( بقلم : عباس الياسري )
مشكلة الكهرباء في العراق أصبحت من المشاكل المستعصية ، وليس هناك بوادر أمل لحلول سريعة وقريبة تخلص الناس من معاناتها ، بل ان كل الوعود التي أطلقتها الوزارة ذهبت ادراج الريح ، حالها حال الساعتين او الاربعة التي كان يحصل عليها المواطن جراء القطع المبرمج وغير المبرمج ، والذي لم يعد كذلك لانه ليس هناك كهرباء بالاصل ، وها هو الصيف شارف على النهاية وشهر رمضان الكريم بداءت ايامه تتناقص ، والكهرباء لا حس ولا خبر ،
قلت يا سيادة الوزير انتظروني في الشتاء وعدت وقلت لا في الصيف ، ومر أكثر من صيف وأكثر من شتاء ، والكهرباء حاره صيفا وبارده شتاءا ، نحن نتفق مع كل المبررات التي قيلت في الماضي ، منها ان مشاريع الكهرباء في العراق قديمة وتجاوزت عمرها الافتراضي ، وانها تعرضت لضربات عسكرية عديدة جراء حروب الدكتاتور العبثية ، وان النظام البعثي الدكتاتوري لم يترك للبلد اي بنيه تحتية ، ونعرف ان مشاريع الكهرباء مشاريع ستراتيجية وبحاجة الى وقت طويل لانجازها ، وعذركم الناس يوم استهدف الأرهاب الكهرباء مع ما استهدف في العراق وان الوضع الامني كان عائق كبير ، ولكن هناك مبررات سقطت بالتقادم الزمني منها الوضع الامني الذي تحسن بشكل كبير ومذهل ، وكذلك عامل الوقت والذي فات ليس بالشيء القليل ، مع توفر ميزانية كبيرة،
هذه الاسباب اسقطت الكثير من الاعذار والمبررات ،وما عاد الناس تصدق اي مبرر حتى لو كان صحيح ، مع العلم أن الجمهور ليس بجاهل ففيه العالم والمهندس وهناك كفاءات في جميع المجالات ، والعراق اليوم ليس بالبلد الشمولي والذي كان يعتبر حوادث الطرق سر من اسرار الدولة يعاقب من يفشيها او يتكلم فيها بالاعدام ، البلد اليوم مفتوح للاعلام والرأي والرأي الأخر ، وهناك من خارج الوزارة من يطرح حلول عملية وسريعة ، وهناك قطاع خاص يطالب بتجاوز البيروقراطية والمحسوبية، وهناك الاستثمار الذي ينتظر على الابواب ، وهناك العديد من الحلول ، ربما لا يتحمل السيد الوزير كل المسؤولية ولكنه يتحمل الجزء الأكبر ، واكثر المتفائلين سواء داخل الوزارة او خارجها كلامهم عن الكهرباء لا يبشر بخير ، وبالتالي المعاناة مستمرة وتذمر الناس مستمر وبلغ ذروته ،واصبحت الحكومة تتعرض الى حرج شديد ، وضغط كبير من الناس والبرلمان ، والجهات المعادية التي تتصيد في المياه العكرة ليس لديها موضوع سواء الخدمات وعلى راسها الكهرباء ،
لذلك نتمنى على السيد وزير الكهرباء ان يكفر عن كل ذنوبه ويخلص الحكومة من الحرج الذي هي فيه ،لا سيما وانه من نفس الائتلاف البرلماني الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء وبالتالي فلابد ان يكون هو وزملاءه الاحرص على نجاح الحكومة، والاهم من كل ذلك ان تتذكره الناس بخير ، وتنسى كل معاناتها ، كل هذا سوف يتحقق لو ان السيد الوزير قدم استقالتة من المنصب ،ساعتها سيقف له الجميع اجلالا ، وسيصفق له الناس،لانه نال شرف المبادرة والتاسيس لثقافة جديدة في العراق وهي ثقافة الاستقالة بدلا من الاقالة ، واعتقد هناك فرق كبير ، لا سيما وان اخر الاخبار التي تسربت من البرلمان ان اعضاءه سيطالبون السيد المالكي باقالتك ، فياليتك تفعلها يا وزير الكهرباء وكلنا ساعتها سنكون معك .
https://telegram.me/buratha