( بقلم : امجد الحسيني / اعلامي عراقي )
ليس لاحد ان يخرج الاكراد من عراقيتهم وليس لاحد ان يدعي انه وطني اكثر من الكرد فهم ابناء هذا الوطن الذي دافعوا عنه واعطوه من دمائهم وكابدوا من اجل حريته وحريتهم وتحريره من يد البعثيين ولكن على الاكراد ان يتعقلوا وان لايجعلوا من رزية مجلس النواب في تشريع قانون الانتخابات الذي صاغه البعثيون مفترق طرق لان الاخطاء من الممكن ان تنصلح
فعلى الاكراد ان يوقنوا بانهم في حماية هذا الوطن الكبير الذي يحتويهم كما على الحكومة ان تقف قليلا وتفكر انها كانت مدعومة من الائتلاف العراقي الموحد ومن الكتلة الكردية ولولا هذان الطرفان لما انتصرت ولما حققت اهدافها ولكانت في اخبار القصص فالفضل الكبير يعود في صمود هذه الحكومة لاسناد الائتلاف العراقي الموحد المتمثل بتيار شهيد المحراب وبالكرد الذين ساندوا الحكومة ودفعوها من انتصار الى انتصار فعلى الحكومة اليوم ان تقف موقف المتعقل وتفكر كثيرا في سريرتها قبل ان تفكر بصوت مسموع على الاعلام فليس من حق الدباغ ان يصرح كثيرا ويرتجل المواقف التي تؤثر على العراق كله كما انه ليس من حق البعثيين ان يشتموا ويتطاولوا ويتقاطعوا كما على السياسين ان يتعقلوا مع الكرد بل عليهم التفكير كثيرا بمصلحة الكرد لانهم ابناء هذا الوطن الجزء الذي يمثل العمود الفقري للبلاد كما ان على الكرد ان يؤمنوا بانهم ابناء العراق وان نظرية الدولة الكردية حلم لن يسعهم ان يحققوه لانهم يعيشون وسطا اقليميا يرفض انشاء كيان يشبه الكيان الصهيوني مجازا وعليهم كذلك ان يفكروا بالاخرين لان الاخرين هم ابناء وطنهم وان يتركوا سياسة التمدد وطلب المزيد وان يفكر الجميع بصوت خافت وبعيدا عن مايكات الفضائيات والصحف والاذاعات ليفكروا جميعا تحت سقف واحد وعلى طاولة التهدئة والمفاوضات على الحكومة ان تدخل خانقين لانها عراقية ليست عربية ولاكردية ولا تركية ولاهندية ولا افغانية بل عراقية والدفاع منوط بوزارة الدفاع المركزية كما انه من حق الحكومة المركزية وحدها ان تشتري السلاح كما على الحكومة ان تقدم التطمينات الكافية للكرد ماداموا يغشون شيئا ويتخوفون ظاهرا من المستقبل وان تهدئة النفوس لاتكون على شاشات الفضائيات التي توقد دائما نار الاحقاد وتسوق الاكاذيب بل تبدأ التهدئة وتطمينات الخواطر في مجالس العقلاء وتزاور السياسين فقد مر العراق خلال الاعوام المنصرمة بمجموعة كبيرة من التحديات اليومية بل تحديات كانت تظهر كل دقيقة وكل ساعة لكن مجلس الوطنيين من السياسين والعقلاء كالسيد الحكيم ومام جلال وعادل عبد المهدي وغيرهم من شرفاء هذا البلد كانوا يحلون المعضلات ويخترقون حواجز الصوت بالصمت والاتفاق بعيدا عن الاعلام حتى وصل العراق الى مرحلة البناء وحتى تجاوز العراق عنق الزجاج وفوهات النيران الكثيرة فلماذا لايعود الجميع لمجالسهم ليطمئن الجميع ويبنى العراق فما هي الاخطوات قليلة حتى نصل الى بر الامان والامنيات وما هي لحظات صبر نتجرعها من اجلنا جميعا نحن العراقيون ونحن قادرون على ذلك كما اثبتت الايام عندما انهزمت التحديات .
على الجميع ان يؤمن ان المادة 140 واجبت التطبيق وان التغيير الديمغرافي الذي احدثته حكومة البعث يجب تغييره لان قوانين العدالة الانتقالية توجب اعادة الحقوق الى اهالها ولان القانون 140 لايشمل كركوك فقط بل يشمل محافظة كربلاء وما اقتطع منها للانبار كما يشمل محافظة النجف وبادية السماوة واطراف بغداد والدجيل وبلد كلها مناطق مشمولة بالمادة انفة الذكر وان طمئنة الكرد والشيعة بالسير في قانون العدالة الانتقالية الذي يبدأ من اعادة الطبيعة الديمغرافية الى ما قبل حكم البعثيين والقيام بتعداد عام للسكان تفصل فيه القوميات والديانات والمذاهب تعداد تفصيلي وليس تعداد مجاملات او شكلي كما يريده وزير التخطيط بمقاسات عراقية لان العراق اليوم يؤمن ان الخيمة العراقية فيها قوميات واعراق ومذاهب ويجب ان تبرز هذه الصورة الجميلة الملونة اما صورة لاتظهر فيها الا العموميات هي صورة زائفة للعراق وصورة تختزل اللوان لكنها لاتختزل الاحقاد وفي قراءتي ان الصورة التي لاتختزل الالوان والاطياف هي الصورة التي تختزل الاحقاد ومن غير المعقول ان يترك الانسان حقها وان حل المشاكل وهي صغيرة خير من احالتها لغد بعد تعقدها .
https://telegram.me/buratha
