بقلم : سامي جواد كاظم
في يوم ما اثنينا ومدحنا شخص يقال له مثال الالوسي على جرأته في الطرح وتسمية المسميات باسمائها من غير لف ودوران وهذا الاعجاب ناتج من الحرمان الذي عشناه في زمن الطاغية حيث لم نألف ان هنالك شخص من الحكومة ينتقد الحكومة . وفي لقطة تلفزيونية لمثال الالوسي وهو يضع يده في معطفه والجو بارد وقارص وامامه كيسين في داخلهم نجليه اللذين تم اغتيالهم بدلا منه ووالله كلنا تاسفنا واعتصرنا الالم وقلنا الله يعينك يامثال .
علمنا بزيارته الاولى لاسرائيل وكنا بين منتقد ومؤيد وان الالوسي برر ذلك انه زارها علنا وانه افضل من كثير من الحكام العرب الذين يزورونها سرا ويعملون في خدمتها ، وهذا تبرير مغلوط لحقيقة مرة . متى بدات تتراجع شعبية هذا الرجل ؟ بدات عندما كثرة انتقاداته للحكومة وهو يراوح في مكانه فالكلام من غير فعل يصبح ثرثرة . وعندما اوكلت له مهمة برلمانية تحقيقية عن احداث النصف من شعبان التي حدثت في كربلاء العام الماضي جاءت معه خيبة الامل واتضح انه حقا يثرثر من غير عمل .
وتحملنا ذلك ولكن اخر طلة له علينا عندما تهجم على ربطة عنق المالكي وانه يريد توضيحا من المالكي حول عدم لبسها اثناء زيارة له لمن كان في ضيافته وهو السيد الخامنئي وبالرغم من تفاهة المسالة الا ان الاتفه منها هو الحديث عنها والالتفات اليها والتاويل المتخبط لها . واليوم اعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن زيارة الالوسي الان لتل ابيب ، هاهو يعاود الكرة لينال حظوة اعلامية متردية من جهة ومن جهة اخرى عسى ولعل يحصل على حقنة سياسية مقوية لموقفه الذي بدأ يتردى في الوسط العراقي . هو يعلم قبل غيره ان اغلب الذين انتخبوه هم من الشيعة لانهم لا يعتبرون للطائفية أي اعتبار بقدر ما يهمهم قول الحق .وهو الان في اسرائيل ماذا كان برنامج عمله ؟ الذي من المفروض ان يصب في صالح العراق .
صدر الخبر يقول ( مثال الآلوسي يدعو الى التعاون من اجل انتاج 'سلاح استخباراتي' بالتعاون مع اسرائيل لمواجهة الإرهاب)، تخيلوا هذا الغباء السياسي يطلب من اسرائيل مواجهة الارهاب وكانه لا يعلم ان اسرائيل احدى بؤر الارهاب مع الفكر الوهابي .
ثاني مطلب له هو ( دعوته لإقامة علاقات دبلوماسية بين العراق وإسرائيل ) لا اعلم هل هذا مطلبه موجه لاسرائيل ام الى الذي نزع ربطة العنق في ايران ؟فاذا كانت الدعوة موجهة الى اسرائيل يا هل ترى ماذا كانت الاجابة ام انها تدرس طلبه وسترد عليه لاحقا ؟
واذا كانت موجهة الى المالكي فان المالكي عميل ايراني حسب ادعائك وهذا لا يتفق وطلبك الاخر الذي اعلنته من خلال محاضرة لك امام مؤتمر نظمه معهد السياسات ضد الارهاب التابع لاكادمية هرتسليا الاسرائيلية حيث دعوت فيها إلى تعاون بين دول المنطقة ضد إيران. وعاد بالقول ( إيران اليوم مركز المصائب في المنطقة وغالبية الشعب العراقي لا تؤيد النظام في طهران).
واخر طلب تملقي لاسرائيل هو( ينبغي التعاون مع إسرائيل من أجل إنتاج سلاح استخباراتي سوية مع تركيا والولايات المتحدة والكويت من أجل ضمان انتقال معلومات استخباراتية جيدة ومواجهة الإرهاب الشرق أوسطي معا). مع الاسف على من خذل ناخبيه من الشيعة في هذه تصريحاته وانا اقول له طالما انت المعهود بالجرأة لماذا لم تطالب بهذه المطالب اثناء استعراضك لعضلاتك الكلامية من خلال اللقاءات التي تجرى معك وانت في بغداد ؟ام ان الدار غير مامونة ولا ثمن لكلامك في بغداد على عكس تل ابيب .
واما ايران وما فعلت في العراق اقول لك انها تدخلت ولكن ضع نصب عينك سلبيات وايجابيات كل الدول المجاورة والعربية وانظر الى من تميل الكفة في الايجابيات والسلبيات وانت سيد الجرأة والصراحة في بغداد وسيد التملق في اسرائيل فاختر المكان الذي تريد الاجابة على هذه المقارنة واجب لتكتمل صراحتك!! واما انك تريد التعاون مع امريكا فان امريكا بالامس احتضنت قاتل ولديك الذي عجزت عن القاء القبض عليه والقصاص منه ،بل حتى ان امريكا ضربت طلبك بكعب حذائها والى الان انت عاجز عن استرداد حقك من شخص لا علاقة لايران به بل الذي احتضنه هم احبابك وغير مستبعد انك قد تلتقيه في تل ابيب. واما اشراك الكويت في التعاون فان فيفي عبدة لا توافق على ذلك .
يامثال ما هكذا السياسة وان كنت تعتقد انك صريح فهذا عمل قبيح والصراحة تكون رائعة عندما يكون هنالك حق مسلوب لديك وانت تقر به ، اما اعتقاداتك وتاويلاتك فكلها لم ولن تنفعك في مستقبلك السياسي واشبه بخرط القتاد . اخر المطاف ان الذي اذاع خبر وجود مثال الالوسي في اسرائيل هي تل ابيب نفسها والعهدة عليها في الصدق او الكذب ولو اردنا اخضاع هذا الخبر للموازين العقلية فان الصدق بهذا الخبر هو الاقرب لوجود سابقة له قبل هذا .
https://telegram.me/buratha