( بقلم : علاء الموسوي )
ما زالت مدينة الصدر تتعثر بالمليارات التي تطلق عليها من كل حدب وصوت بأسم النهوض بواقعها والقضاء على بطالة ابنائها الذين يقدر اعدادهم بواقع ثلاث محافظات من البلاد، وذلك من اجل المزايدة باسماء هؤلاء المواطنين المثقلين بواقعهم الخدمي المتردي على حساب الانتخابات المقبلة وغيرها من العناوين السياسية الفارهة. بالامس اطلق اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق من ميزانية الحكومة 50 مليار دينار لاعمار مدينة الصدر!!.... ، وجاء بعده السيد الجعفري رئيس الوزراء السابق ليطلق كذلك من تلك الميزانية 70 مليار دينار لاعمار المدينة!!....، وفي خضم تلك المليارات الممنوحة على حساب المزايدات السياسية في احتواء الطبقة الكادحة، تأتي حكومة المالكي لتخصص 100 مليار دينار لمدة عشر سنوات يتم فيها اعمار مدينة الصدر على غرار مدينة النخلة في ابو ظبي بالامارات !!!!.
تخصيص اكثر من 220 مليار دينار لاعمار مدينة معدومة لابسط الخدمات الانسانية، يجعلك تمرح في خيال الاعمار ومضمار الحراك العمراني الذي يمكن ان تتوقعه في هذه المدينة لتصل احلامك الى مستوى المدن المتنعمة في اوروبا وامريكا اللاتينية على اقل تقدير ، الا ان الواقع اليومي الذي يعيشه المواطن في مدينة الصدر، لاسيما في محلة حي طارق وحي التنك وما وراء السدة...، يبدد لك سحب ذلك الخيال المرتبط باسس الدعاية التي تروجها الحكومة في اعادة وبناء اعمار المدينة. لا نريد ان نشكك في مصداقية الحكومة نحو اعمار مدينة الصدر ومساعيها للنهوض بواقع تلك المدينة المنكوبة قبل وفي زمن وبعد النظام الصدامي المباد، ولكن وجود هكذا ميزانية ضخمة من دون واقع عمراني ملحوظ يدفعك الى الشك بجدية الحكومة ونيتها في القضاء على البطالة التي عصفت بتلك المدينة نحو خانة العنف المفرط بين الاخوة والاحبة نتيجة الكبت والرفض للواقع الذي يعيشه مواطن مدينة الصدر.
لايمكن للحكومة ان تبقى مكتوفة الايدي امام تلك العشرات من المليارات والتي يتم تسليمها لزمرة من السراق اعتاشت على السلب والنهب من اموال الدولة والشعب، كيف ترتضي الحكومة ان تسلم الاموال (المخصصة للبناء والاعمار) الى مجموعة من المقاولين المسجلة اسمائهم في المناقصات، طيلة السنوات الخمس الماضية، على الرغم من الاشارات والدعوات التي تطلقها اهالي المدينة بصدد هؤلاء الاشخاص المعروفين بحرمنتهم وولعهم بنهب الاموال وسلبها!. ادعو السيد المالكي ان يكون جادا في رفع معاناة اهالي هذه المدينة المنكوبة، وان يطلق الصولات تلو الصولات بحق القائمين على الفساد الاداري في البناء والاعمار، وان لايجعلهم يمرحون وينعمون بمعاناة الاخرين وغيرهم يتحسرون على شرب ماء نقي او المشي على شارع مبلط ، او ادخال اولادهم مدارس نظيفة، او التجول بساحة او متنزه بعيد عن الكتل الخرسانية، واكوام النفايات المبعثرة في شوارع المدينة كتبعثر المليارات على خارطة مدينة الصدر المحرومة.
https://telegram.me/buratha