( بقلم : علاء الموسوي )
من يطالع موقع كتابات وللوهلة الاولى، يجد الحرب مستعرة بين كتاب (موقع كتابات)، لاسيما اصحاب الاسماء المستعارة، ممن اختاروا اسماء الظل عنوانا لمسيرتهم الاعلامية (المجهولة)، ومتجهة الى طريقين منفصلين لايمكن الجمع بينهما، حتى وان نصب (اياد الزاملي ) نفسه مسؤولا عن تطبيع مشروع المصالحة الوطنية بينهما. هذان الطريقان يتجهان الى التشهير واعلان الحرب اعلاميا بين حزب البعث المنحل وبين المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، مع العلم ان المجلس الاعلى اليوم يحتل موقع المنتصر وقاطف الثمار بعد اسقاط ذلك النظام الشوفيني الذي لم يكن يعرف طيلة ايام حكمه غير التسلط على رقاب الابرياء من الناس، وملاحقة كل من نصب العداء لهذا النظام الاستبدادي الدكتاتوري.
معيار التفاضل الذي يفرضه موقع كتابات من خلال (اقلامه المأجورة ذات الطيف الواحد) يفتقد الى اهم عناصر المقارنة بين المجلس الاعلى وحزب البعث المنحل، من خلال العقيدة والايدلوجية السياسية، فضلا عن الحضور والتقبل الشعبي والجماهيري لتلك المبادىء المعلنة من قبل الطرفين ـ هذا اذا فرضنا جدلا امكانية المقارنة بينهما ـ . وهذا الافتقار الذي يعاني منه موقع كتابات، يجعله يوما بعد اخر يسير نحو حافة الهاوية والسقوط بنظر الكتاب العراقيين (اصحاب الاسماء المعلومة)، ذلك لان الميول الفكرية التي يروجها هذا الموقع ـ وللاسف ـ يصب في تشويه سمعة المجلس الاعلى كونه تيار سياسي اسلامي شيعي اختار مبدأ الديمقراطية والتحاور البناء عنوانا ومعيارا لطرح الافكار والقضايا السياسية والاجتماعية. انا اطرح تساؤلا مشروعا ( من ناحية حرية الفكر والعقيدة) على اقلام موقع كتابات؟؟؟.
هل ذكر يوما من الايام على موقع كتابات كشف جرائم البعث الصدامي بشكل موضوعي ومنصف للحقيقة العراقية؟؟؟. هل طرح يوما من الايام نقدا بناء لمسيرة العمل السياسي في العراق الجديد؟؟؟؟. هل اهتم اسرة تحرير موقع كتابات (موقع يحرره كتابها) بطرح اهم المشاكل والهموم التي يعاني منها الشارع العراقي من نقص الخدمات وتفشي البطالة واستفحال ظاهرتي الارهاب والفساد الاداري والمالي؟؟. لماذا تترك بقية الاحزاب (لاسيما السنية منها) في تحمل اعباء الاخطاء والهفوات التي ارتكبها ساسة العراق اليوم؟؟؟. وتتجه الانظار فقط الى رموز وقادة المجلس الاعلى فقط دون غيرهم؟؟؟؟. هل المسألة متعلقة بالشخصنة السياسية التي يريد (اياد الزاملي) تسييس موقعه على غرارها؟؟؟... ام ان هناك امورا ما وراء الكواليس تكمن في (......) وراء هذه الحملة الاعلامية المغرضة ضد المجلس الاعلى... لا اريد ان انزه المجلس الاعلى عن بعض الاخطاء التي ارتكبها في مسيرته السياسية، والتي من ابرزها المبالغة في اشراك الاخرين في مواطن القرار السياسي والامني في البلاد... ولكن ما هي التهمة بالضبط التي يدان بها المجلس الاعلى (باستثناء اضطراره لاختيار ايران منفى لمقارعته النظام الصدامي) في التجربة العراقية الحديثة التي يشارك فيها كل اطياف وتنوعات المجتمع العراقي؟؟؟. المجلس الاعلى اختاره العراقيون قائدا سياسيا في اول انتخابات ديمقراطية تجري في تاريخهم السياسي القديم والمعاصر، بينما حزب البعث جاء على رقاب الملايين من ابناء الشعب العراقي بين مقتول ومهجر ومنفي في اثبات حكمه لاكثر من ثلاثة عقود من الزمن.. المجلس الاعلى اختار الديمقراطية منبرا للتحاكم وطرح الاراء، بينما حزب البعث لم يملك من خيارات الرد غير القتل واساليب الاغتيالات الهمجية والبربرية، وهذا ما يشجع اقلام كتابات على المضي قدما بنشر التهم والافتراءات المتنوعة والتي ما انزل الله بها من سلطان من دون خوف ولا وجل... فليس هناك مخابرات مجلسية تلاحقهم، ولاسجون ومعتقلات تكره الصحفيين على قول كذا ونفي كذا... كما كان يفعلها النظام الصدامي سابقا، ولعل كتاب اليوم في موقع كتابات (مع احترامي الشديد لبعضهم) خريجوا تلك المدرسة الارهابية في قمع الكلمة وتشويه الحقائق ومصادرة الحقوق...
ما يهمنا في ذلك كله هو استقراؤنا لحال هذا الموقع الذي بدأت وتيرته الطائفية تستعر يوما بعد اخر بتقادم موعد الانتخابات، لتجعل من حملته الاعلامية ضد المجلس الاعلى عنوانا لمسيرته وتقاذفه الميولي في مهاجمة الافراد والكيانات السياسية. كنت اتمنى لو ان تظهر كتابات بناءة تنقد الحالة السياسية ورموز الاحزاب باساليب موضوعية وحقيقية تستند على الدليل المنطقي في تفكيك الحجج والبراهين. لذلك اما تكون بعثيا صرف وصداميا حد النخاع لترضي سياسات هذا الموقع المتهالك على رموز الشيعة وقادته، واما ان تكون قلما يصارع العشرات من الاقلام المستعارة لتكشف الحقيقة وتزيل التهم عن المجلس الاعلى وغيره من الاحزاب الوطنية التي نذرت نفسها لتغيير المعادلة الظالمة في العراق.
ملاحظة: اتمنى على اصحاب المقالات التي سترد على هذه المقالة، ان يجردوا انفسهم وضمائرهم من خيوط الحقد ومنابع الضغينة تجاه اي مكون عراقي، ليتسنى لهم فيما بعد من اخذ الامور بمزايا ونواح منطقية لايجاريها الشك من اي ناحية.
https://telegram.me/buratha