( بقلم : محمد مهدي الخفاجي )
اتذكر في نهاية التسعينيات من القرن المنصرم ضاق اهل جنوب العراق ذرعاً من انعدام الخدمات والفقر والجوع وخصوصاً الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ولمدة تزيد عن 10 ساعات يومياً فيما كانت هناك مدن يسميها الطاغية المشنوق بالمدن البيضاء لا تنقطع عنها الكهرباء دقيقة واحدة .وصل التذمر في المدن الجنوبية اوجه حتى وصل الخبر الى الطاغية المشنوق مما حدى به أن يأمر بأطفاء الكهرباء 20 ساعة يومياً بدل ال 10 ساعات يومياً وابلغ الوفد الذي قابله(( لولا خوفي من زعزعة الوضع الامني في ذروة الليل حتى هذه الاربع ساعات في اليوم لكنت قطعتها عنكم لكن سأتركها تنير ظلمة الليل فقط)) واكرر( خوفا على الوضع امني ) لا علينا .
هذا رد الطاغيه المعدوم وكنا دائما نعرف عنه انه يدخل في عناد وتحدٍ مع الشعب الاعزل المغلوب على امره في جنوبنا الحبيب وبعد ان هجم الامريكان ودخلوا عن طريق الجنوب غير الطاغية المقبور اسلوبه واصبح يتوسل الشعب الدفاع عنه وعن نظامه والوقوف بوجه الامريكان ومحاربتهم ولكن بعد ماذا بعد فوات الاوان .
هذه القصه ما هي الا لتذكير السيد وزير الكهرباء المتشبه بالطاغية المشنوق واسلوبه في تحدي الشعوب واخذه العزة بالاثم وعناده واحتقار شعبه وتجويعه له فاليكم ما قام به السيد طاغية الكهرباء العراقي وبعد مناشدات ومناشدات ومقالات وكتابات ومناداة ومعاناة ووساطات ومراسلات ودعوات وشكاوى من شح الكهرباء في جنوبنا الحبيب حيث كان حينها يُقطع التيار الكهربائي 4 ساعات وياتي ساعتين فقط وهكذا يستمر الجدول طوال اليوم فأرتفعت المناشدات والمطالبات من حرارة الجو في جنوبنا الحبيب وارتفاع درجات الحرارة فيه الى حد يفوق المعقول دوناً عن المحافظات الاخرى التي تكون عادة افضل ولو بحد قليل رغم تشابهها في المعانات مع جنوبنا الغالي .
قام السيد طاغية الكهرباء المحترم بما يلي لكي يحل لنا الازمه ويقلل من معاناتنا في الجنوب بعد ان قدر وضعنا وحالنا .
اولاً:- قام طاغية الكهرباء بقطع التيار الكهربائي 5 ساعات واعطائه ساعة واحدة فقط لا غيرها ويستمر هذا الجدول طوال اليوم خمس ساعات قطع وساعة اشتغال واحدة وتتخلل هذه الساعة دقائق قطع داخليه مخصومة من وقت الاشتغال .
ثانياً :- كانت احدى الدول الاوربية المانحة قد تبرعت بمولدات ضخمة لمساعدة جنوبنا الحبيب تضامناً منها مع معانات ابناء هذه المدن في ظل الحر القاسي الذي لا يطاق وكان عدد هذه المحطات خمس محطات توضع الى جانب سابقاتها لكي تزيد من الطاقة الانتاجية لكن هذا الطاغية المتعجرف المتشبه بالبعث الفاشستي البائد قد منع دخولها وقد امر بألغاء كل المشاريع التي وضعت من قبل مجالس المحافظات الجنوبية للحد من معظلة الكهرباء المميتة .
ثالثاً:- كنا وعلى مدى الخمس سنوات الماضية تأتينا فواتير الكهرباء بمعدل الفي دينار عراقي للفاتورة الواحدة قد تزيد او تنقص قليلاً لكن معدلها الثابت لا يتجاوز هذا الحد وهو ما يعادل دولاراً واحداً ونصف تقريبا لا يزيد لكن هذا الشهر اتتنا فاتورة الكهرباء بقيمة 42 الف دينار عراقي أي ما يقارب 36 دولار أي بمقدار 24 ضعف عن الفاتورة السابقة ولكل عائلة دون استثناء .
فما الفرق بينك ايها الوزير الطاغية وبين الطاغية المشنوق في عناد وتحدي الشعب المسكين المغلوب على امره وما الفرق بينك وبين البعث الفاشستي البائد اظن انك وبعد ايام قليلة ستضع لك 99 اسماً ايضاً كما فعل هدام العراق المقبور وتدعي الربوبية واظن حين دخولنا لوزارتك سنجد اسمائك هذه بباب وزارتك كما فعل الطاغية المقبور بوضع اسمائه بباب قصوره وسنجد اسماء الوزير المغوار البطل الهمام ولكي اوفر عليك التفكير بالاسماء اقترح عليك جملة منها فأسم ( بطل التوليد – قاهر الظلام – مولد الكهرباء- باني المحطات – معز الامبيرات – مقلل الانقطاعات – مشيد الثورات ) كلها قد تفيدك وتليق بمقامك ومنجزاتك التي عجزنا عن احصائها لكن عليك ان تتذكر من سبقوك ودخلوا في عناد شعوبهم من طغاة والى اين ألَ مصيرهم.
ولن نستجدي منك الكهرباء بعد اليوم فأن معدنك قد بان واتضح النفس البعثي المتغلغل في اعماقك وكما صبر اهلنا في جنوبنا الغالي 35 عاماً على الطاغية المشنوق سيصبرون اعواماً اخرى لكي نرى نهاية كل من ظلمهم وتطاول عليهم وتحداهم فهؤلاء المساكين الفقراء المغلوبون على امرهم لديهم الله وهو الذي سيقتص لهم من ظالميهم وسارقيهم ومغتصبيهم ومتحديهم فهو نعم المولى ونعم النصير.
https://telegram.me/buratha