بقلم شريف الشامي اذاعة صوت العراق الجديد امريكا
من المعروف في كل ادبيات الامم والشعوب وفي كل الاعراف السياسيه والاخلاقيه والانسانيه ان الدوله هي المسئوله عن مواطنيها في حالة الحرب او حالة السلم سواء الذين يعيشون داخل كيان الدوله او اولئك الذين يعيشون على شكل جاليات خارج حدود الدوله .
لكن هذه النظريه او المواثيق . هل لها وجود في كيان الدوله العراقيه منذ تاسيسها ام على العكس من ذلك .فالدوله العراقيه منذ تاسيسها كان المواطنيين . مواطنيها المهمشون وما كنتها التي تستنزفهم عند الضروره لتثبيت وجودها كما حصل في العهود السابقه بل ان هذه الظاهره تئصلت في عهد النظام المقبور بحيث اصبح المواطن العراقي مجرد مشروع من مشاريع النظام يستفيد منه متى ماشاء وخاصة عندما يستشعر في الخطر كما كان يحدث في مغامرات النظام المقبوروخاصة في تلك الحروب المدمره التي يدفع المواطن ثمنها حتى كتابة هذه السطور.والقضيه يعرفها الجميع ضحايا وديوان وغيرها الكثير الكثير.
وبعد هذه المقدمه ياتي السوال لماذا هذا الصمت تجاه السجناء العراقيين في السجون السعوديه مع العلم ان هولاءالمساكين لم يدخلوا الارضي السعوديه لغاية التخريب او الاخلال بالامن بل انهم اناس اضطرتهم الضروف وطبيعة الواقع اليومي ان يكون بهذا الشكل وبدون مقدمات تحت سيف السياف الوهابي الذي بالتاكيد يراها فرصه ومغنمه عظيمه بنظره وانها مغنمه لابعدها مغنمه .ومن الطبيعي ان المشاهد والمناظر والمجازر التي ارتكبها حميرهم الارهابيون لم تشبع غريزة هذا الوحش المتلذذ بدماء العراقيين لان هناك من يوجز له ذلك. واليوم وبعد ان اصبح العراق بيد ابناءه ماهو دور الدوله تجاه مواطنيها هل تتركهم تحت رحمة الجلاد ومع يقيني انه ليس لديه ذره من الرحمه. لذلك على الحكومة ان تتحرك وبشكل واضح وسريع لمعالجة هذه القضيه.لكن الامور عكس ذلك تماما فالسفراء والسفارات لا تعلم اي شئ وهذا السفير العراقي لدى السعوديه لايعلم اي شئ عن هولاء المساكين والمفترض انه يعلم بعتباره سفير دولة العراق والدوله تعلم عن مواطنيها ليس فقط من اجل حمايتهم بل من اجل امنها .لكن السيد السفير اكد انه ليس لديه ادنا فكره .هذا ما اكده بعض المتابعين لحالة السجناء .اما وزير الخارجيه فقد اطلع على القضيه ونأمل ان يتحرك من اجل ا نقاذ البقيه .
اما وزارة الدخليه ماهو الدور المناط بها في مثل هكذا قضايا . والتي من المفترض هي صاحبة القرار والتحرك الاول . ولسبب بسيط جدا هو انه ولله الحمد ان اغلب الارهابيين والانتحاريين الاشاوس من الدوله الجاره والشقيقه الوفيه السعوديه فبدل ان تقوم بالتفاوض مع الجانب السعودي لاعادة الارهابين معززين مكرمين وتقدم باقات ورود الياسمين لدورهم الفعال في ازهاق ارواح الابرياء فبدل كل هذا عليها الاستفسار على ا لاقل ياجماعه (اكو عراقيين عندكم في السجون مجرد استفسار) ومبادلة هولاء الابرياء الذين لم يرتكبوا جرما مثل ما ارتكب حميرهم . ام ان دمائهم تختلف عن دما ء العراقيين . اليس من المفترض ان يكون للدوله دور ومتابعه . ولنعكس الصوره لوكانوا هولاء من رعايا دوله كامريكا او اي دوله اوربيه ماذا سيكون دور حكومات تلك الدول بكل تاكيد سوف تتحرك لا نقاذهم وبكل الوسائل ولاداعي لذكر الوسائل فهي معروفه .بل ان وسائل اعلام تلك الدول تصبح لهم القضيه الاساسيه بل انها الحدث اليومي على الساحه السياسيه والاعلاميه لكن في العراق العكس تماما من ذلك بحيث لم تسلط اي وسيله اعلاميه ولم نشاهد اي برنامج يتحدث عن هولاء لا من بعيد ولامن قريب كأنهم ليسوا من العراق . في كل دول العالم ياتي المواطن في المرتبه الاولى ويعيش ويتنعم بخيرات بلاده بل يرفع معظم بلدان العالم الشعار القائل الوطن اولا والمواطن اولا.
وبرغم ان الوطن والمواطن لم ولن يكون افضل من العراق واهل العراق :من هنا اقول متى ياتي اليوم الذي يكون العراق اولا والمواطن العراقي لذلك على الحكومه ان تتبع سياسة اعادة الثقه لدى المواطن العراقي وفق الاعتزازبالمواطن والعراق اولا ورفع الحيف والتهميش والاقصاء الذي مورس في العقود المظلمه .واليوم ونحن نعيش عصر التغييرونحكم وفق الية الدستور على الحكومه المنتخبه ان تضع كل المواطنيين من الدرجه الاولى وان تتحرك وبشكل واضح لمتابعة هذه القضيه ،وليتذكر كل المسئولين في الدوله ان لهولاء الناس هناك عوائل بانتظارهم مثل غيرهم من مواطني العالم .وان تفعل ا لحكومه مثل ماتفعل بقيت دول العالم تجاه موطنيها عندما تستشعر ان هناك خطر يهددهم بل ان بعض الدول تسارع لقطع العلاقات وسحب بعثاتيها الدبلوماسية. من هنا يجب على حكومة ال سعود ان تستشعر ان هناك دوله بالعراق تطالب بمواطنيها وليتوقف هذا الصمت ليس فقط تجاه السجناء والمعتقلين في السجون السعوديه بل تجاه كل المواطنين العراقيين في اي قضيه من القضايا التي تهم حاضر ومستقبل العراق ومواطنيه .... وليكن العراق اولا والمواطن .
https://telegram.me/buratha