( بقلم : محمد مهدي الخفاجي )
لا اريد ان اتوسعُ في مقالتي الى مشكلة الاقليات في كل العالم الاسلامي ففيه مآسيِ لا تُعد ولا تُحصى ناهيك عن الافقار والاذلال وسلب ونهب لكل شيء ليست الثقافة والموارد والخيرات وحسب وانما وصل الى حد سلب اللغة والمعتقد والدين ولا يمكن ان اتطرق الى هكذا موضوع دون ذكر اخوتنا الكرد هؤلاء الاخوة الذين ابتلاهم الله بنا حتى وصلت بنا الوقاحة ان نؤلف عليهم النكت ونطلق عليهم بعض التسميات الحقيرة الرذيلة وبمختلف لغات العالم الاسلامي .اعود كما ذكرت الى عالمنا العربي ابتلى الله سبحانه الاقليات بتسلط عرب اجلاف قساة القلوب ضاق حتى الانبياء بهم ذرعاًَ وخُصص لهم نبي وأُعتُبر خاتم الانبياء والمرسلين بعد ان وصفهم الباري جل جلاله بأتهم ( اشد كفراًََ والحاداً ) فيال هذا الوصف الدقيق وممن ! ! انا لله وانا اليه راجعون .
اكبر الاقليات في عالمنا العربي هم الاخوة الكرد الاخوة في الدين والثقافة والارض هؤلاء المساكين مصيبتهم يندى لها الجبين في الحقبتين الماضية والحاضرة فوجودهم في بلاد الشام والعراق على مستوى البلاد العربية ليس الا انتقاماًً منهم ووبال لايحسدون عليه فبعد التشريد والتنكيل والتقنيل والتهجير بل وحتى استخدام الاسلحة الكيمياوية والبايلوجية والجرثومية ضدهم من قبل النظام البربري البعثي الشوفيني البائد في العراق بل ورمي اخوتنا (الكرد الفيلية) منهم على الحدود الايرانية حفاةً عراةً بعد مصادرة كافة ممتلكاتهم ووثائقهم الى سحب الجنسية وعدم الاعتراف بمواطنة الكرد في سوريا وابشع انواع الاذلال ويكفي بنا اننا في بلاد الشام ومصرهنالك مثلاً نستخدمه وهو في حقيقته مستنبط من حال اخوتنا الكرد حينما نقول( انت تستكردني ) أي تستغلتي وتحاول خداعي وسرقتي فهم قد وقع عليهم هذا الضيم وبأعترافنا نحن العرب والاقلية الخرى هم التركمان ولا يختلف حالهم عن حال الكرد سابقاً ولكن وللاسف الان في العراق الجديد وبعد ان نال الاكراد حقوقهم اصبح بعضهم يستخدم نفس الاساليب التي اُستخدمت بحقهم سابقاً يستخدمها الان مع التركمان وخصوصاً في المدن المختلطة وللاسف لم يختلف بعض الكرد عن العرب بعد ان ظلموهم كونهم اقلية فهم الان ظلموا التركمان كونهم اقلية ايضاً وهذا مايحزن ان ينقلب الضحية الى جلاد ومما لاشك فيه معاناة الاخوة اليزيدية الذين لم يذكروا منا سوى السجون والمعتقلات والقتل والانتحاريين وحالهم حال الصابئة المندائية الذين لم نعاشر اطيب واروع منهم في الدنيا اجلافنا وبداوتنا قد ابت الا رفضهم وتهميشهم والتنكيل بهم مما حدى بهم ان يهاجر اكثر من 90% منهم الى اوروبا وامريكا وكندا ناهيك عن المسيح بمختلف طوائفهم من مارونيين وبروتستانت وكاثوليك واورثوذوكس وكم اخجل من تصرفات بعض العرب خصوصاً مع هؤلاء حينما اعيد شريط ذاكرتي وتعاملنا كعرب وكمسلمين معهم .
اما الشبك والعللائية و-العلويون- ( بأستثناء سوريا التي يحكمون بها الان ولا يختلف حكمهم عن حكم الاعراب الاجلاف )في النفريق والالغاء والاقصاء فكل هؤلاء لايختلف حالهم عن سابقهم ناهيك عن البهائية الذين حتى لا يُسمح لهم بأخراج شهادات ميلاد ولا يسمح لأولادهم دخول المدارس في مصر والنوبيون الذين هم اصل مصر والاقباط هؤلاء المساكين الطيبين الذين ابتلوا وأي بلاء اما الدروز وتقتيلهم من قبل المتأسلمين الساعين لألغائهم ولا اذكر الشيعة سواء الزيدية منهم والاثني عشرية ومعاناتهم الى يومنا هذا حتى لا اتهم بالطائفية والعمالة لدولة جارة تتدين ( ولو بالظاهر ) بهذا المذهب واه ثم اه حينما اذكر الامازيغ والبربر في دول المغرب العربي والمساليت والفور والزغاوة في السودان ومن المؤكد اني نسيت الكثير الكثير من الاقليات الاخرى واعتذر لهم لاني لست بصدد احصاء الاقليات بحسب قومياتها ومذاهبها وطوائفها وقبائلها وتجمعاتها بقدر دراستي الحالة والبحث عن اسبابها ومسبباتها واكرر الاعتذار .
قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد :- (( انا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفو ان اكرمكم عند الله اتقاكم )). كذلك قال الرسول الكريم محمد ( ص واله ) :- (( اختلاف امتي رحمة )) فاين نحن كعرب واعراب - وما اكثرهم بيننا – من قول خلقنا وقول رسولنا المنزل الينا رحمة اين نحن مما ندعي واين نحن من الاسلام اليس المسلم من سلم الناس يده ولسانه .
اعزوا كل هذا الى سببين رئيسيين :-اولها :- الدكتاتوريات التي تكتم انفاس وعقول وقلوب العرب سواء السياسية او الدينية منها فلا يختلف امام المسجد المحرض على العنف والقتل والتهجير والتنكيل والتعذيب عن القائد السياسي في تنفيذ ما سبق .
والسبب الثاني :- البداوة التي تتجذر بداخلنا فنحن ندعي الاسلام ولكن حقيقتنا مجرد بدو اقحاح قساة غلاض لا نعرف من هذا الدين السمح شيء ولا نعرف منه الا اقساه واعسره وحاشا للدين والله قد اراد لنا اليسر وحاشاه العسر .
واخيراً وليس اخراً اسال الله جل جلاله ان يهدي قلوبنا وينور بصيرتنا وابصارنا وان لا ننسى اهلنا واخوتنا من الاقليات التي عاشت معنا وتحملت ظلمنا وحيفنا ونعمل معهم بما اوصى به ديننا الحنيف ورسولنا الكريم في التسامح والمحبة والاخاء ونذكر _ عسى ان تنفع الذكرى _ الامام علي ( عليه السلام ) امام الانسانية جمعاء حينما قال :- (( ابن ادم صنفان اما اخ لك في الدين او نظيرك في الخلق )). فأين نحن من هذا الكلام .
https://telegram.me/buratha