بقلم : (علي الملا ).
اذا تحول الدفان الى شاعر يموت .... يموت الشعر
واذا تحول الطباخ الى مزارع .... تحترق السنابل
واذا تحول الطبيب الى مهندس .... تصاب البنايات بأنهيار عصبي
واذا تحول المشعوذ الى سياسي .... يتلبس الجان في جسد الوطن
واذا تحول الضابط الى معلم ..... يصبح الأطفال مختلين عقليا
واذا تحول الدلال الى قائد عسكري .... تكثر الانقلابات
واذا تحول رجل الأمن الى مؤذن ..... يتخذ من المنائر معتقلات مقدسة
واذا تحول القصاب الى حلاق .... تتطاير الرؤوس
واذا تحول القاضي الى تاجر .... لا تباع السلع في الأسواق الا بأمر قضائي
واذا تحول النجار الى وزير ..... تتخشب الحكومة
واذا تحول الفاجر الى رجل دين .... فتلك هي الطامة الكبرى
وبعد كل تلك التحولات المفترضة التي تنقلب بحسبها المقاييس والنظم نجد سؤالا يطرح نفسه بقوة ( كم تحول ٍ من هذه التحولات قد حدث في الواقع العراقي )؟
أقول وبكل ثقة ان تسعون في المئة من تلك التحولات الافتراضية قد اصبحت واقع حال وانعكست سلبا على حياة الشعب العراقي ولكن من أخطرها كان تحول الفجار الى رجال دين يتكلمون باسم الله وبالنيابة عنه والله منهم براء بل ان الشيطان يجد نفسه تلميذا صغيرا يتلقى الدروس على ايديهم لعله يستطيع الوصول الى بعض ماوصلوا اليه من الغدر والمكر والاستهتار بالدين و بالقيم وقلب للموازين ومخالفة للاعراف والتقاليد ويبنون لهم قواعد جماهيرية من ( المكبسلين والحشاشة والحرامية ووووووو .. الخ ) , لا ليهدوههم الى سواء السبيل ولكن ليزيدوهم ضلالا الى ضلالهم وجهلا الى جهلهم وذلك من خلال قولبة الدين بالشكل الذي يتلائم مع اذواقهم السوقية وتوجهاتهم الحواسمية , والبعض منهم صار ( مرجع نص ردان ) والآخر ( يماني برمودا ) ومن يدري فقد تظهر لنا ( نبية سترابلس ) تصلي بالناس جماعة في ( حديقة الأمة ) !!! .
ان ما استغربه هو عزوف الدولة عن محاسبة مثل هؤلاء الشراذم معتذرة بالديمقراطية وحرية الفكر وهذا عذر غير مقبول لاننا نعلم جميعا ان من يتقمص شخصية شرطي يحاسبه القانون وبشدة فلماذا لا نجد هذا القانون مسلطا على من يتقمص شخصية مرجع ديني او رمز من رموزنا الأسلامية ؟! واذا بقيت الدولة وأجهزتها الأمنية تنأى بنفسها عن التدخل ووضع حد لهذا التلاعب بعقائدنا وثوابتنا الأسلامية فلن تكون العاقبة على خير , وسيظهر في كل مدينة من مدن العراق ( قاضي سماء) يحكم بما يوحي اليه شيطانه ويسوق الناس الى حيث الأنحدار الأخلاقي . ولعل البعض يلقي بالمسؤولية على عاتق المرجعية بأعتبارها المعني الأول في هذه القضية ولكنه ينسى او يتناسى ان الحوزة العلمية لا تمتلك آليات التصدي لهؤلاء غير البيان والتوضيح فهل يحمل كل مرجع من المراجع ( بي كي سي ) ويذهب لمداهمة اوكار الفتنة والضلال ؟ .
على الدولة ان تقف موقفا حازما قبل ان تنقلب الأفتراضات الى امر واقع لا يمكن تجاوزه ويتحول العراق من بلد الأنبياء الى بلد الأدعياء .
https://telegram.me/buratha