( بقلم : سليم سوزه )
بعد ان نشر الكاتب العراقي الغيور احمد مهدي الياسري، مجموعة مقالات، توضّح للرأي العام حقيقة ما يتعرض له المعتقلون العراقيون في السجون السعودية وعمليات الاعدام المستمرة بحق مَن لم ترقَ جريمته لهكذا مستوى من العقاب .. لم نلحظ حراكاً رسمياً من قبل الحكومة العراقية، ولا حتى على الاقل، بيان ورقي من وزارتها الخارجية، تطلب من السلطات السعودية تبيان الحقيقة ومعرفة جرائم هؤلاء، وهل فعلا ً يستحقون ان تفصل رؤوسهم عن اجسادهم!هذا اللا موقف من قبل الحكومة، لا يعدو كونه امر من امرين لا ثالث لهما، فهي اما انها لم تقتنع بالموضوع اساساً على اعتباره موضوعاً هامشياً لا يستحق ان يتصدّر اولوياتها، لكونهم اناس اجرموا وفق القانون السعودي ويجب ان ينالوا عقابهم .. ام انها لا تقوى على مجرد مطالبة حكومة المملكة بمعرفة حقيقة ما يحدث في هذا الخصوص، وهو مؤشر ضعف واستكانة لا يخفى على اللبيب.
وفي كلتا الحالتين لا يؤكد هذا اللاموقف، الاّ على رخص الدم العراقي مقابل الدماء العربية الغالية التي حرصت الحكومة العراقية على تسليمهم معزّزين مكرّمين الى السعودية، وهم مجموعة من القتلة والمستهترين، جُل ما شفع لهم، هو نسبهم الى امراء ومشايخ نافذين في المملكة .. ولا ادري ان كان مسؤولونا قد اوصلوهم الى بيوتهم وغرف نومهم، ام اكتفوا بانزالهم في المطار فحسب!!
عموماً اذا كان تردّد الحكومة ومعها البرلمان والمؤسسات الاخرى في اتخاذ موقف صريح او مطالبة توضيح رسمية من السعوديين تجاه هذه القضية، سببها المُجاملات الاخيرة والغزل السياسي بين العراق و(الاشقاء) العرب لغرض الحفاظ على ارواح عراقيي الداخل من مفخّخات الاخوّة العربية .. فانا اعتقد بأن عراقيي الخارج هم ايضاً يستحقون العناء والاهتمام من قبلنا، سيما وان رقابهم على بعد سنتمترات من سيف الجلاد السعودي الحاقد. وما الصور التي رأيتها مؤخراً في احدى مواقع النيت، والتي اظهرت كيف قطع جلف سعودي رأس عراقي في ساحة عامة وامام انظار العوام كأنه كرنفال احتفالي، سوى دليل على الوحشية القبلية في معاقبة التمدّن والحضارة الانسانية.
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم والعاقبة للمتقين.
https://telegram.me/buratha