( بقلم : الدكتور عبد الامير حسن )
تميزت مرجعية الامام الحكيم بانها احد اهم المرجعيات في تاريخ المرجعية المعاصر منذ نشأتها الاولى على يد شيخ الطائفة الطوسي قدس. الاسباب التي جعلت هذه المرجعية متميزة لعدة اسباب سوف نتطرق اليها اثناء البحث.بعد وفاة المرجع الاعلى السيد ابي الحسن الموسوي الاصفهاني في النجف الاشرف ، اتجهت انظار معظم المسلمين الشيعة الى النجف الاشرف محط العلم والعلماء وكانت النجف حينها تحظى بوجود عشرة من كبار مراجع الدين ابرزهم: الامام محسن الحكيم والسيد عبد الهادي الشيرازي وبعد وفاة المرجعين البروجوردي والشيرازي برز الامام الحكيم كمرجع اعلى للطائفة الشيعية في العالم بلا منازع.
ولد الامام محسن الحكيم في النجف الاشرف عام 1889 وسط عائلة علمية عريقة فابوه السيد مهدي كان من علماء النجف الاشرف المبرزين. تتلمذ على عدد كبير من مراجع الدين في النجف الاشرف ابرزهم صاحب الكفاية الشيخ كاظم الخرساني وعميد الاصوليين الشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ حسين النائيني. حصل على درجة الاجتهاد في سن مبكرة من حياته بدا حياته الجهادية منذ عام 1914 حين اشترك في التحرك المناهض للانكليز منه خوض معارك الشعيبة الى جاىنب المرجع محمد سعيد الحبوبي ثم لعب الامام الحكيم دورا قياديا متميزا في الحركة الاسلامية في العراق منذ خمسينيات القرن الماضي وكانت له مواقف حازمة خلال العهد الملكي، فقد رفض مقابلة ملك العراق عند زيارته للنجف الاشرف بسبب عدم تنفيذ السلطة لبعض مطالب الاسلاميين مما اعطى الامام الحكيم هيبة سياسية وزخما جماهيريا كبيرا.
كما رفض استقبال البكر او نائبه صدام لاكثر من مرة ولم يعطي شرعية للحكم البعثي حتى وفاته عام 1970ومن اجل تقوية جهاز المرجعية وتعميقب نفوذه ارسل الامام الحكيم مجموعة من العلماء الى بعض مدن العراق واقضيته النائية كما قام بتاسيس المكتبات التي عرفت بمكتبة الامام الحكيم في كل محافظة وكل قضاء والتي كان لها الدور الكبير في توعية الامة واستنهاضها . كان الكثير من تحركات الامام الحكيم يقوم بها انطلاقا من موقعه المرجعي تعد اعمالا سياسية صريحة وتكشف عن تصد حقيقي لقيادة الامة وقد اراد بذلك اسدال الستار بشكل عملي على مقولة فصل الدين عن الدولة التي اشاعها الغرباء في اوساط الاسلا ميين ولعبت دورها في السنين التي سبقت مرجعية الامام الحكيم وادت الى اعتزال بعض العلماء للساحة الاجتماعية وتخوف الناس من العمل السياسي كما اعلن السيد عن موقفه الواضح من هذه المسالة حين كتب الى احد مريديه:" اذا كان معنى السياسية اصلاح شؤون العباد والعمل على ترقية احوالهم واستصلاح امورهم..... فلم يات الدين المقدس الا للقيام بهذه الاعمال" وثمة عوامل اساسية ضاعفت من قوة الامام الحكيم انتمائه الى اسرة نجفية علمية عريقة وكونه عراقي الاصل والمولد وتفاعل الحركة الاسلامية مع مرجعيته وظروف الصراع الفكري والسياسي الذي شهده العراق وتصديه للافكار المنحرفة.
هذا المرجع العظيم كان له الدور الاوفر في محاربة البعثيين الذي نراهم اليوم يصبون جام غضبهم ضد مرجعية الامام الحكيم بغضا وتشفيا ولكن هيهات للامة التي انجبت تلك الحركة الاسلامية الهادرة التي هزت عروش البعث ان تتخلى عن امامها الحكيم وعائلة الحكيم
https://telegram.me/buratha