( بقلم : علاء الموسوي )
سؤال يطرحه الملايين من العراقيين القابعين تحت رحمة وزير الكهرباء في وعوده الوردية، والتي اصبحت بنفسجية نتيجة استهزائه الصريح بمشاعر العراقيين، لاسيما حين يطلق وعوده الواحدة تلو الاخرى بأطار يشوبه الكذب والخداع. فبعيدا عن الاتفاقية الامنية وارهاصاتها السياسية التي تؤكد الحفاظ على السيادة الوطنية واستقلالية الحكومة العراقية، تأتي ازمة الكهرباء وارهاصاتها الخدمية لتكون اختبارا حقيقيا لاستقلالية حكومة المالكي عن طابع المحاصصات الفئوية والولاءات الحزبية الضيقة، فضلا عن جديتها في الاهتمام بمشاعر العراقيين واختياراتهم في شكل الحكومة وطبيعة الافراد العاملين فيها.
اذ لو اراد المالكي فعلا ان يشاطر العراقيين ارائهم بشأن ازمة الكهرباء، ومدى معاناتهم اليومية التي يعيشونها في ظل حر لاهب ونقص حاد في اغلب (بل جميع) المستلزمات الخدمية الاخرى من نقص الوقود وتردي الرواتب وانعدام الخدمات الصحية، لكان حازما باصدار مرسوم وزاري باقالة وزير الكهرباء وتقديمه لمجلس تحقيقي عن الاسباب التي تقبع وراء تلك الازمة المفتعلة ، والتي اصبحت من الازمات الخاضعة لكواليس السياسيين في اروقتهم السرية. يضاف الى ذلك عزمه لاجراء اتصالات حثيثة مع الجانب الامريكي للوقوف حول عمل مكتب ادارة اعادة اعمار العراق (IRMO) ،ومكتب المشاريع والعقود (PCO) ،والوحدة الهندسية التابعة للجيش الأمريكي (USACE) ،والمكتب الأمريكي للتطوير العالمي (USAID)، لمعرفة ماهو حجم المسؤولية التي تتحملها تلك الجهات في تأخير تطوير الكهرباء واستفحال ازمتها الخدمية. طيلة السنوات الخمس الماضية ولم نسمع عن اقالة وزير في حكومة العراق الجديد الديمقراطية، ولا نعلم السبب وراء ذلك؟؟ هل يا ترى جميبع الوزراء المنصبين لوزاراتهم قد ادوا الذي عليهم من واجبات وطنية بحق بلدهم وشعبهم؟؟؟ ولو كان ذلك فلماذا نعاني بل نحتضر من النقص في كل شيء؟؟؟ الا اذا كانت الوزارات مرتبطة بموافقة ذاك وبمباركة هذا، وليس للمالكي الا ان يكون قرقوزا يتنطط بين الازمات والصراعات السياسية فقط ، ويترك جميع المشاكل الخدمية وراء ظهره لحين بزوغ الفرج وتدخل الارادة الالهية في ذلك!.
بالامس اعترض المكتب الاعلامي لوزير الكهرباء عن مطالب بعض البرلمانيين باستقالة وزير الكهرباء، تناغما منهم بمشاعر العراقيين الذين اوصلوهم الى دفة الحكم وكرسي المناصب الوزارية، وكان تحججه بالخطوات التي تنجزها وزارة الكهرباء عبر نيتها ...وعزمها... وهمتها... واملها... باكمال المشروع الفلاني وتصليح الخلل العلاني ...وغيره من الاساليب والدعوات الفارغة والمخادعة للواقع شبه التام لانقطاع الكهرباء في عموم البلاد، وبدلا من ان تستجيب الحكومة لمطاليب البرلمانيين المعبرين عن ارادة الشعب العراقي، كانت الاستجابة اقرب الى ادعاءات وترهات المكتب الاعلامي لوزارة الكهرباء التي عجزت اصلا عن دفع وزيرها للدفاع عن نفسه وتكليف معاليه للتخفيف عن معاناة وهموم الناس، والظاهر ان المالكي (مع احترامي الشديد لاخلاصه الوطني) اما ان يكون خائفا من اقالة وزير الكهرباء الذي قد يكون مصدر تهديد بانقطاع التيار الكهربائي عن بيته!!، او يخاف من انقطاع الامدادات السياسية عنه والخاضعة لامزجة القواعد السياسية المتحاصصة، او يكون غير مهتم ومبال بما يعانيه العراقيون من مشكال خدمية، وفي كل الاحوال سيكون المالكي خائنا لشعبه اذا لم يجد حلا جذريا لتلك المصاعب والابتلاءات، ويقطع شوطا كبيرا في التحرر من الازمات والقيود السياسية المكبلة ليديه، لذا سيكون اقالته لوزير الكهرباء عنوانا حقيقيا لوفائه واهتمامه بمشاعر الملايين من العراقيين.
https://telegram.me/buratha