( بقلم : باسم حاتم الحطاب )
استيقظت صباح اليوم الثلاثاء 26 آب و سمعت آذان الفجر فبادرت للصلاة و من ثم توجهت الى صنبور الماء علّي اجد ما يعطيني عذرا لتشغيل مولدة الكهرباء و فوجئت بوجود الماء الذي استطعت به غسل قدميّ و هذا بحد ذاته معجزة فقلت في نفسي لعل السادة المسؤولين نائمون في هذا الوقت و لا يدرون ان الماء قد وصل الى مستوى قدمي و الا لامروا بقطعه لمدة ثلاثة ايام بسبب التجاوز على حصة المناطق الباقية . بعد ذلك استغفرت ربي وقلت في نفسي اني قد فرغت توا من الصلاة فكيف اغتاب المسؤولين بهذا الشكل فلعل الموظف المكلف بغلق الكاك الرئيسي قد سهر و نسي ان يغلقه او توهم بالاتجاه بسبب النعاس . و سارعت فشغّلت المولدة و ماطور الماء و بعد ربع ساعة تقريبا حدث ما لم يكن بالحسبان فقد اشتغل خط الكهرباء الوطنية في موعد هو ليس موعده فتبادر الى ذهني ان السيد وزير الكهرباء ليس في العراق بل في روسيا ، فهل يمكن ان يكون الموظفين العاملين على قطع الكهرباء عنا ليلا نهارا قد استغلوا هذا الغياب و كما يقول المثل (لو غاب القط العب يا فار) ام انهم ايضا سهروا ليلة امس و اخطأوا فقاموا بالتشغيل بدل الاطفاء ؟ نعم لقد حدث هذا في الساعة الخامسة صباحا و فكرت ايضا مثلما يفكر القاريء الكريم باني احلم و لكن تأكدت من يقظتي و لعدة مرات . و للمرة الثانية استغفرت ربي على ذنب ثان و هو سوء الظن بالسادة المسؤولين في وزارة الكهرباء ، و حدثت في هذا الوقت معجزة اخرى هي اكبر و اقوى من المعجزتين السابقتين فبينما انا استغفر الله لذنوبي مر الوقت و تبين لي ان الساعة قد جاوزت السادسة و لم ينقطع التيار الكهربائي فهرولت مسرعا الى جهاز الحاسـوب و شغلت الانترنت علّي اجد تفسيرا لما يحدث و لكني و بعد طول عناء لم اجد ضالتي ، فلم اجد غير الاخبار العاديــــــــة اليومية .
استمر التيار الكهربائي الى الساعة السابعة صباحا . نعم تأكدت ايضا من ذلك ، و لو ان الماء انقطع قبل الكهربــــــــاء و لكني و بحمد الله تمكنت من ملئ الخزان الارضي و بعض الاواني الاخرى التي قد تكفي لعائلتي طيلة اليوم .
توجهت الى عملي و هناك تابعت سابتايتل احدى القنوات و ظهر فيه ان وزارة الكهرباء تعاقب بعض العاملين لتلاعبهم في برنامج القطع المبرمج ، فقلت ان المسكين قد عوقب بسببنا في حالة اذا ظهر سابتايتل آخر عن امانة بغداد و لــكن و لله الحمد لم يظهر الثاني . فعرفت انهم في وزارة الكهرباء لم يعلموا بما حدث فارجو ممن يقرأ هذه الاسطر ان لا يبلغ المسؤولين في الوزارة و لا ابريء الذمة لمن يفعل هذا .
هنا جالت في بالي صور عدة ، ففي ايام حكومة السيد الجعفري التقيت بالدكتور محسن شلاش وزير الكهرباء السابق في بيت السيد محمد بحر العلوم و كنا نزوره بمناسبة شفائه من مرض المّ به في ذلك الحين . و قال الدكتور شلاش للحاضرين انه استطاع ان يصل الى جدول ثلاث ساعات تشغيل و ثلاثة قطع و الوزارة تسعى الى التحسين و ذكر ايضا ان الانتاج قد وصل الى 4300 ميكاواط ، و كذلك قال انه يسعى الى تحديد الامبيرية بعشر امبيرات للبيت و بهذا يستطيع توفير الكهرباء لمدة 24 ساعة .
و في عدة مؤتمرات صحفية صرّح الوزير الحالي الدكتور كريم وحيد بأن الانتاج قد وصل الى 6500 ميكاواط و ان الكهرباء ستتحسن في فترة قريبة ، فمرة يقول خلال اسبوعين و مرة خلال شهر بل حتى مرة قال انها ستتحسن خلال ثلاثة ايام ، و الكل يرى انه كلما صرح بشيء حدث العكس الا اذا كان يقصد ان التحسن هو في زيادة ساعات القطع اللامبرمج . فمنذ اشهر و ساعات التشغيل هي واحدة مقابل 12 ساعة قطع بل قد تستمر الى 36 ساعة قطع في بعض الاحيان . هذا مع الاخذ بعين الاعتبار التحسن الامني نسبة الى الوضع الذي كان يتذرع به السادة المسؤولين في الوزارة في تبرير الاخفاقات التي لا تعد و لا تحصى . اضف الى ذلك ان وزارة النفط قد زودت الكهرباء بما تحتاجه من الوقود الذي كان من الحجج الاخرى التي طالما ذكرت كاحد الاسباب في تعثر مسيرة الوزارة ، وهذه المشكلة يجب ان تحل برقابة صارمة على الوقود الذي يجهّز حتى لا يتم تهريبه و بيعه على اساس انه استخدم .
تذكرت ايضا الخطبة التي تحدث فيها سماحة الشيخ الجليل جلال الدين الصغير عن الكهرباء و الطلب من السيد الوزير ان يقدم استقالته او يقال ، و حينها كانت الوزارات غير مكتملة بسبب الانسحابات ، فكنا نبرر في حينها انه سيقال بعد عودة الوزراء المنسحبين ، اما الآن فلا اعتقد ان هنالك تبرير لبقاء السيد الوزير الا عطلة الفصل التشريعي لمجلس النواب ، فهل سيكون من اولى المواضيع التي ستناقش بعد انتهاء العطلة ام انه سيطل علينا بطلته البهية ليخبرنا ان الايام القادمة ستشهد تحسنا ملحوظا آخر ؟
لقد استبدل المظلومين من ابناء المناطق المعدمة السيد وزير الكهرباء بمشغل المولدة فمتى سيستبدل السادة في مجلس النواب التكنوقراط بشخص مسؤول يتحمل اعباء مسؤوليته عن طريق العمل و ليس التسويف ؟
https://telegram.me/buratha