( بقلم : د.صباح حسين )
مرة اخرى يجدد مقتدى الصدر اساليبه الاعلامية البدائية والمتخلفة في تحشيد الشارع العراقي لصفه من خلال دعوته الاخيرة الى انصاره بارسال برقيات البيعة الى الامام المهدي (ع) والتوقيع عليها بالدم في موقف يذكرنا بما كان يقوم به الطاغية المقبور صدام وبرقيات التناييد التي كان يكتبها المتزلفون له بالدم الذي هو بحكم النجاسة وقد حرمت الكتابة او الامضاء به كما هو ثابت ومعروف .
ان استغلال اسم الامام المهدي (ع) في امور سياسية كما يقوم بها الان مقتدى الصدر امر ليس بصحيح ويشكل اساءة كبيرة الى قضية الامام المهدي (ع) وقدسيتها ومعناها الكبير بالنسبة الى العالم الاسلامي والتي حاول مقتدى الصدر جعلها ممرا لتحقيق اهدافه الحالية التي تنصب الان في محاولة اعادة ترميم سمعته ومكانته التي تضررت كثيرا في نظر انصاره الذين اخذ قسم كبير منهم يراجع مواقفه وبدات حملات الانتقاد العلنية تطل براسها في العديد من المواقع الالكترونية والتي يطرح اصحابها الكثير من الاسئلة حول دور مقتدى في العمليات العسكرية الاخيرة وموقف مقتدى الصدر المتذبذب منهم من خلال دعوته اليهم بالقتال والدخول في اشتباكات مباشرة مع القوات الحكومية ومرة اخرى دعوته لهم بالقاء السلاح وهذا الموقف المتذبذب جعل انصاره واتباعه في حيرة كبيرة دفعت ببعضهم الى انتقاده وتوجيه الاتهامات اليه بالتخلي عنهم وقت الحاجة واعلان قسم كبير منهم عن الانسحاب من تنظيمات جيش المهدي والتيار الصدري والقاء عدد كبير اخر منهم لاسلحته .
وهذه المواقف وسواها اثارت ارتباكا كبيرا لدى مقتدى الصدر وكبار مساعديه الذين باتوا يواجهون حرجا شديدا في مواجهة حملة الانتقادات تلك من خلال العجز الاعلامي الواضح والغموض الكبير الذي احاط بتصرفات مقتدى خلال الازمة التي احس خلالها اعضاء جيش المهدي والتيار الصدري بتخلي مقتدى الصدر عنهم باعتبارهم ورقة محترقة لم يعد بحاجة اليها مادامت تضر بخططه واهدافه المعلنة وغير المعلنة في السيطرة على العراق ومقدراته .محاولة مقتدى الصدر ترميم وضعه عبر اعادة نفوذه السابق على اتباعه من خلال استغلال قضية الامام المهدي (ع)في الترويج لافكاره عبر الادوات والاساليب السابقة التي كان يتبناها نظام البعث الصدامي والتي كان من بينها رسائل وبرقيات التاييد الممهورة بالدم والتي كانت تعكس اسلوب النظام الدموي وتعطشه الى الدماء وتكلمه بلغة وخطابات الدم التي يسير مقتدى على خطاها يوم امر اتباعه بقتل وتمزيق جسد السيد عبد المجيد الخوئي عندما فتك به اعوانه بعد يوم واحد من دخوله الى العراق على اثر سقوط النظام الصدامي البائد ورفضه تقديم الحماية له بعد استنجاده به ويوم قام مقتدى بتدمير مدن النجف الاشرف والثورة والشعلة والحلة والناصرية وذلك عندما جعلها عرضة لاعمال القتال والحرب ويوم جعل اكثر من الفي شاب ومواطن عراقي يفقدون حياتهم نتيجة لهذه المعرك والحروب الضارية التي اشعل فتيلها مقتدىتحت ذريعة واهمة وهي اخراج المحتل الامريكي من العراق وتجاهله لوجود حكومة شرعية ودستورية منتخبة وهي وحدها من يحق لها النظر في موضوع الاحتلال الامريكي في العراق .
ان قضية الامام المهدي (ع) والولاء له لاتحتاج الى الدماء كوسيلة للتعبير بل الى السلوكيات والقيم الانسانية الرفيعة التي تترفع عن لغة الحقد والعنف والدماء وليس عن طريق جعل الدماء مهورا وانهارا تسيل على ارض وادي الر افدين والتي كانها لم يكفها كل هذا الكم الكبير من سفك الدماء حتى ياتي مقتدى الصدر ليزيد اليوم من سفكها .
https://telegram.me/buratha