المقالات

الانتقام الالهي .. ولو بعد حين


( بقلم مهند السماوي )

لاشك في ان الثأر الالهي من الظالمين والمجرمين وعلى مدار التأريخ موجود ،ويشهد  تأريخ الانسانية بالكثير من القصص المعروفة أو غير المعروفة حسب قيمة الشخص أو حجم الظلم والاجرام .والانتقام الالهي له صور مختلفة ويكون على فترات زمنية قد تطول أو تقصر ،حيث لكل حادث ظروفه الخاصة به، لكن وقوع الانتقام في نفس الزمان (الميلادي أو الهجري) أو المكان ،له طبيعة وتأثير خاص ، خاصة في نفوس كل من له علاقة روحية أو جسدية با لشهداء المظلومين ، وطبعا لايشعر بذلك كل البشر نظرا لاختلاف الطباع والمزاج ، فما هي مناسبة هذا الحديث؟ .كلنا يتذكر تأريخ سقوط النظام البعثي المجرم في العراق يوم 9 نيسان (ابريل) عام 2003م والذي صادف الذكرى الثالثة والعشرين لاستشهاد الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر في 9 نيسان 1980م ، والذي عمل جاهدا لتطهير العراق من رجس الديكتاتورية المتعفنة والمتواجدة في هذا البلد لمئات السنين كغيره من بلاد الشرق،والتي لبست ثوب البعث في عصره،فكان سقوط النظام البعثي الديكتاتوري في نفس يوم استشهاده،له علامة ودلالة دينية ودنيوية على الانتقام  الالهي ، ولوبعد حين ..ولكن هل اعتبر المجرمون واتباعهم من ذلك؟ الجواب بكل تأكيد : كلا !.واليوم 237 تمر علينا الذكرى السنوية لاستشهاد كوكبة من الشهداء ،وايضا ذكرى الانتقام الالهي من قتلة هؤلاء الشهداء ، ولكن بعد حين. من الشهداء المنتقم لهم ؟،ومن المجرمين المنتقم منهم ؟.الشهداء هم : العلامة الشهيد السيد محمد تقي الخوئي(36سنة) وصهره العلامة الشهيد السيد محمد امين الخلخالي (42 سنة) ونجله الطفل الشهيد محمد الخلخالي (6 سنوات) وسائقهم الوفي الشهيد مناف عسكور، وكان ذلك عام 1994م.المجرمين هم : المجرم عدي صدام حسين ،والمجرم قصي صدام حسين ، والمجرم الصغير مصطفى ابن قصي (14 سنة) وحارسهم المجرم عبد الصمد( آخر المجرمين المرافقين) والتأريخ كان هو 2372003م .كان الشهداء الاربعة راجعين من كربلاء المقدسة الى النجف الاشرف ، بعد زيارة الامام الحسين(ع) ليلة الجمعة،وكانت اجهزة النظام الامنية المجرمة تتربص بهم لقتلهم، فقامت بعملية اغتيال جبانة كما هو معروف عنهم ذلك، بعد ان سبق عملية الاغتيال معاناة شديدة نتيجة للتهديدات المستمرة من قبل اجهزة النظام وعلى رأسه المجرم الديكتاتور صدام وأبنه المجرم عدي ، خاصة للشهيد محمد تقي الخوئي ،ولم يراعوا كما هو معروف عنهم أي قدسية أو حرمة للمدينتين المقدستين ولا لعوائل الشهداء .أما المجرمين الاربعة ، فهم أشهر من نار على علم ،لضخامة وبشاعة جرائمهم وأستهتارهم بحياة الناس ،وعيشة البذخ الفاحش دون ادنى مراعاة للمال العام ، وفسادهم العلني للقاصي والداني ، وليس هناك من عجب لوجود ابن قصي معهم ،فهوامتداد للاجرام ،وهو من سلالة المجرمين القتلة،  وهو على صغر سنه مارس القتل والاجرام والفساد الاخلاقي ،فكان آخر المحاربين في القصر الضخم المختبئين فيه والذي تحول الى انقاض بعد قتال دام مع القوات الامريكية (200عسكري) ، قاتلوا ولم يستسلموا لانهم يعرفون جيدا مقدار جرائمهم البشعة بحق الابرياء من أبناء الشعب العراقي ،الذي غمرته فرحة عظيمة نادرة لمصرعهم ،فكان مصرعهم في نفس يوم استشهاد  الشهداء الاربعة ، درسا عظيما للناس ، من جملة الدروس الالهية العظيمة، فهل هناك من مستفيد من هذا الدرس؟ .مهند السماوي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك