( بقلم : صباح رحيمة)
هل ان رجال الاعلام َمثلهم كمثل الشعراء ( يقولون ما لا يفعلون وفي كل واد يهيمون )مادفعني الى هذا هو ما نقرأ على صفحات الجرائد ووجوه المواقع الالكترونية من مقالات طنانة رنانة في توجيه النقد ( وأكثره لاذع حد اللعنة ) الى السياسي فلان والمسؤول علان يحاول الكاتب فيها ان يظهر نفسه عل انه ملك كريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . ويجهد ويجتهد في اختيار الالفاظ والتراكيب الجملية والمصلحات القيمية والاخلاقية التي توحي للقاريء على أنه الناصح الأمين وان قلبه يتحرق كمدا وهما على بلده وابناء هذا البلد حتى وصل بالبعض ان يضعهم في حظائر الجهل والتخلف بل والبربرية ليقول ما بين السطر بأنه هو الوحيد المتمدن والمتحضر وهو الوحيد الذي غادرت جلده الدشداشة والتفت حول عنقه انواع من اربطة الحرير الفرنسية والايطالية . واذا استلم منصبا او تربع على عرش من العروش المتكالب عليها فأنه سيكون من الناصحين وهو القوي الامين . ولكن ؟؟؟ وكما يقولون وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآاه من هذه اللكن ؟؟؟؟؟؟
يأتيك من هؤلاء العجب العجاب فما يقوله من اقوال الملائكة لايلتقي اطلاقا بما يفعله من افعال الشياطين . فهو الذي يدعو الى لغة الحوار واحترام الراي والراي الآخر تراه فجاة ينهال عليك بكل شتائم الأرض المعروفة وغير المكتشفة لحد الآن بمجرد ان تختلف معه في قضية معينة أما اذا جادلته فتلك مصيبة ستصب على راسك الويل والثبور وخاصة اذا كان يتمتع بمركز او انه صاحب قرار فلابد من ان يقطع رزقك وان كان باستطاعته ان يقطع عنقك ، وان يتصدى لك في كل محفل ويبحث في اثرك كل شاردة وواردة ، ويسد عليك المنافذ بتصرفات لا تليق حتى بافراد العصابات واوغاد الشوارع الخلفية .
فاياك ان تختلف او تخالف وعليك ان تحتلف وتحالف لأنه حتما سيكون سببا في طردك بل ومتابعتك حيث ما تكون وأين ما تحط . فان كنت احد اعضاء لجنة مثلا فاعلم ان لجنة جديدة قد تشكلت والغيت تلك اللجنة واذا رشح لك منجز فلا تعجب ان طار غيره على جناح التامر وتبييت الأمر واذا ذكر اسمك في محفل فمن الطبيعي ان تكون من المغضوب عليه . وهكذا وقس على ذلك وستكتشف بان هذه الاسطر التي سطرها هذا الاع .... لامي والمث ...قف والافكار التي نادى بها انما هي مجرد شعارات يروج بها عن شخص مريض بامراض شتى من العصبية والجاهلية عدا الشيزوفرينيا والانفصام وووو .. ولا تمت لشخصية سوية بصلة ، فكيف بها اعلامية مسؤولة وصاحبة كلمة – والكلمة شرف وهي فرقان ما بين الجنة والنار - ليس لديه القدرة على تحمل الحقائق ( وهي نسبية كما يقولون ) ولايملك الثقافة الكافية التي تجعله يتقبل الآخر ويحاوره ولا يتصور انه يمكن ان يعترف بخطاه ولو انه قد اخطا في حق الاخرين وتجاوز على اختصاص ليس لديه اية فكرة عنه. وان الموقع الذي هو فيه كان من المفروض ان لا يشغله ولكنه بهذا وذاك يراوغ ويناور على اساس انه الفهيمة الذي مٌن الله به على البشرية وعلى هؤلاء البشر ان يخضعوا لما أتى به من عنجهية وسلطوية دون نقاش او اعتراض ولم يفكر بما كتبه ودعا اليه عبر الصحف والمجلات من وجوب ان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب وان ياخذ صاحب الاختصاص مكانه لممارسة اختصاصه وراح يتربع وينظٌر باختصاص غيره وهذه هي الكارثة التي تحل بالبلاد وتؤذي العباد اليوم . بعد ان قدم الاعلاميون والمثقفون كتابا وشعراء وفنانين قرابين فداء وحصدوا الآما من العوز والتهميش والاضطهاد والغربة التزاما لمهنتهم وخدمة لبلدهم ووفاء لشعبهم ايمانا منهم بانهم هم قادة الامة الحقيقيون ولا زالوا يعضون النواجز ويبدعون رغم الجراح .(عذرا ايها المبدعون الشعراء على هذه الاستعارة )
كاتب ومخرج تلفزيوني
https://telegram.me/buratha