بقلم : سامي جواد كاظم
استيقظ من نومه الخليفة هارون الرشيد وهو فزع من حلم رأه في منامه حيث راى اسنانه تتساقط فسال عمن يفسر الاحلام فاحضر له احدهم وساله الرشيد عن تفسير حلمه فقال له المفسر ان اقاربك سيموتون كلهم قبلك ففزع هارون من هذا التفسير فامر بجلد المفسر وحبسه ، وجيء باخر ففسر الحلم وقال له ان عمرك اطول من عمر اقاربك ، فارتاح الرشيد لهذا التفسير وكرّم المفسر .
هذه الرواية مدخل لفكرة المقال ، اليوم بات لـ ( الانترنيت ) حضور قوي واعتقد مع مرور الزمن فانه سيكون الوسيلة الوحيدة لتلقي الاخبار والمعلومات بل وحتى البرامج المسلية وكل ما له علاقة بالقنوات الفضائية .ومن اهم المواقع التي استحوذت على اهتمام الانسان هي المواقع التي تعني بالاخبار والكتابات والمنتديات بالرغم من ان المنتديات لها روادها الخاصين . فرص رائعة وفرها العلم للذي تجول في صدره خاطرة او يكون له راي في حدث معين او له براعة ادبية في الكتابة في تفريغ هذه الافكار من خلال مواقع الانترنيت .
حديثي عن الذي مع وضد كتابات، اقول ابتداءً من المفروض ان الكل قرأ ماكتب السيد الزاملي في اعلى صفحته وعلى اليسار العبارة التالية ( الرقيب ضمير الكاتب ) وهذه العبارة لها مدلولات عميقة لمن يتعمق بها وسرابية لمن لايبالي بها والحكم على كتّاب كتابات ان كتباتهم خاضعة للعبارة اعلاه ولاعذر لمن لا يعلم بها ، ولو اردنا الحق فان العبارة خلقيا يجب ان يلتزم بها حتى الذي لا يكتب في كتابات .
الاراء مختلفة ومتضاربة ولنحدد في ما يخص الشان العراقي وهذه مسالة طبيعية ولكن كيفية عرض الراي المتفق والمخالف في الموضوع الواحد هذا هو المهم ، وطالما ان هيئة التحرير في كتابات هي ضمائر الكتّاب اذن الايجابيات تعد منقبة حسنة لصاحبها والسلبيات عكس ذلك ، ولا ننكر ان هنالك الكثير من الاراء الجيدة ترى النور من خلال كتابات الا ان في الاونة الاخيرة الملاحظ هنالك الكثير والكثير جدا من المقالات التي تحتوي الفاظ وعبارات مشينة وهجينة حقيقة يتحمل الوزر الاكبر ضمير الكاتب والاصغر ضمير الزاملي .
ولو وجهت دعوة لاحد الذين يكتبون بهكذا الفاظ لحضور ندوة او مؤتمر وكان احد الحاضرين طرف مخالف لراي هذا الكاتب وطلب من هذا الكاتب ان يرتقي المنصة ويلقي كلمة بالحضور بهذا الشان المتعلق بالطرف المخالف فهل سيذكر في كلمته نفس الكلمات التي يكتبها في مقاله ؟ اعتقد لم يستطع ان يقولها فان الخجل سيكون حاضر واما اذا استطاع من ذكرها فاعتقد شعور الحاضرين اتجاه هذا الكاتب سيكون اتعس من الكلمات التي قالها .الحق للكل في مدح او نقد من يشاءون سواء كان المجلس الاعلى او التوافق وسواء كانت ايران او السعودية ولكن يجب ان يكون الانتقاد بشكل مهذب حتى وان كان غير صحيح فالمجال مفسوح لذلك لان من خلال النقد الصحيح او الخطأ نصل للصواب ولا نخلق عدو ولا نجعل المهاترات الكلامية تشتعل بين الكتّاب .
فالذي لديه فكرة معينة او راي معين عليه استخدام افضل السبل لايصالها للمخالف والموالف كما فعل المفسر الثاني لحلم هارون الرشيد والذي لا يختلف عن الاول في المضمون الا ان اسلوبه كان رائعا .ومن خلال احدى المقالات للدكتور فواز الفواز كتب فيه يطلب مني التحكيم وهذه بحد ذاتها موقف جميل من الاخ فواز الذي لا التقى معه في كثير من الافكار وانا اقول طالما ان الضمير هو الرقيب فاذا ما فعّل بشكل صحيح وللكل وانا من ضمنهم فاعتقد اننا سنخلق افكار رائدة وجبارة تخدم الكل من غير الحاجة الى العصبية والكلام الغير صحيح الذي يصدر من الكتّاب مهما كانت هويته او الموقع الذي يكتب فيه .
قد لا اتفق مع فكرة او اسلوب كاتب معين لكني لااستطيع البوح بذلك له فما علي الا ذكر الذي اعتقده صحيح من غير التجريح بالاخر وعندها اكون قد وفرت على نفسي جهد المشاحنة والعداوة .
واخر الامر اقول للاخوة الكتاب في كتابات لماذا كل من يتفق رايه وراي المجلس الاعلى او المرجعية تاتيه النعوتات من كل حدب وصوب ؟ ولماذا يكون ماجور لهم ويعمل بثمن ؟ فان هذا الاسلوب الغيبي في نعت من لا يتفق معكم بهكذا اوصاف تعد نقطة ضعف الكاتب ويؤاخذ عليها . وفي نفس الوقت اوجه كلامي للاخت سناء الحربي اقول صحيح هنالك الكثير من المقالات التي ينشرها موقع كتابات يضيق صدري منها وعليه اما ان ارد بالفكر او لا ارد ، فاذا ما استدرجت وكتبت بنفس الفاظهم اصبحت عندها نسخة طبق الاصل منهم .
ومن حلم الامام السجاد عليه السلام نتعظ عندما شتمه احد الجاهلين بحال الامام (ع) فقال له الامام (ع) ان كان حقا ما ادعيت اسال الله ان يغفر لي وان كان باطلا اسال الله ان يغفر لك .واخر المطاف اعتذر من الاخوة الذين قد يعتقدون انني غير منصف في مقال هذا .
https://telegram.me/buratha