوا من ميادين القتال متنکرين بزي رعاة الاغنام تارکين وحداتهم العسکرية عرضة للغزو الصهيوني.
فعندما تأتي بعدما يقارب اربعة عقود على تلك النکسة الاليمة ، ثلة من الشباب في لبنان ليعيدوا المجد والإباء الى الامة الاسلامية فلابد ان يصبح هؤلاء الشبان قدوة لباقي شباب العرب بغض النظر عن هويتهم المذهبية والطائفية. فتنامي المد الشيعي لا يحتاج الى خبراء ولا إنفاق المليارات من الدولارات ولا بکوادر متدربة بل يعتبر صحوة حقيقية باتت تجتاح الشعوب المسلمة التي سئمت من سماع التصريحات المنافقة لعلماء السوء ونزعتهم الطائفية.
فاذن الرغبة الجامحة لدى الشباب العربي في الانتماء الى المذهب الشيعي تعود الى تسامح هذا المذهب وابتعاده عن العصبية الطائفية الجاهلية وانفتاحه على مناقشة باقي الآراء والافکار حيث ان باقي المذاهب الاسلامية تختلف کثيرا عن مثل هذه التوجهات ولا تقبل الرأي الآخر. لقد فقد الشيخ القرضاوي وزنه بتفوهه بمثل هذه الکلمات البذيئة ضد شيعة آل رسول الله "ص" الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى في محکم کتابه بـ "خير امة اخرجت للناس" فکيف يتحدث هذا الشيخ بعصبية طائفية ضد شريحة واسعة من شرائح الامة الاسلامية؟.أ ليس من حق ابناء المذهب الشيعي ان يتساءلوا : من تخدم تصريحات الشيخ القرضاوي؟ ومن المستفيد من هذه التصريحات المثيرة للجدل؟.
أ لا يحق للشعوب الاسلامية ان تشکك بانتماء الشيخ القرضاوي السياسي وتتساءل : هل بات الشيخ القرضاوي يتحدث بهذه التصريحات المشينة نيابة عن زعماء الماسونية العالمية او عن الحاخامات اليهود؟لماذا يسعى هذا الشيخ الکهل بين حين وآخر لاثارة النعرات الطائفية وتوجيه الاساءة الى شيعة آل رسول الله "ص" حتى انه وصف المجرم المعدوم صدام بانه شهيد الامة استهتارا باکثر من ثلثي مجتمع الشعب العراقي مستغلا الاعلام العربي والغربي المثير للفتن؟. ألم يكن من الاحرى ان يتحدث الشيخ القرضاوي عن خطر المد الصهيوني الذي اوشك ان يقترب من بيت القرضاوي نفسه حيث ان ابناءه الذين يقطنون في ارقى احياء لندن انصهروا تماما بالثقافة الانجلوساکسونية وابتعدوا عن الثقافة الاسلامية .
واخيرا ان على الشيخ القرضاوي ان يترك العصبية الجاهلية ضد شيعة آل رسول الله "ص" ويدرك بان استبصار الشباب العربي وتوعيتهم ومن ثمة توجههم نحو المذهب الشيعي الاسلامي الثوري اصبح شيئا من الواقع لا يحتاج الى مال ولا دعايات ولا قنوات فضائية بل هذا التوجه يأتي ضمن معجزات اهل البيت عليهم السلام حيث لا يدرکها الا اولو الابصار. کما ان على الشيخ يوسف القرضاوي ايضا ان يتقبل الامر الواقع ويترك معاداة اتباع اهل البيت عليهم السلام ويستغفر ربه.
حسن هاني زاده – صحفي ايراني
https://telegram.me/buratha