( بقلم : كمال ناجي )
أطل الزركاني المسؤول الصدري للعلاقات و الشؤون الخارجية في مكتب الشهيد الـ.. الخ ، و كنت قد ارتحت من هذيانه منذ وقت ، من على شاشة فضائية العالم المولعة جدا بمناقشة الاتفاقية الأمنية مع العراق و تكاد تخصص كل برامجها لهذه القضية .. و من يراها و يسمعها يقول أن هذه الاتفاقية ليست مع العراق .. من قال ذلك ؟ بل هي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية و يجب أن يناقشها الشعب الإيراني و يطلع عليها من خوززستان إلى صفيحستان ..
طبعا مقتده جالس في قم و لخمس سنوات آتيات فإن الشيء الذي يعنيها بالاتفاقية هو ضمان ألا تقوم أمريكا باستخدام العراق قاعدة لضربها و لحد هذه اللحظة زار إيران أكثر من سبعة وفود لمسئولين على مختلف المستويات و من أغلب مكونات الشعب العراقي السياسية و غير السياسية أكدوا و أقسموا و بينوا و أوضحوا أن مخاوف كهذه ليس لها مبرر ففي الاتفاقية نص واضح على عدم استخدام الأراضي العراقية للاعتداء على جيرانه و إذا تضمنت أمر كهذا سيرفضها البرلمان
أطل الزركاني وقد بان عليه انتفاخ و تورد للوجنتين و صغر قليل أصاب عمامته ناتج عن كبر و اكتناز مقابل لوجهه فراح يردد تلك القوانة التي مل منها الجميع .. أمريكا هي الدجال الأعور و الأحزاب الإسلامية التي في السلطة هي صديقة لأمريكا و قارنها مع أوباما فرجح كفة أوباما على هذه الأحزاب و كأن هذا الرجل المرشح لرئاسة الشيطان الأعور سيكون نجاشي العصر الحادي و العشرين و لن يعمل لغير مصلحة العراق و العراقيين مقارنة بما تقوم به الأحزاب العراقية الإسلامية من ترجيح لمصالح أمريكا على حساب مصالح الشعب العراقي ... طبعا ما عدا التيار المقتداوي الذي يمثل الوطنية قلبا وقالبا بدليل ما عاث به من فساد على يد مليشياته ..
أريد مرة واحدة أن يتحدث صدري وحيد ( بضم الواو و تشديد الياء للتصغير ) بعيدا عن لهجة العداء و ترسيخ ثقافة الاستعداء و المواجهة المفتوحة مع الحكومة . نعم الصدريون حزب سياسي و له أن يتشدق بالوطنية كما يتشدق بها الآخرون و له أن ينتقد و ينتقد حد اللهاث و الدوار الذي يصيبه و يصيب من يسمع خطابه ، له هذا و يزيد لأننا نعيش ديمقراطية نفترض أنها تستوعب الرأي و الرأي الآخر و لكن ما لا يحق له وهو محسوب على مكون يمثل أغلبية الشعب و تمثله الآن أحزاب في السلطة بغض النظر عن أخطائها و من يؤيدها و من يعارضها فإن الشيء الثابت كمبدأ من المبادئ التي يجب أن يتحلى بها أي حزب سياسي يهتم بمصالح بعيدة الأمد و يتحلى بأفق سياسي واسع هو ألا تكون وسائل النقد ملتوية سخيفة تلوي عنق الحقيقة و الواقع ليّا و تقسر الأمور على الجريان في مجرى ضيق يلبي الطموح و المصلحة السياسية ..
أن تسير كل الأمور لهدف و غاية هي التشنيع على الحكومة وقفت عدل أم أعوج تحدثت صح أم خطأ . الزركاني يرى أن موقف الحكومة في التصلب ضد المطالب الأمريكية ضمن سياق الاتفاقية الأمنية ليس موقفا وطنيا بل الفضل للشعب لأنه رفض المعاهدة و للأمانة فأنا لم أر هذا الشعب قد خرج ولو في مظاهرة تشبه مظاهرات بعض الأمريكان ضد العولمة و اقتصر الأمر على أتباع مقتدى بعد أن دعته إيران لتحريك أتباعه في الشارع .. إذن فالمالكي الذي وضع نفسه في تحدٍّ أربك ألأمريكان حرصا منه على مصالح العراق ما فعل ذلك إلا لأن كم قشمر هوّس في الشوارع من الصدريين و في النهاية و على قياس الشيخ الزركاني المنطقي جدا فالفضل لهؤلاء القشامر الذين لا يعرفون أصلا على ماذا يعترضون في هذه الاتفاقية سوى أن السيد القايد قال كلا كلا أمريكا و الاتفاقية فيها ريحة نعم لأمريكا ..
الزركاني كالضاري يدعي أن موقف الحكومة محاولة لركوب موجة الوطنية .. طبعا هذه الوطنية ماركة تم تسجيلها باسم التيار الصدري و هيئة إرهاب المسلمين و لذلك فكل موقف وطني للحكومة هو موقف لا وطني و لنفس الحكومة . الحكومة بنظر الصدر و أتباعه و الضاري و إرهابه لا تفعل سوى الخطأ لأن الصواب شيء احتكروه و قد نزل صك من السماء يقول إن الحق يدور حيث دار الزركاني و نحن هنا لا نخمّن و لا ندعي فقد قالها مقتدى أخيرا في بيان له أن الحق مع آل الصدر و الصدر و كل مؤيد للحق فهو مؤيد لمقتدى ما يعني كل مؤيد لمقتدى هو على حق .. و اللعنة على هكذا حق لا يبصره إلا العميان ..
لا ندافع عن الحكومة و لسنا من أحزابها و لكن شيئا من الإنصاف يا دعاة الإجحاف لنقف إلى جانبها ولو من وراء القلب و اللسان حين تقف موقفا وطنيا و لننتقدها بالتي هي أحسن على اعتبار المعارضة أو النقد المبدئي الشرعي هو النصيحة كما يقول أحد الفقهاء ..
https://telegram.me/buratha