( بقلم : رزاق الكيتب )
في مثل هذا اليوم حدث زلزالا مدويا في العراق وتحديدا في الصحن الحيدري الشريف, حيث إستشهد أية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض) مع مجموعة من رفاقه بواسطة سيارة ملغمة على يد عصابة مجرمة لن تمت بإية صلة بالأنسانية جمعاء!.
ولد الشهيد في العراق عام 1939 في النجف الأشرف تلقى علومه من العلماء كل من السيد الخوئي والسيد محسن الحكيم ودرس مع السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليهم جميعا .كان ذكيا ومثابرا في دراسته وقد الف الكثير من الكتب الأسلامية في الفقه والسياسة والتأريخ والأجتماع ,أٌَعتقل مرتين من قبل النظام الفاسد وفي عام 1980 غادر العراق الى إيران وكان مهتما في الشأن العراقي والأسلامي ,وقد كان يشغل رئيس المجلس الأعلى في العراق, حيث كان لديه الكثير من المؤتمرات والندوات حول تقارب المذاهب الأسلامية ومد الجسور مع المسلمين وان تكون اللغة السائدة هي لغة الحوار والكلمة الحسنة وكان يحرص على أن يقدم الدين الأسلامي بأحسن صوره الحقيقية, وليس كما هو مستخدم من بعض الجماعات المتشددة ,
وكان حريصا جدا لزيارة بعض الدول العربية لكي يفضح النظام المقبور وان تكون للشعوب العربية علاقات وطيدة مع الشعب العراقي وان مافعله النظام لم يكن الشعب مسؤولا عنه قط .وكانت للشهيد نظرة مستقبلية للعراق من خلال متابعته الحثيثة وقد طالب الولايات الأمريكية بوضع حد لصدام وتصرفاته مع الشعب العراقي من خلال مغمراته في الحروب أو قتل الشعب وزجه في السجون وتعذيبه كما رأينا بعد السقوط حقيقته اللاإنسانية والمقيته. دخل العراق بعد سقوط الصنم في 20030409 وقد كنا نتابع خطاباته المنيرة ورسمه لمستقبل العراق الجديد بحسه الوطني وعراقيته الأصيلة ,كان فعلا رجل دين وسياسة وقد جمع الأثنين ونجح بحمد الله تعالى.
نتذكر من أوائل خطاباته حيث كان يطالب بأن يكون المسؤول والوزير مهنيا ومسؤولا وأن يحافظ على أموال الشعب وليس العكس كما قالها وبحرقة وان لا تكون الوزارة* غنيمة* للوزير وكما نشاهد الأن للأسف!.كان يقدم فتاوى واضحة لخدمة الشعب العراقي وبأفكار وسطية لا تسلطية ! كان يعتقد لابد من إسقاط صدام وزمرته عن طريق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لا عن طريق العمليات العسكرية وقد حذر كثيرا وفعلا كانت قراءته صائبة وما يحدث أو بالأحرى ماحدث في العراق قبل أشهر من الأن لم يصدق أبدا وبضل الحكومة العراقية وعلى رئسها السيد المالكي العراقي لكان العراق في خبر كان لا سامح الله! إذن كان للشهيد وديعة وأمانة ووصية أين أصبحت الأن؟ نرى اليوم الكثير من المسؤولين لم يكون مؤهلين لقيادة المساكين لأنهم لم يمتلكوا شهادات وخبرات ومهنية بإدارة شؤون الشعب المقهور دائما ونحن نطالب بأن تكون هناك مراجعة فعلية لكل مسؤول في الدولة العراقية الجديدة ومن خلال مطالبة الشهيد في أكثر من خطبة وإذا ما نسيناه فعلينا مراجعة الأرشيف لكل خطبه لكي نصحح أخطاؤنا ونعتذر للشعب المحروم ودوام الحال من المحال ,فمن لم يجد الكفاءة بنفسه فليستقيل من منصبه بعد ما حصل على الغنائم الكبيرة من أموال اليتامى والمحرومين وهذه أيضا من الشجاعة عندما أكون غير قادرا على إداء واجبي بهذه الوزارة أو المحافظة وان تسود الشفافية وان نقدم شهاداتنا وتحصيلنا الدراسي وهناك إرشيف في كل وزارة وعند إذ اتنكشف الأمور ونفضح كل من كان لديه يد بالتستر على المفسدين, وما كان لله ينمو ونسئل الله أن يوفق كل من خدم العراق بصدق وإخلاص وان يخلصنا من الفاسدين والسراق بأقرب وقت وأن نبني العراق وأن نهتم بالعراقيين لأنهم أمانة في أعناق الشرفاء.
نعم رحل الحكيم الى جوار ربه الكريم ,ولكن بقى صوته وحسه الوطني لا يزال في مخيلاتنا ,نطالب من إستلموا المسؤولية من الشهيد أن يحذو حذوة ,رحم الله الشهيد الحكيم وشهداء العراق ولابد أن نذكر الطيب بطيبته والعكس هو الصحيح. ملاحظة ! كاتب المقالة عراقي مستقل يحب شعبه ولا يكره أحد بل انتقد الجميع من أجل التقويم ليس إلا وشكرا.
رزاق الكيتب
https://telegram.me/buratha