( بقلم : عباس الياسري )
ماذا لو ...؟ ، جملة استفهامية قفزت الى اذهاننا الآف المرات وبشكل لا ارادي ونحن نتابع الفضائيات والصحف العربية وهي تنقل لنا ما يجري من احداث على الساحة العراقية والعربية وكذلك العالمية ، هذه المتابعة تترابط فيها الكثير من الأحداث بشكل يثير الكثير من علامات الأستفهام والتعجب ، ويدخل في نفس المتلقي الشك والريبة ، ويفقد الكثير من الأخبار مصداقيتها ، لأن ربط بعض الأحداث ببعضها يأتي بشكل قسري وغير مبرر ، الظروف التي مر بها العراق أوجدت مساحة واسعة للتنظير الذي خرج في اغلب الأحيان عن المألوف والمعقول ، هذا ساعد على ربط الأحداث بهذا الشكل القسري ، والذي يعود الى غايات في نفس العربان ، وماذا لو .. اليوم ترتسم في اذهاننا بحروف كبيرة ونحن نطالع خبر خجول اريد له ان يمر مرور الكرام لو لا المقطع المثير للشهوة الطائفية والمتعلق بايران ، رغم محاولات البعض البائسة لفصل الخبر عن عمقة الزماني والمكاني، الخبر هو زيارة النائب مثال الالوسي الى اسرائيل واطلاقه التصريحات (البازاريه) من هناك حول التحالف والاحلاف مع اسرائيل ،ونقول ماذا لو كان عضو البرلمان الذي قام بالزيارة شيعيآ ومن الأتلاف العراقي تحديدآ ،
ترى هل يمر الخبر مرور الكرام ، ام ان فضائيات العربان ستجد في الخبر سبق صحفي ، تعقد له الندوات والبرامج الحوارية ويبقى ايام واسابيع يدور في الشريط الاخباري ، ويتم استضافة جهابذة التحليل السياسي والاستراتيجي وائمة الكفر، واجراء الاستفتاءات الصوري على المواقع الألكترونية ، الخبر نقلته بعض المواقع الألكترونية عن صحيفة معاريف الأسرائيلية ، ونحن هنا نطرح اسئلة غير بريئه بالتاكيد ، اين كان مراسلي القنوات العربية في تل ابيب وهم كثر ؟ ، ولماذا لم يغطوا الزيارة ؟ واين كانت حاستهم الصحفية عن هكذا ( خبطه صحفية ) ؟ لماذا لم يطالعوا الصحافة الاسرائيلية ذلك اليوم؟ وهذا جزء أساسي في عملهم ، أم ان التعليمات صدرت اليهم بعدم تغطية النشاط لانه عادي ، مشكلة الأعلام العربي أنه كلما اراد ان يظهر على انه اعلام مهني ومحايد وذكي ، يثبت العكس فهو بعيد عن المهنية وبعيد عن الحيادية التي يدعيها ، واليوم يثبت طائفيتة بشكل لا يقبل اللبس ، وبسبب غبائه فان رسائله التي وجهها للشعب العراقي طيلة الاعوام الخمسة المنصرمة ، اتت بنتائج عكسية لما يشتهي العربان ، وردت اليهم بضاعتهم الفاسدة ، فالمواطن العراقي الذي يتابع بحسن نية هذه الفضائيات ، وهي تنقل له كل صغيرة وكبيرة تخص الشان العراقي ، وتهجمها المستمر على شيعة العراق ورموزهم الوطنية ، وافتراءات هذا الأعلام ضد الائتلاف والحكومة العراقية لاسباب طائفية مقيتة ، وتلفيق الاكاذيب ضدهم ، وتنشر عنهم تصريحات لم يقولوها ، هذا المواطن عندما يرى الانتقائية حاضرة في نقل الاحداث ، وانها أكاذيب مغلفة بشعارات المهنية والمصداقية ، وانها تتعمد أخفاء الحقائق التي تتعلق بغيرهم ،لا لسبب الا سبب اختلاف المذهب ،سوف يشطب على كل الاخبار التي سمعها من هذه الفضائيات ، وسيستغفر ربه الف مره عن الاخبار التي نقلها هو بحسن نية الى غيره استنادا الى هذه الفضائيات ،
وفي هذا الخبر بالذات سقط الاعلام العربي الى ادنى درجات السقوط ، ولكن رب ضارة نافعة ، فالتغافل عن الخبر يوحي للمتابع ان الخبر ليس فيه اثارة ولا سبق صحفي بل خبر عادي جدا ، مثل خبر الكلب الذي عض رجل والرجل الذي عض الكلب ، وانا اتفق معهم ان الخبر عادي جدآ ، ولا يحتاج كل هذه الضجه لان زيارة مسؤول عربي سني الى اسرائيل ليس فيها جديد ، ويوميا هناك عشرات المسؤولين العرب في تل ابيب ، لكن الأثارة كل الأثارة أن يقوم مسؤول شيعي بالزيارة لأن هذا مستبعد ويدخل خانة المستحيلات ، وما اثار استغرابي اكثر هو سكوت فضائية ابو حقي ، وفضائيات الحرفيين من بزازين وصفارين ونقاشين مع تقديرنا لكل المهن الشريفة التي تعمل ضمن اختصاصها ، فماذا لو ...؟ هذه المره نقولها للقائمين على صناعة الأعلام العربي ماذا لو فهمت رسالتكم على هذا النحو .
https://telegram.me/buratha